في ذكرى اكتشافه الـ 94.. نكشف أسرار تمثال «نفرتيتي» 

نفرتيتي
نفرتيتي

«نفرتيتي» هي تلك الملكة المصرية التي اشتهرت بجمالها، ومن المعروف أنها كانت تمتلك جمال أنيق، وكان لها تمثال يعتبر رمزا للكثير من النساء وللعديد من خطوط مستحضرات التجميل الحديثة، وقد تبنت العديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم الملكة نفرتيتي، باعتبارها رمزا للجمال الحقيقي، بل بعض المؤرخين أعلنوا أنها أجمل امرأة في العالم.


«تمثال نفرتيتي».. 
تُذكر نفرتيتي بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيري في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتي، وقد عثر عليه عالم المصريات الألماني "لودفيك بورشاردت" في 6 ديسمبر 1912 بورشة النحات تحتمس في تل العمارنة.

هرب "بورشاردت" التمثال الكامل "غير المخدوش" إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم، ويوجد تمثال آخر لرأس نفرتيتي بالمتحف المصري من "الكوارتزيت" الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة.

من غير المعروف حتى الآن هل هناك مومياء للملكة نفرتيتي أم لا؟. المؤكد هو أن العلماء عثروا على مومياوات في الغرفة السرية لقبر أخناتون، ففي القرن التاسع عشر، عثر عالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت، عندما قام بفتح أحد جدران الأقبية، على سرداب جانبي يحتوي على ثلاث مومياوات، واحدة لرجل واثنتان لنساء، إحداهن كانت أصغر سناً من الأخرى.

لم تثر هذه المومياوات أي اهتمام  يذكر آنذاك، وقد تم تصويرهن في عام 1907، وأصبحن في غياهب النسيان. ولكن مؤخراً، راود العلماء بعض الشكوك بأن إحدى هاتين المومياواتين هي نفرتيتي في عام 2002، أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليتشر من جامعة نيويورك وهي خبيرة في المومياوات أن رفات المومياء الشابة تعود للملكة نفرتيتي، وأكدت بأن هذه حقيقة لا غبار عليها. 

وأضافت جوان مبتهجة أنه الاكتشاف الأروع في حياتي! قالت ذلك، بعد أن سمح لها أن تخضع المومياء إلى فحوصات منها الأشعة السينية. وخير دليل على أن إحدى هاتين المومياواتين هي «المرأة الجميلة التي أقبلت» هي الجودة العالية من التحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف لرفات نفرتيتيّ،. على أقل تقدير، هذا ما رأته السيدة فليتشر في أعضاء المومياء في الرقبة والكتفين، والأهم من ذلك في وجهه.

كانت المومياء صلعاء – حليقة الرأس من أجل ارتداء شعر مستعار خاص، ويبدو أن فليتشر قد عثرت على الشعر المستعار، ولكن هذا الادعاء أصبح محط جدال متنازع عليه لاحقا من قبل السلطات المصرية، كما أظهرت الفحوصات وجود آثار لحزام من الجلد مطبوعة على جبين المومياء، وآثار لوجود اثنين من الأقراط في الأذن اليسرى شوهدت في وقت سابق على بعض صور للملكة.

وبعد ذلك بقليل، تم العثور بالقرب من المومياء على يدها المكسورة، وقد أمسكت بها الصولجان، وهذا كما هو معروف، سمة من سمات سلطة الفراعنة. ولهذا لم تكن جوان فليتشر تشك في أنه تم العثور أخيراً على رفات نفرتيتي. خلافاً لما هو عليه الحال مع الزملاء الذين شككوا وأعربوا عن اعتقادهم أن هذه الرفات ليست إلا مومياء لامرأة شابة من العائلة المالكة، لقيت حتفها خلال عهد السلالة 18 .

كما انتقد الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية الأسبق والذي يعتبر أبرز عالم للمصريات ، انتقد الباحثة "فليتشر" مؤكداً أن المومياء التي أشارت إليها الباحثة هي لفتاة يتراوح عمرها بين 16-20 عاماً، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سناً.

أما الآن يقوم علماء المصريات بدراسة مومياء السيدة الثانية من قبر إخناتون، وهنا أيضاً يمكن الحديث عن وجود أوجه تشابه بينها وبين الملكة، ويبدو أن الكلمة الفصل ستكون لتحليل الحمض النووي، فمثل هذه التحاليل ساعدت على تحديد شخصية كل من جدة توت عنخ آمون وإخناتون نفسه، الذي كان بالفعل والداً لتوت عنخ آمون.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل المومياء المعروفة برمز KV35YL هي الملكة نفرتيتي؟ ربما أو ربما لا، فالشكوك حول أمومتها ليست موجهة فقط نحوها، وإنما نحو شقيقة إخناتون، فمن المعروف أن نفرتيتي كانت زوجته الأولى.