« كنت أرى الحزن فيه.. عيناه تعكسان كل شيء.. لقد عاش تلك الأحداث من قبل.. وبالتالي يعرف مراراتها» بهذه الكلمات وصفت المخرجة اللبنانية نادين لبكي الطفل زين بطل فليمها الأخير «كفر نعوم» الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي.
زين لاجئ سوري قررت عائلته الرحيل عن بلادها بسبب الحرب الأهلية المُندلعة مُنذ سنوات لتعيش في لبنان، مضحين بكل شيء، فلم يكن أمامهم وقتها سوى الاختيار بين البقاء ومواجهة الموت في حرب ليست حربهم، أو الرحيل نحو المجهول والبحث عن الحياة في بلد جديد وهذا كان اختيارهم.
«كان علينا التضحية بمستقبل زين الدراسي.. فحياتنا جميعًا كانت في خطر» كان هذا القرار الذي دفع أسرة زين للهجرة من سوريا في عام 2012 بعد قرابة العام من اندلاع المواجهات المُسلحة هناك.
وقال والد زين – بحسب موقع مفوضية الأمم المُتحدة لشئون اللاجئين – إن ابنه كان بالكاد تخطى عامه الدراسي الأول في سوريا قبل رحيلهم، إلا أنه مع اندلاع المواجهات المُسلحة كان عليهم الاختيار بين البقاء وسط الحرب أو الذهاب إلى لبنان والبدء من جديد.
عينيه تخبرنا بكل شيء
«عندما رأيته أدركت أني وجدت ما كنت أبحث عنه.. عينيه كانت تخبرنا بكل ما مر به.. تعكس حزن عميق وتجارب صعبة» هكذا بررت المخرجة اللبنانية نادين لبكي سبب اختيارها للطفل زين لكي يكون بطل فيلمها.
وأضافت لبكي أن الفيلم يتحدث عن لاجئ سوري رحلت عائلته إلى لبنان واضطر أن يواجه كل شيء بمفرده، وأصبح غير قادر على إكمال تعليمه، لافته إلى أن تلك الأشياء هي الحياة الطبيعية لزين.
وتابعت «لم يكن يمثل.. كانت فقط يقدم نبذة عن حياته»، مضيفة إلى أن أغلب أبطال فيلمها «كفر نعوم» لم يكونوا يمثلون، بل كانوا يقدمون أدوارهم الحقيقية في الحياة.
أوضحت أن اختيارها لطاقم تمثيل ليس لهم أي خبرة كان مُخاطرة كبيرة، لكنه أتى بثماره، فزين مثلا كان يضيف كلمات من عنده إلى النص وكان يرتجل بعض الجمل أحيانا – من واقع ما يعايشه يوميًا- وكان جيدة جدًا.
هنا سأتعلم
«افتقد أقاربي.. ولكن هنا استطيع أن أتعلم» كان هذا التصريح الأول لزين عقب وصول عائلته إلى النرويج بعدما وطنتهم مفوضية شئون اللاجئين هناك.
وأضاف زين «الآن استطيع أن أرى البحر من نافذة منزلنا الجديد.. كما أصبح لدي سرير أنام عليه بمفردي.. سأذهب للمدرسة وأتعلم كل شيء».
وعن لحظه فوز الفيلم الذي يقوم ببطولته «كفر نعوم» بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي قال زين «لم أكن استطيع الحركة.. الجميع وفقوا على أقدامهم.. كانوا يصفقون بحرارة.. لم أرى تلك اللحظة من قبل».
