«آخر أيام حكم العشيرة»| قصة خطاب الـ3 ساعات الذي عجل بسقوط مرسي والإخوان

المعزول مرسي
المعزول مرسي

لم يتصور الرئيس المعزول محمد مرسي، أن خطابه الذي ألقاه في 26 يوليو 2013 قبل أيام قليلة من 30 يونيو، سيكون بمثابة «السكين» الذي وضعه على رقاب جماعة الإخوان.


آمال ضائعة.. وانقسام مجتمعي


وقف الرئيس المعزول يخطب خطبته التي كانت معقودة عليها الآمال أن تجمع شتات الشعب المصري الذي مزَّقته الانقسامات السياسية، والتي وصلت إلى حد أن يرفع المصري السلاح في وجه أخيه، إلا أن ذلك الخطاب زاد من حدة الإنقسام في الشارع المصري.


مرسى: أنا مواطن «غلبان»


وقف مرسى في خطابه قائلا إنه مواطن غلبان مثل باقى المواطنين يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، ويعترف أنه أخطأ فى بعض الأحيان، قائلًا: «الخطأ وارد ولكن تصحيحه واجب!»، إلا أن الأحداث التى تلت هذا الخطاب كانت خير دليل على كذب ما جاء فيه، حيث لجأ أنصار الجماعة لأعمال العنف والاشتباكات مع المعارضين وحمل السلاح والتحريض ضد الجيش في سيناء.


إهانة الصحافة والقضاء


وزعم مرسى خلال خطابه، أن الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق ليس من الثوار، ويقول الزور والكذب، كما لوَّح برفض أحكام القضاء حيث قال: «بكره يبقى صفوت الشريف، وزكريا عزمى، يبقوا من الثوار ما كله بيطلع براءة دلوقتى!».


شفيق.. وقاضي «أرض الطيارين»


وطالت كلمات مرسى الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة عام 2012، حيث أكد أنه متهم في قضية اختلاس أراضٍ من الدولة، كما زعم أن المستشار على محمد أحمد النمر، أحد القضاة الذين كانوا ينظرون قضية شفيق المعروفة إعلاميًا بـ«أرض الطيارين» زوَّر انتخابات مجلس الشعب فى الدائرة الأولى بمدينة الزقازيق فى الشرقية، مما يعد انتهاكًا للقضاء المصرى ورجاله دون سند قانونى.


إقالة النائب العام

 

وقال مرسي في خطابه: «أنا لا أتدخل على الإطلاق فى شغل النيابة والقضاء وتقرير لجنة تقصى الحقائق اللى شكلتها تؤكد أن التقرير الأول لم يسلمه النائب العام للمستشار أحمد رفعت الذى كان يحاكم مبارك، ولذلك فلا يعد النائب العام عبد المجيد محمود مؤتمنًا ويجب عزله!».


«الواد عاشور بتاع الشرقية.. وفودة بتاع المنصورة»


واصل مرسى كلامه غير المفهوم، حين قال: «فى حد فى المنصورة اسمه فودة بيأجر البلطجية، وفى حد فى الشرقية اسمه عاشور بيقطع سكينة الكهربا، وفى حد فى المعادى بيأجر البلطجية وبيدوهم فلوس وسلاح علشان يقتلونا وبعد كده بينقبض عليهم وبيطلعوا براءة!».


«بلطجية سميراميس»


واستطرد: «رئيس الوزراء بيصلى الفجر وبعد كده يروح عند فندق سميراميس اللى الإعلام بيقول إن فيه تراشق بين المتظاهرين، وبعد كده يلاقى ناس بتسرق خِزن وتكييفات وغير ذلك، ثم بعد كده يروحوا ياخدوا براءة».


بيع قناة السويس


وتابع مرسى ساخرًا: «هىَّ بالمناسبة قناة السويس اتباعت ولا لسه.. أمير قطر بيقولى أنا مش عارف ماسبيرو بتاعكم ده فين.. مش بعيد كمان نبيع الهرم الأكبر.. عيب إحنا ولاد بلد منبعشى بلدنا... كمال الشاذلى كان بيقولى يا دكتور محمد السياسة نجاسة وانتوا أطهار سيبولنا النجاسة وخليكم أنتم فى الطهارة.. وبعدين قلتلوا إنتوا بتسرقوا البلد طيب اسرقوها بس متودوهاش بره قاللى إنت راجل طيب!».


قرارات «مضروبة»


أكد مرسى أنه أمر وزير الداخلية بإنشاء وحدة خاصة لمقاومة البلطجية، وإنشاء لجنة لإعداد التعديلات الدستورية المقترحة من جميع الأحزاب، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تضم ممثلين لعناصر المجتمع، وتكليف الوزراء والمحافظين بإقالة المتسببين فى الأزمات، وإلزام الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين من الشباب، وسحب تراخيص محطات البنزين التى امتنعت عن تزويد السيارات بالوقود.


كل ذلك لم يتحقق حيث استمر الجماعة في سياساتها، وأكمل مرسي صم أذانه، ورفض الاستماع لمطالب جماهير الشعب العريضة، ونداءات جبهة الإنقاذ والقوى السياسية الغاضبة.