حكايات من السجون| جحود الأحفاد| اعترافات قاتل جدته

الحفيد القاتل وشريكه
الحفيد القاتل وشريكه

◄ المجني عليها دفعت حياتها ثمنًا لقصة حب حفيدها

◄ المتهم: قتلت جدتي من أجل عيون خطيبتي

◄ النيابة تحيل القاتل وشريكه لمحكمة الجنايات

◄ الشرطة تلقي القبض على المتهم أثناء بكائه أمام صورة جدته

عندما جاء الرضيع إلى الدنيا فرح به جده وجدته كثيرًا خصوصًا وأنه كان أول حفيد في العائلة، كان الطفل الصغير بمثابة الفتى المدلل، عاش حياته والحب يحيد به من كل جانب، لكن جحود الأحفاد كان له رأي أخر.


◄كان الجد والجدة يحبان الطفل بشكل جنوني لدرجة أنهما طلبا من أسرته أن يتركوه في رعياتهما، لم يكن الجد والجدة يعلمان أنهما يربيان الشيطان داخل بيتهما، ولم يخطر على بال أكثر المتشائمين ماذا تخبئ لهما السنوات المقبلة؟، بعد وفاة الجد أصبحت جدته هي الوحيدة محور اهتمامه، لم يصن الشاب جميل جدته التي عاملته بمنتهى الرقة والحب، استغل معرفته بكل كبيرة وصغيرة عن بيتها وبدأ يخطط لكيفية سرقة أموالها التي كانت تدخرها للحج من أجل الارتباط بمن اختارها قلبه، هكذا صور له الشيطان أن يبدأ حياته الجديدة بجريمة سرقة شاء حظه العاثر أن تتحول إلى جناية قتل، قتل أقرب الناس إليه، جحود الأحفاد هو العنوان الأمثل لبطل هذه الجريمة البشعة، لكن ما هي الملابسات التي دفعت الحفيد لقتل جدته؟ وكيف وصلت الأمور لهذا المنعطف الخطير؟. 


◄ مرت سنوات العمر وكبر الصغير وأصبح شابًا يافعًا، انتهى من دراسته المتوسطة، والتحق بالعمل في إحدى المصانع كعامل، وهناك تعرف على نصفه الأخر تبادلا نظرات الإعجاب جمع الحب بينهما، وخفق قلب كل منهما للأخر، استمرت قصة حبهما ما  يقرب من عام، كانت هذه الفترة كفيلة بأن يتكلم الجميع عن علاقتهما ببعض، كثيرًا ما وعد الشاب حبيبته بالتقدم لأسرتها لخطبتها إلا أن ظروفه المادية لم تكن سمح بذلك، وبمرور الوقت بدأ الخطاب يطرقون باب حبيبته وبدأت تختلق الحجج المختلفة حتى انتهت كل المبررات لرفض العرسان مما دفع الشاب للتقدم لخطبتها رغم إمكانياته المادية المتواضعة إلا أن رأي الفتاة كان له عنصر الحسم في موافقة آسرتها على الخطوبة خصوصًا وأنه تعهد بإتمام إجراءات الزواج في غضون عامين.

انتهاء المهلة

◄قاربت المهلة على الانتهاء والعريس محلك سر المبلغ الذي قام بادخاره لم يكن كافيًا سوى لبعض متطلبات الزواج، بدأت المشاكل تعرف طريقها بينه وبين أسرة حبيبته، ما دفع آسرة الفتاة لتهدديه بفسخ الخطوبة إذا لم يتمكن من الوفاء بالتزاماته في الفترة المتفق عليها، وقع هذا الكلام على رأسه كالصاعقة كلما تذكر أن حب عمره من الممكن أن يضيع بسبب ضيق ذات اليد، شعر بالاكتئاب الشديد، تملكه الحزن جلس مع أسرته وحكى لهما كل ما دار في منزل خطيبته، لكن ما باليد حيلة، أكد له والده أنه لم يعد يمتلك أي أمولاً إضافية لمنحها له، أسودت الدنيا في عينيه، شعر وكأن الدنيا كلها تعانده لعدم إتمام هذه الزيجة، انتابه شعور باليأس وقلة الحيلة، خرج إلى الشارع وحيدًا وهو يكلم نفسه ودون أن يدري ساقته قدميه لمنزل جدته ليشكو لها سوء أحواله كما تعود دائمًا أن يلقي بهمومه عليها، لمع في عينيه بريق المصوغات الذهبية التي ترتديها جدته بالإضافة لعلمه أنها كانت تدخر بعض الأموال لأداء مناسك الحج، وبحكم تربيته معظم فترات حياته بشقة جدته كان يعلم أين تخفي نقودها وأين تحتفظ بمصوغاتها الذهبية، وفي لحظة شيطانية سولت له نفسه أن يقوم بسرقة شقة جدته، لم يعبأ بما فعلته تجاهه طوال سنوات عمره، نسى كل شئ في لحظة تحالف فيها مع الشيطان ولم يرى أمامه سوى طريق الجريمة حتى يفي بكل متطلبات أسرة عروسته.


جحود الأحفاد

◄بدأ الشاب يخطط ويمني نفسه بقرب اقتراب حلمه بالزواج بمن اختارها قلبه بنى قصور فوق السحاب أصيب تفكيره بالشلل التام في البحث عن أي حلول غير إجرامية للخروج من أزمته، انصب تفكيره على كيفية البحث عن طريقة مناسبة لسرقة منزل جدته، وهداه تفكيره للاستعانة بأحد أصدقائه ومساعدته في التسلل لشقة جدته وسرقتها، استغل وجود مفتاح للشقة بحوزته، انتظر سكون الليل وفي الوقت المناسب دلف داخل الشقة هو وصديقة وعندما شعرت به جدته حاولت الصراخ، فكمم أحدهما فمها بلاصق طبي وتقييد يديها بـ"ايشارب" ما دفعه لوضع يديه على فمها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ولم يتحمل جسدها الضعيف غدر الحفيد، وفي لحظات غادرت الحياة، أُسُقط في يد الحفيد وهو يرى جدته ممدة على الأرض بلا حراك، فهرول على الفور بحقيبة النقود وغادر المنزل. 

◄لاحظ أحد الجيران في الصباح باب شقة السيدة العجوز مفتوحًا طرق الباب عدة المرات فلم يجد مجيب وعندما حاول استطلاع الأمر وجد مشهد لم يتخيله نهائيًا، السيدة العجوز ملقاة على الأرض فاقدة للوعي تمامًا، في مشهد تقشعر له الأبدان، لحظات عصيبة مرت عليه والدنيا تدور به، لا يعي ما حدث ولا يدرك ماذا يفعل؟، غادر المنزل وبخطوات متثاقلة ذهب لقسم شرطة الصف وأبلغ رجال المباحث بتفاصيل ما حدث، كانت هذه الكلمات البسيطة كفيلة بأن ينتفض الضابط من مكانه لاستطلاع الأمر، وتبين من المعاينة المبدئية، وجود بعثرة بمحتويات الحجرة ما يؤكد أن الهدف من الجريمة كان السرقة.

سقوط قاتل جدته

◄عندما بدأ رجال المباحث تحرياتهم بدأت الخيوط تتشابك أمامهم شيئًا فشيئا، أولًا تقرير المعمل الجنائي أكد أن باب الشقة لا تبدو عليه أي أثار عنف مما يؤكد أن الشقة تم الدخول إليها من خلال مفتاح مصطنع، ثانيًا أثبتت التحريات أن السيدة العجوز تتمتع بحسن السلوك والسمعة ومحبوبة وسط الجيران ولا توجد بينها وبين أي شخص أي خلاف، ومن هنا بدأ رجال المباحث يبحثون بشكل دقيق عن الأشخاص الذين يترددون على شقة العجوز، وأشارت التحريات إلى أن الشخص الوحيد الذي كان دائم التردد على منزلها هو حفيدها، وعندما سأل عنه رجال المباحث اكتشفوا اختفائه منذ أيام قليلة، وأكدت التحريات أيضًا أنه كان يمر بضائقة مالية لاقتراب موعد زفافه، كانت هذه المعلومات كفيلة بأن تتجه جميع الشبهات نحو الحفيد، خصوصًا أن اختفائه في هذا التوقيت بالذات كان أمرًا يدعو للريبة. 

تم عمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة، حتى نجح رجال المباحث في إلقاء القبض عليه أثناء اختبائه في شقة أحد الأصدقاء ومن ثم اعترف بجريمته وأرشد عن مكان اختباء صديقه شريكه في الجريمة.

ندم لا يفيد

◄لم يبدي الحفيد القاتل أي مقاومة تذكر أثناء القبض عليه، فقط اكتفى بالبكاء وباحتضان صورة جدته التي كان يحتفظ بها، وبدأ يهذي بكلمات غير مفهومة وألفاظ غير واضحة، كل ما نطق به لسانه، أنه نادم ولم يقصد قتل جدته التي تولت رعايته، مؤكدًا وقوع خلاف مع جدته "اعتدال.أ" 85 سنة، بسبب إهانتها له في حضور خطيبته ورفضها إقراضه مبلغ مالي كبير لإتمام زواجه فقرر سرقتها مستعينًا بأحد أصدقائه وعندما شعرت به خشي من افتضاح أمره فأضطر لقتلها حتى يخفي معالم جريمته ظنًا منه أنه لن يقع في قبضة رجال المباحث، بعدها تمت إحالته للنيابة هو وصديقة، حيث أمرت نيابة الصف بإحالته وصديقة إلى محكمة الجنايات، بعدما وجهت لهما تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة بالإكراه.