حكايات| قرية نجريج «العالمية».. «الياسمين» الذي سبق محمد صلاح لأوروبا

جمع الياسمين في نجريج
جمع الياسمين في نجريج

 

رغم أن عالمية محمد صلاح نجم مصر وليفربول طاغية، إلا أن ذلك لا يجعلنا نغفل عالمية قريته نجريج التي تعد إحدى مصادر زهور الياسمين لعدة دول أوروبية.


عالمية الياسمين في نجريج، سبقت محمد صلاح إلى أوروبا، حيث تعد القرية الأولى على مستوي الجمهورية في زراعته وتصديره إلى العديد من الدول الأوروبية من بينها فرنسا بلد العطور، وروسيا وأوكرانيا.

 

منذ عشرات السنين


وتعد زراعة الياسمين هي المهنة الأساسية لسكانها منذ عام 1976 تلك المهنة التي يعمل فيها الشيوخ والرجال والنساء وحتى الأطفال بأعمارهم المختلفة من سن 5 سنوات فقط، حيث لا تحتاج سوي  أن تقطف زهور الياسمين الناضجة.

 

النشاط والهمة هما أهم ما يميز أهل تلك القرية - وهذا يمكن أن يفسر تألق صلاح - ممن يعملون في زراعة وحصاد زهور الياسمين، حيث يبدأ يومهم في العمل بعد منتصف الليل بساعات قليلة.

 

اقرأ حكاية أخرى: سمك سندريلا وعيون خضراء.. أسرار صيادين «على باب الله» 

 

رائحة جميلة.. ولكن

 

يستيقظ العاملون وأغلبهم أسر بأكملها ويذهبون إلى الحقول أو مجمعات الياسمين ليقوموا بقطف الزهور ووضعها على الميزان، ثم تجهيزها في أقفاص ثم إلى المصانع، وبالرغم من الروائح الطيبة التي يستنشقونها مع نسمات الصباح، والتي تدخل البهجة والسرور، إلا أنها قد تسبب لهم مع كثرة التعرض لها بعض الأمراض مثل حساسية الصدر.

 
يقول الحاج مبروك غالي أحد مزارعي الياسمين منذ وقت طويل إن زراعة الياسمين بدأت منذ عام 1976 بالقرية على مساحات صغيرة وتطورت المهنة على مدار السنوات الماضية، ويقوم الفلاح بشراء كميات كبيرة من أعواد الياسمين بسعر 3 جنيهات ونصف للعود الواحد وتعتبر من الأشجار المتسلقة.

 

ويضيف: تبدأ الزراعة فى شهر مارس وفي العام التالي يتم جمع الإنتاج بداية يونيو وتنتهي في ديسمبر، وبعد انتهاء موسم زراعته يقوم صاحب الأرض بتقليم الأشجار بشكل دائري لتنبت الشجرة مرة أخرى بشكل جيد وتنتج أكبر قدر من الزهور ويتمكن الأنفار من قطفها بسهولة ويسر.

مشكلة الأنفار والمدارس

 

وأشار «غالي» إلى أن جمع الياسمين في الفترة من شهر سبتمبر تواجه صعوبة في العمالة نظرا لبدء المدارس، إذ ينشغل الأطفال بالدراسة، وهو ما يتسبب في تأخر الجمع، خاصة وأن تلك المهنة تعتمد على الأطفال بشكل أساسي، وفي تلك الفترة يعمل الأطفال في فترة ثانية من العصر حتى المغرب ويقومون بجمع زهرة الياسمين قبل أن تتفتح وتسمى "بجما" ويتم فرشها على الأرض فى المساء.

 

ويكمل: في صباح اليوم التالي تتفتح الزهرة ويتم تجميع كميات ونقلها للميزان تمهيدا لنقلها للمصانع.

 

«الياسمين أصبح من الأساسيات فى دخل المواطن، وتدر بدخل مناسب للعاملين في تلك المهنة وتزداد الأرباح بزيادة الكميات التي يتم جمعها»، يختتم الحاج غالي حديثه.

 

اقرأ حكاية أخرى: أسرار مملكة «النعام».. الذكر يرقد على البيض

 

الياسمين وسعادة «عبدالرحمن»

 

ويقول عبد الرحمن محمد أحد الأطفال الذين يعملون في جمع المحصول، إنه في أيام إجازة المدارس يذهب برفقة والده ووالدته إلى الحقول منذ الساعة الثانية مساءً، ويقومون بجمع زهور الياسمين من الحقول.
 

أكد «عبدالرحمن» إنه يشعر بسعادة عارمة أثناء قيامه بهذا العمل، لأنه يساهم في مصاريف البيت، ويقول إن أجره يتم قبضه كل مدة مثالا كل أسبوع أو أسبوعين، وفي أيام المدارس يذهب لجمع المحصول بعد العصر.



 

اقرأ حكاية أخرى : أكل العيش بـ«نصف أصابع».. مآسي نجاري الأثاث بدمياط


والدة «عبدالرحمن» تقول انها تستيقظ هي وزوجها وأبنائها في الثانية صباحا، ويذهبون إلى الحقل ويقومون بجمع المحصول، مشيرة إلى أن هذه المهنة بسيطة وسهلة وتدر عليهم دخلا معقولا وتساعدهم في تحمل تكاليف ونفقات الحياة بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجههم مثل التعرض لأمراض الحساسية في الصدر، وقالت: «أتمنى أن تهتم الحكومة بهذه الصناعة والنظر إلى العمالة من اجل رفع أجورهم والاهتمام الصحي بهم».

 

عمدة الياسمين

أما الحاج ماهر شتيه عمدة قرية نجريج وصاحب مجمع ياسمين فقال: «أنا باشتغل في جمع الياسمين من 30 سنة ويومي يبدأ من الفجر، نقوم بإحضار الشتلات في شهر فبراير ونزرعها في الأرض ونجمع الزهور في العام التالي».

 

ويشير إلى أن زراعة الياسمين تكلفهم نفقات باهظة لشراء المبيدات والكيماوي الخاص بالزراعة، ونفقات لري الأرض وتقليم الأشجار، مضيفا أنه يتم توريد الإنتاج للمصانع في القاهرة ومصانع بقرية شبرا بلولة مركز قطور، وقرية محلة منوف مركز طنطا، لتحويله لعجين تصدر بعد ذلك لدول أوروبا.

 

وطالب برفع سعر بيع الياسمين، حتى يتمكن من سد احتياجاته وفرض رقابة على أصحاب مصانع الياسمين وذلك لتحكمهم في الفلاحين.