«أسبوع الانتحارات».. 7 حالات تدق ناقوس الخطر.. وخبراء يكشفون الأسباب والحل

«أسبوع الانتحارات».. 7 حالات تدق ناقوس الخطر.. وخبراء يكشفون الأسباب والحل
«أسبوع الانتحارات».. 7 حالات تدق ناقوس الخطر.. وخبراء يكشفون الأسباب والحل

- إحصائية: منتحر كل 40 ثانية .. والضحايا «طلاب وأزواج ومرضي»


المترو يتحول لـ«ساحة موت».. ويسجل 3 حالات أمس


سعد الهلالي: الضحية «مصيرها جهنم».. وخبير نفسي لـ«المحبطين»: «ارقصوا كيكي» 


«أسبوع الانتحارات».. سجل الأسبوع المنصرم معدلات مخيفة للانتحار في مصر، شهد العديد من الحالات في مختلف المناطق والمحافظات، لعدة أسباب دفعت الضحايا للتخلص من حياتهم إما بإلقاء أنفسهم أسفل عجلات المترو أو القطارات، ومن أعلى البنايات، أو شنق وحرق أجسادهم، وكذلك تناول مواد سامة، ليرحلون من الدنيا، تاركين  لأهلهم آلام الفراق. 

 

أسباب الانتحار
وبحسب خبراء علم النفس والاجتماع، تعددت أسباب الانتحار، فبضعها تعلق بالفشل في التكيّف مع أعباء الحياة اليومية، وأخرى بسبب أزمات نفسية واجتماعية مر بها الضحية، وثالثة لأسباب مجهولة.

 

ضحايا الأسبوع
وترصد «بوابة أخبار اليوم» في هذا السياق، أبرز حالات الانتحار التي شهدتها الأيام الماضية، والأسباب التي دفعت الضحايا للتخلص من حياتهم، بجانب الرد من خبراء علم النفس والاجتماع على سؤال «لماذا نختار الموت!».

 

«شاب المترو»
البداية من الأمس، فشهد 3 حالات انتحار، الأولى كانت لشاب المترو، الذي ألقى نفسه تحت عجلات قطار المترو بمحطة المرج القديمة، ما أسفر عن مصرعه في الحال، واستخرجت الجثة واستؤنفت حركة القطارات بعد تأخير دام 10 دقائق.


وبالفحص، تبين أن الشاب مجهول ولا يحمل أي أوراق ثبوتية له، وأنه قام بإلقاء نفسه فجأة أمام عجلات القطار فور وصوله المحطة، ولم يستطع أحد إنقاذه، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيق.

 

«محتجز فوه»
وفي نفس اليوم -مساء أمس-، شنق محتجز بقسم شرطة «فوه» بكفر الشيخ، نفسه، عقب احتجازه على ذمة إحدى القضايا.


كان اللواء أحمد صالح، مدير أمن كفرالشيخ، تلقى إخطارًا من العميد محمد عمار، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بقيام «ن. ز» 32 سنة عامل صرف صحي بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، مقيم بقرية عربان، بشنق نفسه داخل محبسه.

 

«سيدة الفيوم»
كما أقدمت أمس، سيدة على الانتحار بتناول قرص مكافحة «سوس القمح» للتخلص من حياتها، عقب مرورها بضائقة نفسية لطلاقها بعد 5 أيام من زواجها بقرية ترسا بمركز سنورس بالفيوم.


وتبين أن الضحية هي «ف. ر» 19 سنة، مطلقة، وكانت تمر بضائقة نفسية لطلاقها منذ 3 سنوات عقب 5 أيام من زواجها، وأنها اعتادت الهروب من منزل الأهلية أكثر من مرة مما أدى لانتشار الشائعات بالقرية عن سلوكها، مما دعاهم لاحتجازها بالمنزل منذ 15 يومًا، إلا أنها قامت بمغافلتهم وتناولت قرص مكافحة «سوس القمح» للتخلص من حياتها.

 

«فتاة مارجرجس»
ويبدو أن المترو أصبح ساحة للموت، فمنذ  أيام، فوجئ قائد القطار رقم ١٢٤، أثناء دخوله محطة مار جرجس بمنتصف الرصيف اتجاه حلوان، بإلقاء إحدى الفتيات بنفسها أمام القطار، مما أدى إلى مصرعها في الحال.


وكشفت تحقيقات النيابة في الواقعة، أن الفتاة المنتحرة تُدعى «أ.ي»، 20 عامًا، ومقيمة بشارع جامع عمرو بن العاص بمصر القديمة.


وتبين أنها تمر بأزمة نفسية حادة، بسبب ضغوط الحياة، ومشاكل أسرية متفاقمة مع أشقائها، أقدمت بسببها على التخلص من حياتها.

 

«طالبة الأقصر»
وفي يوم الجمعة الماضية، انتحرت طالبة جامعية بمدينة أرمنت غرب الأقصر إثر خلافات أسرية.


ذكر محضر الشرطة عن الواقعة، أن «الطالبة (ا.أ) 20 سنة ، توفيت إثر تناولها (صبغة يود) بسبب خلافات أسرية، وفقا لتحريات الشرطة.

 

«مريض نفسي الطالبية»
والأربعاء الماضي، أقدم مريض نفسي على الانتحار بإلقاء نفسه من الدور الثامن في منطقة الطالبية بالجيزة، وتبين أنه كان يعانى من أزمة نفسية، وكان يأخذ أدوية للعلاج، وتوقف فجأة عن تناولها، مما تسبب في تدهور حالته الصحية وقيامه بالانتحار.

 

«مريض الإسماعيلية»
وتكرر الأمر في الإسماعيلية، حيث قفز مريض نفسي من أعلى نفق الثلاثيني، ولقي مصرعه في الحال.

 

«إحصائيات الانتحار»
في هذا السياق، تشير إحصائية أعدتها منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 800 ألف شخص ينتحرون سنويًا،- أي بمعدّل شخص كل 40 ثانية-، مؤكدة أن الانتحار كان السبب الرئيسي الثاني للوفاة للفئة العمرية ما بين 15- 29 عاماً عالميا في عام 2012.


وكشفت الإحصائية أيضًا أن 90% تقريباً من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يعانون من مشكلة نفسية أو أكثر، وخاصة لفئة الشباب المذكورة، موضحة أن أكثر من 4% من سكان العالم، يعانون من الإكتئاب.

 

رأي الدين
في هذا السياق، رد د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قائلًا إن المنتحر يموت كافرًا، فعلي كل إنسان يريد أن ينسحب من الحياة ويقتل نفسه أن يستغفر الله ويتوب إليه، كما يعمل على تقوية إيمانه بترك المعاصي والعبادة، لأن كل شيء في هذه الدنيا بقضاء الله وقدره.


وقال «الهلالي» لـ«بوابة أخبار اليوم»: إن على كل إنسان لديه مشاعر سلبية، أن يبتعد عن الظواهر السلبية التي تؤرقه وتدمره نفسيته، كما عليه أن يقوي إيمانه لأن الإقدام على الانتحار «كُفر»، ومصير المنتحر «جهنم وبئس المصير»، لأن الحديث الشريف يقول: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ».


ووجه «أستاذ الفقه المقارن» رسالة لأصحاب الأفكار السلبية، قائلًا: «إذا مررت بأمور ضقت بها ذرعا، فاستغفر وتب إلى الله وتعبد، فلا يصح أن تُقدم على الموت».

 

«أسباب اجتماعية»
وعلى صعيد علم الاجتماع، رأت د. إنشاد عز الدين - أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، أن الشاب المنتحر يكون قد وصل إلى أقصى درجات اليأس والإحباط، بسبب تراكم المشاكل على كاهله، والتي غالبًا ما تكون مشاكل أسرية أو مع شريك الحياة.


وأضافت «عز الدين» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الضحية قبل الانتحار، يمر بمرحلة في غاية الصعوية، تبدأه بشعوره بالانعزال وعدم تقبل الأخرين له، فيشعر أنه وحيدًا ومنبوذًا، كما يصعب عليه حل مشاكله الشخصية ما يؤدى إلى ضلوعه في حادث انتحاري.


وأوضحت أن غياب دور الأسرة في دعمه نفسيًا ومعنويًا يعمق شعوره بالاكتئاب والوحدة والانعزال، بجانب غياب المحفزات سواء كانت علاقات حب أو صداقة، أو غيرها، فيلجأ الضحية للتدمير الذات بالتخلص من حياته بأسرع وقت.


واقترحت أستاذة علم الاجتماع، ضرورة التواصل مع مرضى الاكتئاب وخاصة من فئة الشباب من قبل الأسرة والمقربين، مع وضع برامج اجتماعية تعيد إدماجه التي تحول دون شعورهم بالضياع والفشل والعجز عن تقبّل الواقع.


وشددت على ضرورة تشجيع العائلات على استشارة الأطباء النفسيين من دون خوف أو خجل، لإنقاذ ابنهم من الموت السريع.

«عوامل نفسية»
وبالنسبة للجانب النفسي، ذكر د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن أسباب الانتحار تختلف بحسب المرحلة السنية، موضحًا أن مرض الاكتئاب هو المتهم الأول في تلك الحوادث.


وكشف «فرويز» لـ«بوابة أخبار اليوم»، الفئات الأكثر تعرضًا للانتحار، وهم مرضى الاكتئاب والفصام، وكذلك المراهقين، موضحًا أن مريض الاكتئاب لا يأخذ علاج ولا يذهب إلى الطبيب، فُتسيطر عليه الأفكار السوداوية، ورغم ذلك فإنه يعترف بذلك صراحة، وقد ينتحر في أي لحظة.


واستطرد: «أما مريض الفصام، فتتملكه هلاوس سمعية، فيسمع أصواتًا على سبيل المثال «ارمي نفسك قدام القطر والمترو، موّت حد، اقطع شرايينك»، وقد توصله للانتحار، وهذا ما يسمي بمريض «الاكتئاب السوداوي»، الذي يكرر المحاولات حتى ولو فشلت ألف مرة، ولكن في النهاية يقتل نفسه.

 

الحل
وتابع: «وبالنسبة للمراهقين والشباب من سن 14 حتى 30، فهم أكثر ما يتعرضون لضغط نفسي، ويقبلون على الانتحار لأسباب عديدة قد يرونها نهاية العالم، كفشل علاقة عاطفية، أو الرسوب في الامتحان، أو قلة الفلوس، وتمتد إلى المشاكل الأسرية، أو أي خلاف ومشكلة بسيطة».

وأشار قائلًا: «في هذه المرحلة، تكون نسبة البنات أعلى من الرجال، لكن نسبة نجاح الانتحار للأولاد أكثر، لأنهم يلجئون للطرق العنيفة، أما البنات فتخشى الموت البطيء».
وأخيرًا، كشف «فرويز» عن الحل، قائلًا إن تواصل الأهل مع أبنائهم المريض نفسيًا هو الأهم في تلك الفترة، وخاصة لطلاب الثانوية العامة، قبل ظهور النتيجة، وعدم التعنيف أو ترهيبهم مما سيحدث لهم.

وشدد على ضرورة أن يتحلى الأهل بالوعي الثقافي بشأن المرضى النفسيين، فإذا فشلوا في التعامل معهم، فعليهم التوجه إلى المراكز المختصة، وإسناد الأمر لأساتذة مختصين لإنقاذ الحالات.
وتابع في نهاية حديثه: «الرياضة والموسيقي ورقصة كيكي في البيت دون أذية النفس والآخرين هي أمور مهمة لهم لتحسين النفسية، لكن الأهم هو العلاج، والمتابعة مع طبيب مختص، مع تناول أدوية الاكتئاب».