تزوجها لويس السادس ذو الأثني عشر ربيعاً بإيعاز من والده ملك فرنسا لويس الخامس عشر ، لعقد مصالحة بين كل من فرنسا والنمسا . وكانت ماري فتاة رقيقة باهرة الحسن تفتقر للثقافة والتعليم في الحادية عشر من عمرها وقت زفافها، ومن المعروف تاريخياً ان الملك لويس السادس عشر كان غلاماً عليلاً، جباناً خجولاً، أغرق نفسه في الرياضة والحرف. فتعلم الرماية بمنتهي الدقة، ومنافسة الصناع في استعمال يديه وأدواته. بدأ أبوه لويس الخامس عشر في البحث في أمر تزويجه بفتاة تهبه الشجاعة وتخرجه من دائرة الخجل ن وأرسل عام (1769) رسمياً إلي "ماريا تريزا " والدة ماري يطلب يد ماري أنطوانيت للدوق لويس السادس عشر في ذلك الوقت. وتم هذا دون علم العريس الذي تقبل الأمر في فتور ، وحين أنبئ بأن خطيبته أميرة حسناء، قال في هدوء "ليتها حسنة الخلال"، وتم إعلان الزفاف رسمياً في 16 مايو عام 1769 . واشتهر عن لويس السادس عشر عشقه للطعام والطريف في الأمر انه احتفالاً بزفافه أقيمت مأدبة عظيمة في دار الأوبرا الجديدة،ونبه الملك ولي العهد إلي عدم إفراطه  في الأكل. فأجاب العريس "إنني دائماً يحسن نومي بعد عشاء طيب". وهذا ما حدث فعلا فقد غط الدوق العريس في نوم عميق بمجرد دخوله إلي فراش الزوجيةواستمر علي هذا النحو ليال متعاقبة ، وفي أصباح متعاقبة كان يستيقظ مبكراً لينطلق إلي صيده. وأتضح للملك أن النمو الفكري السريع الذي طرأ علي لويس السادس عشر قد أخر تطوره الجنسي، وأنه لا حيلة في الأمر إلا الانتظار. وأخيراً، وفي أواخر عام 1770، أي "بعد عام من الزواج" حاول ولي العهد أن يحقق اكتمال الزواج بالدخول علي زوجته. ولكنه فشل، وكانت النتيجة الوحيدة للمحاولة ألماً مخيباً للآمال. وأبلغ السفير الأسباني "كونت أراندا"، ملكه عن ما حدث قائلاً "يقولون إن عائقاً تحت القلفة يجعل محاولة الجماع مؤلمة جداً و أنها سميكة جداً بحيث لا تستطيع التمدد بالمرونة اللازمة للانتصاب. فاقترح الجراحون إزالة العائق بجراحة شبيهة بالختان، ولكن ولي العهد رفض وكرر محاولاته، دون أن يبلغ من ورائها إلا الإثارة والإذلال له ولزوجته. وظل الموقف علي هذا الحال لمدة سبع سنوات. وعمق إحساس ولي العهد بقصوره الزوجي شعوره بالنقص والتردد في اتخاذ قراراته، وخلال هذه الفترة الطويلة من الزواج المحبط للزوجين انحرفت أخلاق الأميرة الجميلة ماري انطوانيت ،  و بدأت تظهر معالم أنوثتها خلال السنوات السبع بما جعلها مطمع لرجال البلاط من أصدقاء لويس وأصدقائها. ومع وصفها من قبل رجال ونساء البلاط الملكي وعامة الشعب بالعقم ظلما لها جاهلون بحقيقة الحياة التي عاشتها طوال سبع سنوات فأحبت من بين أصدقائها العديدين شابا سويديا فاتنا هو الكونت ( هانز إكسل فون فيرسن) و اصطفته لنفسها خلال فترة زواجها الأولي فكان يهتم بها ويتردد إليها كثيرا ويخرج معها حتي اقترن اسمه باسمها في كل مكان واستمرت ماري ذات التعليم المحدود في طيشها بكثرة حفلاتها الملكية والمغالاة في الملابس الفاخرة إلى أن توفى الملك لويس الخامس عشر عام 1774 فمكث الابن إلى جوار جثة آبيه يصلي قائلاً اللهم ارحمنا فنحن أصغر من أن نحكم وكان عمره في ذلك الوقت 19 عاماً بينما ماري وصل عمرها 18 عام دون أن تنجب منه ودون أن تنجح علاقتهم الزوجي. ة وبعد مرور أربع سنوات من توليهما عرش فرنسا وضعت ماري ابنتها الأولى ماريا تريزا عام 1778 واخذ الفرنسيون يتساءلون من يكون والد هذه الطفلة . وزاد كره الناس لها وبدأ لويس السادس عشر يفقد حكمه للبلاد تدريجيًا، ولكن ماري واجهت المخاطر بشجاعة، وحاولت أن تقوّي من إرادة الملك لويس، ولكنها زادت من غضب الشعب بسبب معارضتها العنيدة للتغييرات الثورية عام 1789 . جدير بالذكر أن ما أدى لنهاية ماري المأساوية بعد أقل من 20 سنه من توليها العرش ليس جملتها الشهيرة للفقراء بتناول الكعك بدلا من الخبز ، وإنما لأنها كانت تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا و روسيا عام 1792م، أفشت أسرارًا عسكرية إلى الأعداء، وارتاب الشعب فيها وأيقن أنها مذنبة بسبب تلك الخيانة. و أعدم لويس السادس عشر بالمقصلة في 21 يناير 1793م، وقدمت ماري أنطوانيت، بعد معاناة مريرة وقاسية تحملتها بكل صبر وشجاعة، إلى المحاكمة بتهمة الخيانة. وأعدمت بالمقصلة .