حكايات| «شعبي الحبيب.. أنا رئيسكم الأديب».. روايات السادات وصدام والقذافي

الرؤساء الأدباء
الرؤساء الأدباء

نعرفهم بصورهم تطالعنا على شاشات نشرات الأخبار، أو في المناسبات الرسمية، قد يكون لأحدهم القدرة على الخطابة والتأثير في الجماهير، لكن أحداً لا يعرف أن داخل معظم الرؤساء والسياسيين الذين تركوا أثراً في التاريخ أديب وروائي أو شاعر مدفون.
 

فمن يعرف أن تشرشل مثلاً حاز جائزة نوبل للآداب عام 1953، وأن السادات له قصة قصيرة نشرت بإحدى المجلات عام 1945 بعنوان «ليلة خسرها الشيطان»، وللرئيس الليبي معمر القذافي رواية «الأرض الأرض»، وللرئيس العراقي صدام حسين 4 روايات أهمها «زبيبة والملك».


السادات.. ليلة خسرها الشيطان


امتلك الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات العديد من المواهب التي أعطته شخصية وكاريزما عالية، بل إنه وفي شبابه فكر في الاتجاه إلى التمثيل، لكنه وجد نفسه أيضاً في مجال الأدب والرواية، على أن القصة التي كتبها السادات وفيها عناصر القصة مكتملة، هي ذلك العمل الأدبي الذي كتبه بعنوان «ليلة خسرها الشيطان» ونشرتها له مجلة "أهل الفن" في 12 أبريل 1945.


ويذكر الكاتب الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل في 1 مايو 1995 أنه تقابل مع الرئيس السادات في مقر الفرقة الأولى مشاة في رفح، وقضى معه يوماً كاملاً معه، يومها عرض السادات على هيكل كتاباته حتى ينشرها في مجلة «آخر ساعة» التي كنت يرأس تحريرها في ذلك الوقت،  كانت هذه الكتابات بحسب رواية هيكل عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة تملأ دفتراً كبيراً مكتوبة كلها بخطه. 


ويتابع هيكل :"ثم قدم لي روايةً طويلة عنوانها "أمير الجزيرة" مازلت أحتفظ بها حتى الآن بعد حوالي 45 سنة".

 

اقرأ حكاية أخرى:  «مجاذيب» النجوم.. من زمن «الست» لأيام «التِت»


تشرشل.. نوبل في الآداب لا السلام

يستغرب كثيرون أن الاسم السياسي الأبرز في العالم حتى الآن وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا لفترتين «1940 - 1945» و«1951 - 1955»، قد حصل على جائزة نوبل في الآداب لا السلام، على الرغم أنه رجل سياسة محنك بالدرجة الأولى.


كان تشرشل مهووسًا بتأليف الكتب والروايات، بالإضافة إلى سيرتين ذاتيتين، وثلاثة مجلدات عن مذكراته، والعديد من كتب التأريخ، والكثير من المقالات الصحفية. 


حاز تشرشل جائزة نوبل في الأدب عام 1953؛ لإتقانه الوصف التاريخي والسير، فضلًا عن أسلوب خطابته المذهل في الدفاع عن القيم الإنسانية السامية" كان هذا هو رأي لجنة نوبل لاختيار الفائز بجائزة الآداب، ومنقول من موقع الجائزة.


نُشرت اثنين من أشهر أعماله بعد توليه رئاسة الوزراء للمرة الأولى؛ كانت تلك الأعمال عبارة عن ستة مجلدات تؤرخ الحرب العالمية الثانية، والآخر هو تاريخ الشعوب الناطقة بالإنجليزية –أربعة مجلدات عن فترة غزوات قيصر لبريطانيا (55 قبل الميلاد) وحتى بداية الحرب العالمية الأولى 1914. 



 


صدام حسين..  زبيبة والملك


استلهم صدام حسين الأديب صراعات صدام حسين الرئيس لتكون مداداً له، وينبوع لأفكاره الأدبية في عالم الرواية، فقد ألف صدام حسين 4 روايات هي «القلعة الحصينة»، «اخرج منها يا ملعون»، «رجال ومدينة»، «زبيبة والملك».


وصدام حسين المولود عام 1937 وحكم العراق منذ 1979 حتى 2003، كانت رواياته تحتوي على رموز وتؤرخ للصراعات التي كان يخوضها العراق تحت حكمه، ففي رواية «القلعة الحصينة» كان يرمز للعراق أن يبقى موحداً مثل القلعة، وكل الشخصيات والأحداث في جميع رواياته هي انعكاس لعلاقة العراق مع الولايات المتحدة وجيرانها بدءً من إيران والكويت، وحتى مكونات الشعب العراقي من أكراد وسنة وشيعة.


أما رواية «زبيبة والملك» والتي نشرت بدون اسم، او معرفة صاحبها لكنها نسبت بعد ذلك لصدام حسين وتحكي قصة حب عذري يجمع بين ملك وزبيبة التي تعيش حزينة مع زوج قاس، لكن الرواية تخفي معانٍ أخرى وراء واجهتها الفلكلورية البسيطة. ويرى البعض أن صاحبها أراد بها ترميز وضع العراق، بعد حرب الكويت سنة 1991، حيث الملك يمثّل صدام وزبيبة تمثّل الشعب العراقي، فيما يجسّد زوجها القوات الأمريكية بقسوتها وشرورها. وتبلغ الدراما الصدامية ذروتها، عندما يغتصب زبيبة مجهول يتضح أنه زوجها. وتقول زبيبة إن الاغتصاب أبشع جريمة، سواء كان رجلا يغتصب امرأة أو جيوشاً غازية تغتصب الوطن. وتلاقي زبيبة نهاية مأساوية بموتها في 17 يناير، يوم بدأ القصف الأمريكي على بغداد، إيذاناً بعملية عاصفة الصحراء سنة 1991.

 

اقرأ حكاية أخرى: أقدم 5 مدن مصرية لا تزال «حية».. «أركاديا» تحمل مفاجأتين

القذافي.. روائي وشاعر


يعتبر معمر القذافي واحداً من أهم الحكام العرب، لامتلاكه وجهة نظر شخصية في كل الأمور بدءً من السياسة والاقتصاد والدين حتى الفلسفة الاجتماعية وكرة القدم أيضاً، وكان يرى الجميع في آرائه طرافة وغرابة، لكن قليلون الذين يعرفون القذافي الأديب والشاعر أيضاً.
 

والقذافي الذي حكم ليبيا منذ 1 سبتمبر 1969 وحتى أكتوبر 2011، أشهر إصداراته الأدبية هو «الكتاب الأخضر» الذي ألفه عام 1975 بوصفه فلسفة اجتماعية وسياسية، وصدر له عدد من المجموعات القصصية؛ منها: «الهروب إلى الجحيم» عام 1993، وأخرى بعنوان «منشورات غير قانونيّة« عام 1995، و«القرية القرية، الأرض الأرض، وانتحار رائد الفضاء”، وقصص أخرى.


وللقذافي حساب على موقع GoodReads الأشهر في عالم الكتب، مكتوب فيه اسمه معمر محمد أبو منيار القذافي، وله 10 كتب منها أجزاء من الكتاب الأخضر وترجمات له، وكتابه الآخر «تحيا دولة الحقراء» الذي من التعليقات هناك الكثيرين الذين يشككون أن يكون كاتبه هو القذافي نفسه.


كما كان للقذافي ملكات في الشعر وقصائد نشرت في الصحف الليبيّة، وأشهرها قصيدة «أبحث عنها» التي لحّنها وغناها الموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، كما أن هناك العديد من القصائد المغناة بأصوات فنانين ليبيين وعرب، وطرح الموسيقي الليبي الشهير حميد الشاعري في بداية مايو 2017، أغنية بعنوان «سمراء» كتبها القذافي مدحاً في قارة إفريقيا، وغناها اللبناني صبحي توفيق من ألحان الشاعري.
 

اقرأ حكاية أخرى:  النبي محمد «طفلا».. روايات عن بداية الكلام وأحب الأكلات


ويمتلك العديد من رؤساء العالم مؤلفات وكتب في مجالات أخرى غير الأدب، فالسير الذاتية والرؤى التخطيطية لدولهم بعضهم نشرها في كتب أثناء وجوده في السلطة وبعدها خروجه أيضاً، مثل كفاحي لأدولف هتلر، و«كل خطوة يجب أن تكون هدفا» من مذكرات الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، «الحياة الكاملة أفكار في التسعين» للرئيس الأمريكي جيمي كارتر، «لدي حلم» للرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا، «جرأة الأمل» أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي للرئيس باراك أوباما، «الشاهد» للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، «قرارات مصيرية» للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.