23 عامًا من حكم نظام «الحمدين» بسياسة «تفخيم» الدولة القزم

حمد بن خليفة وتميم بن حمد
حمد بن خليفة وتميم بن حمد

قطر الآن أمضت في عمرها 23 عامًا تحت حكم نظلم الحمدين، حمد بن خليفة وابنه حكما البلاد طيلة هذه الفترة بقبضةٍ من حديدٍ، وبنهجٍ مختلفٍ عن أمراء قطر السابقين، وكان فيهم أبوهم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

الشيخ خليفة بن حمد، وجد ابنه يعلن يوم السابع والعشرين من يونيو عام 1995 عزله من حكم البلاد، وتوليه الحكم بدلًا منه، وقتما كان يقضي الأب رحلة علاجٍ في سويسرا، فلم يكترث الابن بمرض أبيه، الذي أثقل كاهله، ليزيد الحمل على عاتقه بعزله من الحكم.

ومن ذلك التاريخ بدأت قطر بنهجٍ جديدٍ يعتمد على إيجاد موطأ قدمٍ للدولة الصغيرة في صناعة القرار السياسي في الشرق الأوسط، حالها كحال الدول الكبرى بالمنطقة.

وعلى مدار التاريخ تعتبر مصر والسعودية وتركيا وإيران أبرز الدول الفاعلة في صنع القرار السياسي في الشرق الأوسط، وهي الوضعية التي أراد حمد بن خليفة تغييرها باستخدام لغة المال لكي يجعل من قطر دولة ذات وضعٍ وقيمةٍ في الشرق الأوسط.

فماذا فعلت قطر من أجل جعل قطر دولة ذات صيتٍ في الشرق الأوسط؟

قناة الجزيرة أهم الوسائل

ولكي ينجح في مسعاه كانت قناة الجزيرة من أهم الوسائل التي حقق من خلالها نظام الحمدين أغراضه في منطقة الشرق الأوسط.

قناة الجزيرة أطلقت بثها في الفاتح من شهر نوفمبر عام 1996، بعد أقل من عامٍ ونصفٍ من انقلاب حمد على والده، وتبنت القناة شعار الرأي والرأي الآخر، لكنها في الحقيقة كانت بوقًا إعلاميًا، وأداة تسعى من خلالها قطر لتنفيذ مآربها.

واستخدمت قطر لغة المال لكي تنال ما تريد، وتنظيم كأس العالم 2022 خير دليل على ذلك، والتي جعلت كاتب صحفي أمريكي يكتب فور فوز قطر بالتنظيم "يا لأموال النفط اللعينة التي جلبت كأس العالم لقطر!"، في إشارةٍ واضحةٍ للأموال الطائلة التي دفعتها قطر لنيل تنظيم المونديال.

وسار الابن تميم بن حمد على نهج والده بعدما تنازل له أبوه عن الحكم في الخامس والعشرين من يونيو عام 2013، وذلك خشية أن يرد له ابنه صاع ما فعله هو بأبيه، فلم يختلف نهج قطر في السعي نحو تكبير دورها رغم صغر حجم تلك الدولة الخليجية.

نهج خالف تعرف!

وقد يكون نهج السير عكس التيار بأي وسيلةٍ منهج قطري، للظهور على الساحة الإقليمية، وخير دليل على ذلك، موقف قطر من إيران، ومن القمة الإسلامية الأمريكية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخمسين من زعماء العالم الإسلامي في الرياض في الحادي والعشرين من مايو من العام الماضي.

قطر خلاف جيرانها الخليجيين تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع إيران، سعيًا منها لأن تظهر بمنظر الدولة صاحبة السيادة والقرار المستقل، وأنها لا تنساق وراء إملاءات أحد.

نظام الحمدين أحدث ضجةً في الوطن العربي، ولا يزال قائمًا، وذكراه الثالثة بعد العشرين تأتي في وقتٍ دخلت قطر فيها عامها الثاني في حصارها الإقليمي المفروض عليها من جيرانها الخليجيين (السعودية والإمارات والبحرين)، إضافةً إلى مصر.