حكايات| الظاهرة رونالدو يروي: «أخبروني بأني انتهيت.. فوصلت للكمال»

الظاهرة البرازيلية رونالدو
الظاهرة البرازيلية رونالدو

«الجميع أخبروني بأن مسيرتي انتهت.. لكني لم أكن أشك أبدًا في قدرتي على العودة.. الشيء الوحيد الذي كنت متأكدًا منه وقتها بأن علي أن أواصل المحاولة.. وبعدها بعامين فزت بكأس العالم.. في تلك اللحظة شعرت بالاكتمال».. "رونالدو"


الظاهرة رونالدو أو ارونالدو لويس نازاريو دي ليما اسم يحفظه كل عشاق كرة القدم، ينطقوه مثلما ينطقون كلمات الأغاني، فهو بالنسبة لهم بطل طفولتهم الأوحد، اللاعب الذي كان يتحدث إلى الكرة بقدمه، فتبتسم له وهي تعانق شباك الخصوم.


قصة الظاهرة رونالدو  رونالدو  كانت مختلفة قليلا عن القصص الخيالية التي يواجه البطل فيها خصومه بكل شجاعة لينتصر في النهاية، فخصومه كانوا غير قادرين على إيقافه، بل كان صراعه مع جسده، الذي رسمت فيه آُثار الإصابات لوحة فنية للاعب لم ييأس في الوصول إلى مار أراد رغم يقين الجميع بأنه لن ينجح.


القصة بكل تفاصيلها حكاها الظاهرة رونالدو في مقال لمجلة «فور فور تو» الرياضية تحدث فيه رحلته مع الإصابة والإحباط واليأس حتى إحرازه للقب كأس العالم في عام 2002.


الإصابة

عام 2000 هو التاريخ الذي اختاره رونالدو لكي يبدأ منه الرواية، المكان: ملعب مباراة نهائي كأس إيطاليا بين إنترميلان ولاتسيو والزمان: في الدقيقة 65 من المباراة، والحدث: إصابة رونالدو وإطلاقه لصرخته الشهيرة.

يقول رونالدو عن تلك اللحظة «عندما يتم إعادة مباراة نهائي كأس إيطاليا بين إنترميلان ولاتسيو على التلفاز أقوم بإدارة وجهي في لحظة وقوعي على الأرض.. فأنا لا أريد أن أشعر بنفس الألم الذي شعرت به في تلك اللحظة».

وأضاف أنه تعرض للإصابة فور نزوله إلى أرضية الملعب لأول مرة عقب عودته من إصابة طويلة، وتابع أنه في تلك اللحظة شعر بأن كل شيء انتهى.

وتابع أن ما كان يشغل باله هو عدم قدرته على لعب كأس العالم الذي كان يبعد بعامين عن لحظة إصابته، فقد كان يشعر بأن شيء سيء قد حدث له، وهو ما تأكد له بعد ذلك.

وأضاف رونالدو أنه خضع للعديد من الفحوصات من أجل التعرف على نوعية الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة نهائي كأس إيطاليا، والتي جعلته غير قادر على تحريك قدمه من الأساس.

وتابع أن جميع الأطباء الذين ذهب لهم سواء في البرازيل أو أمريكا أخبروه بأنهم لم يروا مثيل لتلك الإصابة من قبل، وأنه أدرك في تلك اللحظة أنه لا يملك سوى الصبر واستكمال برنامج التأهيل الخاص به، أو أن يعتزل كرة القدم

«أخبرني الأطباء بأنهم لم يروا إصابة مماثلة لما حدث لي من قبل.. وأنني يجب أن اعتزل كرة القدم.. لكن ألم الاعتزال كان سيكون أشد من ألم الإصابة».


وأضاف أنه بعد فترة طويلة من التأهيل لم يكن يستطع أن يثني ركبته، وأن أحد الأطباء الأمريكيين أخبره بأن لن يستطيع أن يفعل ذلك مرة أخرى، وأنه سيحاول أن يجعله قادر على ثنيها بنسبة 30% فقط.

ويقول رونالدو عن كيفية تغلبه على الإصابة « قررت أن استمر بالمحاولة.. رغم عدم تأكدي من الحصول على النتيجة التي أتوق إليها.. فلا يوجد خيار آخر أمامي.. كنت أثق في قدرتي على العودة».


وبالفعل نجح رونالدو في العودة إلى الملاعب قبل انطلاق كأس العالم في كوريا واليابان بأشهر قليلة فقط، لذلك تبقى أمامه الخيار الأصعب.. هل سيكون قادرًا على الانضمام للمنتخب البرازيلي.


سكولاري أعادني


أشار رونالدو إلى إنه عودته للملاعب كانت قبل فترة قصيرة من انطلاق بطولة كأس العالم، فلم يلعب سوى دقائق قليلة فقط مع فريقه «إنترميلان» إلا أن سكولاري قرر استدعائه لصفوف السليساو.


ويقول «لقد استعاني سكولاري لخوض مباراة ودية أمام المنتخب.. لم أكن أشارك كثير وقتها مع إنتر.. لكن 45 دقيقة فقط كانت كفيلة لأن تضمن لكي مكاني بالمنتخب».


وأضاف أن مدرب المنتخب البرازيلي أعاد له ثقته بنفسه، ووضعه ضمن تشكيلة المنتخب الأساسية بكأس العالم ونجح الظاهرة في قيادة منتخبة لنهائي كأس العالم أمام ألمانيا، إلا أن أشباح الماضي عادت لتطارده.


أشباح الماضي


«قبل المباراة النهائية في عام 1998 أمام فرنسا.. كان جميع أفراد المنتخب ملتفين حولي.. سألتهم عما حدث.. أخبروني بأنني غبت عن الوعي لعدة دقائق.. وأصبت بتشنجات عنيفة.. وقال لي طبيب الفريق بأنني لن أشارك في النهائي.. إلا أنني كنت قد اتخذت قراري».


فقبل نهائي فرنسا كانت جميع صحف العالم تتحدث عن المرض الغامض الذي أصيب به نجم البرازيل رونالدو وقد يمنعه من المشاركة في المباراة النهائية، فاللاعب البرازيل أصيب وقتها بتشنجات شديدة وهو نائم مما دفع الطاقم الطبي للمنتخب للتدخل بسرعة.


«قبل نهائي ألمانيا في عام 2002 كنت أطارد أشباح الماضي.. خائف من أن أنام كي لا يتكرر نفس الأمر.. بحثت عن أحد كي أتحدث معه.. وجدت ديدا حارس مرمانا الاحتياطي مستيقظ.. تحدثنا لمدة ساعة.. ثم ذهبت للنوم».


ويقول الظاهرة رونالدو إنه كان يرعب بشدة في الفوز بكأس العالم، وأن يصنع المجد، فكل للاعبين الذين حققوا كأس العالم للبرازيل أبطال شعبيين، بداية من بيليه حتى جيل روماريو وبيبيتو، وهو ما حققه أمام المنتخب الألماني.


وأشار الظاهرة رونالدو إلى أن المنتخب البرازيلي كان يلعب المباراة بأريحية كبيرة، وأنه الحكم لو كان أضاف 100 دقيقة أخرى إلى الوقت الأصلي فستكون البرازيل هي الفائز في النهاية.

«عندما أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة.. لم أفز وقتها بكأس العالم فقط.. فزت بمعركتي ضد جسدي.. ووقتها فقط شعرت بالاكتمال».