جروزني «مقر المنتخب بالمونديال» .. الأرض الشاهدة على حروب «روسيا والشيشان»

هليكوبتر روسية اُسقطت بواسطة مقاتلين شيشان قرب جروزني في 1994
هليكوبتر روسية اُسقطت بواسطة مقاتلين شيشان قرب جروزني في 1994

تستعد جمهورية الشيشان الروسية لاستضافة منتخب مصر لكرة القدم الذي سيشارك في نهائيات كاس العالم التي تستضيفها روسيا، في أول ظهورٍ للفراعنة منذ عام 1990.

وستحل بعثة منتخب مصر في جروزني يوم العاشر من يونيو المقبل، قبل خمسة أيام من باكورة لقاءاتها في كأس العالم يوم الخامس عشر من الشهر ذاته أمام منتخب أوروجواي.

السفير المصري يتفقد مقر الإقامة وملعب التدريب في جروزني

جمهورية الشيشان

وجروزني هي عاصمة جمهورية الشيشان، التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت لواء جمهورية روسيا الاتحادية، ورئيسها الحالي هو رمضان قديروف.

جمهورية الشيشان يقطنها أغلبية مسلمة، وقد استقلت فعليًا لفترةٍ وجيزةٍ بصورةٍ أحادية الجانب عن روسيا في منتصف التسعينات، قبل أن تُجير عليها القوات الروسية، وتخضعها لسيطرتها مرة أخرى، لكنها لا تزال تتمتع بالحكم الذاتي.

وقد يتوهم البعض بأن الشيشان جمهورية مستقلة بشكلٍ تامٍ، لكن هذا ليس صحيحًا، فحينما أراد الانفصاليون هناك ذلك واجهتم روسيا بالأسلحة، واندلعت حرب الشيشان الأولى والثانية على إثر ذلك في تسعينات القرن الماضي.

فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، أحكمت روسيا قبضتها على عدة جمهوريات من بينها جمهورية الشيشان، بيد أن الانفصاليين هناك سعوا لإقامة دولتهم المسلمة بمنأى عن الجمهورية الروسية، رغمًا عن إرادة موسكو.

جروزني مسرح الحرب

ومن هنا باتت جروزني مسرحًا للأحداث، والتي بلغت أوجها في معركة جروزني في أغسطس عام 1996، والتي أدت إلى انتهاء الحرب الشيشانية الأولى بعدها، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، أُجبر الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسن على توقيعه، في ظل الهجمات القوية التي شنها المقاتلون الانفصاليون في الشيشان على القوات الروسية في جروزني.

والحرب الشيشانية الأولى هي حرب دارت رحاها بين روسيا والشيشان بين ديسمبر 1994 وأغسطس 1996، أدت إلى استقلال فعلي وليس رسمي للشيشان عن روسيا وإنشاء جمهورية الشيشان إشكيريا.

وأعادت روسيا الكرة على الشيشان في أغسطس عام 1999، وأنهت روسيا خلال تلك الحرب استقلال الشيشان عنها، وجاءت الحرب ردًا على غزو داغستان من قبل اللواء الإسلامي الدولي (جيش إسلامي تأسس من المجاهدين في الشيشان وداغستان ودول إسلامية أخرى عام 1998).

تلك هي حكاية جمهورية الشيشان ومدينة جروزني التي سيقيم فيها أحفاد الفراعنة خلال عودتهم من جديد للظهور على الساحة الكروية والدولية بعد تمنع من السنين دام 28 عامًا، فإلى أي مدى سيسهم تواجد الغالبية المسلمة في الشيشان في دفع المنتخب المصري قدمًا وتحفيزهم في المونديال الروسي؟