في حوار خاص مع رئيس مجلس إدارة الشركة «الليبية – المصرية» محي الدين الشريدي:

رجل أعمال ليبي يحدد خارطة طريق للوحدة الاقتصادية بين مصر وليبيا

رجل الأعمال الليبي محي الدين الشريدي
رجل الأعمال الليبي محي الدين الشريدي

رجل الأعمال الليبي، محي الدين الشريدي ، رئيس مجلس إدارة الشركة «الليبية – المصرية»، ونائبه ناصر عمران إلى جانب شركائه المصريون والليبيون أبدوا تفاؤلهم بمستقبل العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا.

 

أشار محي الدين الشريدي خلال حواره لـ«الأخبار» إلى أن ليبيا دولة شعبها متجانس، ولا توجد به أي فوارق طائفية، وأن المشاكل هناك جاءت نتيجة التدخل الخارجي الذي يسمح بتواجد ميليشيات سيطرت علي المدن والقرى، وانتشار قوي التطرف والإرهاب، وأبرزها القاعدة وداعش.

 

ناصر عمران نائب رئيس مجلس الإدارة

 

• كيف تري الأوضاع بليبيا الآن وما المخرج من المأزق؟

- ليبيا دولة شعبها متجانس، ولا توجد به أي فوارق طائفية أو عداوات فالجميع والحمد لله تضمهم الرابطة والمظلة الاجتماعية، والمشاكل جاءت من التدخل الخارجي الذي يسمح بتواجد ميليشيات سيطرت علي المدن والقري، واستغل ذلك قوي التطرف والإرهاب مثل القاعدة وداعش، والحل في ليبيا لابد أن يكون سلميًا عن طريق الحوار، والمصالحة الوطنية، وهنا يأتي دور مصر كدولة قائدة للأمة العربية ووحدتها وحاضنة لليبيين.

• ما رؤيتكم للعلاقات بين مصر وليبيا؟

- مصر وليبيا شعب واحد منذ فجر التاريخ، وزادت الصلة بعد الإسلام، وتوطدت في العصر الحديث علي مختلف الأصعدة، وفي ظل الظرف الراهن، ومع دخولنا عصر العولمة بات ضروريًا زيادة التكتلات الاقتصادية الكبري وقيام الوحدة القومية لخلق قوة سياسية واقتصادية تخدم مصالح الشعبين المصري والليبي.

وتربط ليبيا ومصر اتفاقيات دستورية، منها: اتفاق طرابلس الوحدوي عام 1969، الذي وقعه القادة عبدالناصر والقذافي والنميري، ودستور دولة الاتحاد بين مصر وليبيا وسوريا عام 1972، والاتفاقيات العشرة بين مصر وليبيا، وهي صيغة وحدة عملية »بدون إعلان»، وتتيح الأساسيات الأربعة، حق المرور، والإقامة، والعمل، والتملك، وليبيا تحتاج لمصر للخروج من مأزقها واستعادة وحدتها والتقدم علي طريق إعادة الإعمار، كما أن ليبيا تملك إمكانيات ضخمة كالنفط والغاز، والمصادر المختلفة للاقتصاد القوي مما يُمكن ليبيا ومصر من إنتاج اقتصاد قوي.

وتجدر الإشارة هنا إلي أن مصر وليبيا لديهما إمكانيات دستورية وسياسية واقتصادية للوحدة، ومن خلال التواصل مع السودان وسوريا، وبعدها الخليج وشمال إفريقيا، وسيتم خلق سوق عربي يكون له وضع إقليمي وعالمي.

• ماذا عن آفاق الحل في ليبيا حتي تعود دولة قوية؟

- الحل السلمي وطريق الحوار والمصالحة الوطنية هي السبيل الوحيد للحل، وذلك يتطلب وضع دستور حديث يُمكن جميع الليبيين من المشاركة، كما أنه لابد من توفير عناصر للثقة مثل تفعيل قانون العفو العام، والإفراج عن السجناء والمعتقلين، وعودة المهاجرين والنازحين.

وحاليًا يتم العمل علي تفعيل إرادة الليبيين عن طريق الصندوق، وذلك يسهم في إعادة الدولة المدنية الديمقراطية بمؤسساتها المدنية والعسكرية والقضائية، وإعادة وحدة الجيش الوطني حامي البلاد، وصائن وحدتها، وذلك يوفر الاستقرار في ليبيا بوتيرة سريعة، وهو ما سيُطلق العنان للنشاط الاقتصادي، وتجاوز الركود، وإطلاق عجلة الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

وهنا أيضًا أُشير إلي استعادة الدولة، وسن قانون يتيح المساواة والعدالة، وحرية العمل سيدفع الشباب، وهم غالبية سكان ليبيا إلي العمل، خصوصًا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وسينعكس ذلك علي مستوي دخل الفرد.

وأؤكد أن ليبيا تحتاج فورًا للمصالحة، وتشكيل مجلس رئاسة، وحكومة كفاءات، وتشغيل دواليب الدولة، واستعادة الفعالية للاقتصاد، وخصوصًا الاستثمار، فليبيا دولة غنية ليس بالنفط والغاز فقط، لكن هناك قطاع التعدين، وما كشفت عنه الاستكشافات مؤخرًا مثل »الذهب»، كما أن ليبيا تملك بنية صناعية قوية، ويمكنها إعادة تشغيلها من مصانع ومجمعات كبيرة وضخمة، وأضف إلي ذلك الموقع الاستراتيجي، وما ينتجه زراعيًا وسياحيًا وأيضًا وجود الطاقة الشمسية، فكل ذلك وغيره يجعل من ليبيا موقعًا مميزًا تتنافس عليه الدول الكبري، ويجب أن يتوخي الليبيون وإخوتهم المصريون الحكمة، ويبدآ العمل المشترك معًا.

• ماذا عن حجم استثمارات شركتك داخل مصر خلال الفترة المقبلة؟

- لقد تأسست الشركة في مصر عام 2013 بافتتاح مصنع لتعبئة المواد الغذائية، فيما بدأت الانطلاقة الفعلية للشركة عقب ثورة 30 يونيو 2013، في ظل الاستقرار الأمني في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وارتباك الأوضاع الأمنية في مصر قبل هذا التاريخ كان يمثل عائقاً كبيراً أمام فرص الاستثمار في مصر.

• وما الذي تقوم به الشركة «الليبية – المصرية» حالياً؟

 - نقوم حالياً بتصدير المحاصيل الزراعية إلي الخارج، وتم عمل شركة شحن بحري، وبدأنا في التوريدات الغذائية.

• كيف تقيِّم مؤشرات الاقتصاد المصري حاليا وفرص الاستثمار التي تعرضها مصر أمام العالم؟

- يتمثل النهوض بالاقتصاد المصري في وضع خارطة استثمارية متكاملة تشمل رؤية مستقبلية عظيمة لمصر.

• ما هي رسالتك لشعب مصر؟   

- رسالتي لشعب مصر هي أن لديكم قيادة سياسية جيدة ولديها رغبة في النهوض بمصر وتنفيذ مشروعات قومية سوف تستفيدون منها أنتم وأولادكم فحافظوا عليها ومصر وليبيا شعب واحد ومصير مشترك .

• هل أنت متفائل بمستقبل الاقتصاد المصري؟   

- نعم متفائل بمستقبل مصر الاقتصادي وقدرتها علي تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة والتقدم.

 وختاماً : أرجو الاستقرار لعالمنا العربي وليبيا ومصر بالأخص وأنا أعتبر أن هناك مسؤولية ملقاة علي كل إنسان في وطنه وأعتقد أن هذا العصر يحتاج منا إلي الاهتمام أكثر بالطاقات الشبابية والمزيد من الجهد لمكافحة الإرهاب والمزيد من العمل من أجل النهوض بالمشاريع الناجحة وحسن الاختيار حتى تتمشى مع معطيات وظروف وطننا الحبيب مصر وليبيا.