الانتخابات الرئاسية التركية .. «سجين» يتطلع لحكم بلاد الأناضول

صلاح الدين دمرداش وأردوغان
صلاح الدين دمرداش وأردوغان

أُغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية التركية السبت 5 مايو، ليتقدم سبعة مرشحين لخوض غمار الانتخابات التي ستُجرى بشكلٍ مبكرٍ يوم الرابع والعشرين من يونيو المقبل، يتقدمهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

ومن بين المرشحين الستة الذين ينوون الوقوف في وجه مساعي أردوغان للبقاء في الحكم لولايةٍ ثانيةٍ، يبرز اسم الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دمرداش، الذي أعلن حزبه ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويقبع دمرداش في السجن منذ أكثر من عامٍ ونصفٍ، وقد بدأت محاكمته في ديسمبر الماضي، بتهمٍ تتعلق بالإرهاب يواجه خلالها أحكامًا قد تصل للسجن لأكثر من مائة وأربعين عامًا.

دمرداش .. أوباما الأكراد

ودمرداش المُلقب بـ "أوباما الأكراد"، اُعتقل يوم الرابع من نوفمبر عام 2016، رفقة اثني عشر نائبًا عن حزب الشعوب الديمقراطي، حزب المعارضة الموالي للأكراد، وقد وُجهت لهم تهمًا بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردًا عسكريًا جنوب شرق البلاد منذ عام 1984.

وتُصنف أنقرة الحزب على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ، وتلاحق أعضاءه، وميليشياته المسلحة باستمرار، كما تتهم أعضاءه بالضلوع وراء محاولة الانقلاب العسكري ضد أردوغان منتصف يوليو عام 2016.

"فلنتنافس مثل الرجال"، دعوةٌ وجهها محرم إنجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزاب المعارضة التركية، للرئيس التركي أردوغان، داعيًا إياه للإفراج عن دمرداش.

انتخابات تحت وطأة الطوارئ

وبالحديث عن الانتخابات التي يبرز خلالها اسما محرم إنجه وصلاح الدين دمرداش للحيلولة دون تطلعات أردوغان بالبقاء في منصبه لولايةٍ جديدةٍ، في الانتخابات التي يُنتظر أن تحدث تحولًا جذريًا في نظام الحكم في البلاد، من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.

وأجرى أردوغان تعديلاتٍ دستوريةً في مارس عام 2017، تم تمريرها بهامشٍ ضئيلٍ، توسع من صلاحيات الرئيس على حساب رئيس الحكومة.

وقدم أردوغان موعد الانتخابات الرئاسية لنحو عامٍ ونصف العام، بعدما كانت مقررةً في نوفمبر من العام المقبل، وذلك سعيًا منه لتفادي تضارب السلطات بينه وبين رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، وتجرى الانتخابات في ظل فرض حالة الطوارئ في البلاد.

وجرى فرض حالة الطوارئ بعد فترةٍ وجيزةٍ من محاولة انقلاب فاشل عام 2016، والتي تسمح للرئيس بتجاوز البرلمان في سن قوانين جديدة، وتمنح السلطات صلاحية تعليق الحريات والحقوق، ويجدد البرلمان، الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، فرض الطوارئ كل ثلاثة أشهر.

وفي أول مقابلةٍ له مع وسيلة إعلام دولية منذ ترشيح حزب الشعوب الديمقراطي له قال دمرداش، المسجون منذ عام ونصف العام تقريبا، لوكالة "رويترز" البريطانية، إن إجراء انتخابات نزيهة الشهر المقبل أمر مستحيل في ظل وجود حالة الطوارئ في البلاد.

ويتجاهل الإعلام الرسمي في تركيا مسألة ترشح صلاح الدين دمرداش، وكأنها لم تكن، على الرغم من الاهتمام الدولي بالأمر، ويطالب حزب دمرداش بالإفراج عنه، لممارسة حقه المشروع في الدعاية لنفسه خلال الحملة الانتخابية الخاصة به.

ولم تُعلن الهيئة العليا للانتخابات ما إذا كان سيتم تثبيت ترشح صلاح الدين دمرداش للرئاسة التركية من عدمه، في ظل استمرار حبسه المستمر إلى الآن.