نصادف كثيرا أشخاص يجدون صعوبة في الحديث ويجدون مشقة في إكمال كلامهم وتجعل حديثهم مقتضبا مع الآخرين، هؤلاء الأشخاص يعانون من بمرض "التأتأة". ويحتفل العالم كل عام في الـ 22 من شهر أكتوبر باليوم العالمي للتوعية بهذا المرض، وينتشر المرض لدى الأطفال من سنتين إلى 6 سنوات وغالبا ما يختفي عند الكبر، ولكن هناك من يستمر معه حتى الشيخوخة نتيجة عدم وعي الآباء بمعالجة طفلهم المريض عن طريق الخضوع لجلسات علاج نفسي أو تعريضه لمعاملة سيئة أو عنف يزيد من قلقه ويؤدي بدوره إلى تفاقم المشكلة. وقد شخص علماء النفس مرض التلعثم في الكلام "التأتأة" بالمرض النفسي والاجتماعي ويؤثر في نفسية المريض لدرجة تجعله يفضل الانطواء وتجعل حديثه مقتضبا مع الآخرين خوفا من السخرية منه، خاصة إن كان طفلا فهو لا يفضل الاشتراك في حديث أو الرد على هاتف أو الإجابة على سؤال في فصول الدراسة. ويتسبب مرض "التأتأة" في اضطراب السلوك الشخصي للمريض فيجعله يفقد الثقة في نفسه ويشعر وكأنه أقل من الجميع، إضافة إلى إبعاده عن المشاركة الاجتماعية، فالمريض دائما ما يخشى الاحتكاك بالغير خوفا من مواجهة مواقف تتطلب منه كثرة الحديث، ووفقا للإحصائيات فقد اتضح أن الذكور أكثر عرضة لهذا المرض من الإناث. وقد قامت العديد من الدول الأوروبية بالتوعية لهذا المرض ومساعدة المرضى في إيجاد علاجهم بصورة طبية سليمة، وذلك من خلال طرح تسجيلات صوتية وفيديوهات عن طريق الانترنت توجههم للنطق السليم. وضمت قائمة عظماء ومشاهير العالم عددا لا بأس به ممن كانوا مصابين بهذا الداء أمثال "رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، ونابليون بونابرت، ونجمة الإغراء الراحلة مارلين مونرو، واسحاق نيوتن، وتشارلز داروين، وملك بريطانيا جورج السادس، والممثل الكوميدي روان أثكينسون المعروف بـ"مستر بين".