في ذكرى اغتياله .. كيف خذل «ترامب» أبراهام لينكولن؟!

أبراهام لينكولن ودونالد ترامب
أبراهام لينكولن ودونالد ترامب

على خشبة مسرح فورد ليلة الرابع عشر من شهر أبريل عام 1985، في جمعة الآلام، وقف الممثل المسرحي المعروف آنذاك، جون ويلكس بوث، عليه وأطلق الرصاص من مسدسٍ على الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لينكولن، فأرده قتيلًا في صباح اليوم التالي الخامس عشر من أبريل، والذي تحل ذكراه الثالثة والخمسين بعد المائة اليوم الأحد.

اغتيال أبراهام لينكولن كان سببه نجاح القوات الفيدرالية في التغلب على الجيش الكنفدرالي، الذي كان يتزعمه، روبرت إدوارد لي، الذي كان يعادي المساواة بين البيض والسود، وكان سببًا في اشتعال الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، وكان اعتقاله بمثابة إنهاء لتلك الحرب وانهيارٍ للجيش الكنفدرالي في الجنوب.

أدوارد لي اُعتقل قبل خمسة أيام من اغتيال أبراهام لينكولن، وكان لاعتقاله دورٌ كبيرٌ في أن يغضب القوميون البيض، المؤيدون للجيش الكنفدرالي، في الجنوب، والرافضون للاتحاد الفيدرالي في الولايات المتحدة، ليقرروا الانتقام باغتيال أبراهام لينكولن، الذي قاد معركةً من أجل إنهاء الحرب الأهلية في أمريكا.

أبراهام لينكولن يعتبر في التاريخ الأمريكي واحدًا من أعظم الرؤساء في تاريخ البلاد بعد جورج واشنطن، ومن بعده فرانكلين روزفيلت، الرئيس الأمريكي الوحيد الذي حكم لثلاث ولايات رئاسية.

أحداث عنف في فرجينيا

ومن رحلتنا القصيرة لسرد تفاصيل الماضي، إلى الحاضر الذي تعيشه أمريكا الآن تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، هذا الرجل الذي أُثير كثير من الكلام عنه، أثناء حملة ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة، خاصةً مع دعم جماعات اليمين المتطرف والقوميين البيض له في هذه الانتخابات.

أمريكا عرفت أحداث عنفٍ خلال شهر أغسطس الماضي، في ولاية فرجينيا، وتحديدًا في مدينة شارلوتسفيل، بعدما لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم، أحدهم سيدة خلال حادث دهسٍ، خلال اشتبكاتٍ صاحبت تجمع لليمين المتطرف والقومين البيض، الذي أبدوا استهجانهم من قرار هدم تمثال الجنرال العسكري، أدوارد لي بالمدينة.

وأدى تظاهرات القوميين البيض إلى حدوث اشتباكاتٍ مع محتجين آخرين رافضين لتمييز العرق الأبيض، وهو ما خلف قتلى جراء تلك الاشتباكات.

استهجان ضد ترامب

وفي هذه الأحداث، وبعدما أدان كافة الساسة الأمريكيون أفعال جماعات البيض، المناديين بسمو العرق الأبيض والمناهضين لهدم تمثال رجلٍ أشعل الحرب الأهلية في البلاد قبل أكثر من قرنٍ ونصف القرن، غرد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بوتقة متفردة، حيث حمل الجانبين سواء القوميين البيض والمتظاهرين المعارضين لهم المسؤولية بالتساوي تجاه اندلاع الأحداث هناك.

أمرٌ لقى سخط الأوساط الأمريكية تجاه الرئيس الأمريكي، التي أبدت استغرابها من وضع الرئيس الأمريكي المعاديين للسامية والمطالبين بسمو العرق الأبيض مع المتظاهرين الآخرين المطالبين بالحريات والمناهضين لأفكار البيض في كفةٍ واحدةٍ.

أمر الإدانة للرئيس الأمريكي لم يتوقف عند حد الساسة في البلاد، بل امتد لأضلاع إدارة ترامب، فقد صرح حينها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بأن تصريحات ترامب لا تمثل إلا نفسه ولا تعبر عن رأي الإدارة الأمريكية ككل.

وفي ذكرى اغتيال أبراهام لينكولن هذا العام نظهر كيف لم يشجب ترامب أفعال أناسٍ مؤيدين لجنرال عسكري متطرف كان أحد أسباب اغتيال لينكولن.