«روسيا» و«أمريكا» في حلبة صراع مسرحها «مجلس الأمن»

نيكي هايلي وفاسيلي نيبنزيا
نيكي هايلي وفاسيلي نيبنزيا

استخدمت روسيا، يوم الثلاثاء 10 أبريل، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي بمجلس الأمن الدولي يطالب بتشكيل لجنة تحقيق جديدة لتحديد المسؤولية عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.

وأيدت 12 دولة من أصل 15 مشروع القرار الأمريكي في حين انضمت بوليفيا إلى روسيا في التصويت ضد مشروع القرار، وامتنعت الصين عن التصويت.

الفيتو الروسي وقف حائلًا ضد المشروع الأمريكي، في خطوةٍ معتادةٍ من قبل موسكو، حيث أحبطت عدة مشاريع لإدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أكثر من مناسبة، أبرزها هجومٍ كيميائيٍ مماثلٍ على مدينة خان شيخون منتصف أبريل من العام الماضي، تنفي دمشق الضلوع به.

رد الصاع من أمريكا وحلفائها

وبعد ذلك، فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار روسي حول تحقيقات الهجوم الكيميائي في سوريا، حيث اعترض 7 من أعضاء المجلس من بينهم الولايات المتحدة على مشروع القرار الروسي.

ولم يقف حق النقض "الفيتو" من قبل الولايات المتحدة حائلًا وحيدًا نحو تمرير المشروع الروسي، الذي حصل على دعم ستة أعضاء فقط في المجلس، مقابل معارضة سبعة آخرين، وامتناع اثنين فقط عن التصويت.

ولم يتمكن المشروع الروسي من الوصول إلى الحد الأدنى من النصاب القانوني الذي يسمح بتمرير مشاريع القرارات بمجلس الأمن، حيث يُشترط موافقة تسعة أعضاء على الأقل من أجل الموافقة على تلك القرارات، من دون أن يكون من بين غير الموافقين معترضين على مشاريع هذه القرارات.

اتهامات متبادلة

تبادل الاتهامات بين الجانبين كان هو العنوان الأبرز بعد التصويت المضادين ضد المشروعين الأمريكي والروسي، حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

فقد قالت مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن الدولي، نيكي هايلي، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن روسيا تريد أن تختار بنفسها الخبراء في لجنة التحقيق.

ووصفت مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن الدولي، اليوم بـ "الحزين" لقيام روسيا باستخدام حق النقض "الفيتو" لحماية نظام بشار الأسد، مؤكدًا أن التاريخ لن ينسى وقوف روسيا ضد حماية المدنيين وقامت بحماية شخص، مشيرةً إلى أن مجلس الأمن كان يرغب في حماية الشعب السوري ولكن هناك من وقف ضد ذلك.

أما في الجهة المقابلة، قال السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن قرار واشنطن بطرح مشروع القرار الذي أعدته قد يكون تمهيدًا لضربة غربية على سوريا.

واتهم نيبيزيا واشنطن بتضليل المجتمع الدولي حول الوضع في سوريا، وأنها تتخذ خطواتٍ صوب المواجهة، واصفًا الخطوات الأمريكية حيال ذلك بالاستفزازية، التي لا تعبر عن أي رغبة في إجراء تحقيقٍ حول ما حدث، حسب قوله.

وقُتل ستون شخصًا على الأقل، وأُصيب أكثر من ألف شخصٍ في هجومٍ بمدينة دوما، قرب دمشق، حسبما أعلنت منظمات إغاثية في سوريا، في هجومٍ يشتبه أنه تم باستخدام أسلحة كيميائية في عدة مواقع بدوما يوم السبت الماضي.