تزايد في وقتنا الراهن الإقبال على استعمال صبغات الشعر بشكل مذهل من قبل النساء والرجال، بعد أن أصبح تغيير لون الشعر الطبيعي من الأمور الشائعة. وحذر العلماء والأطباء وخبراء التجميل من خطورة استعمال الصبغات وخطورتها على صحة الإنسان نظرًا للمواد التي تدخل في تركيب مستحضرات التجميل على وجه العموم والصبغات على وجه الخصوص وقالت د. رشا الجزار خبيرة علاج الشعر بالبيوثيرابي و الخلايا الجزعية ان الصبغات تتنوع من حيث تاثيراتها ومدة بقائها على الشعر و قد أجريت بعض الدراسات على الصبغات المتوافرة في الأسواق على أن بعضها يحتوي على عديد من المركبات الكيميائية، التي تختلف من حيث تأثيراتها الصحية، فبعضها شديد السمية ويمثل خطورة بالغة على الإنسان إذا وجد في الصبغة بتركيزات عالية، وبعضها قليل السمية. وأشارت نتائج الدراسات التي أجريت على تأثير الصبغات الدائمة الاصطناعية على صحة الإنسان، إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي والمثانة عند استعمال هذه الصبغات وأشار أحد العلماء الى أن الوكالة العالمية لأبحاث السرطان قد بينت أن بعض المركبات التي تدخل في تركيب بعض صبغات الشعر ذات تأثير تطفري شديد لحيوانات المعامل ومن هذه المواد على وجه الخصوص مادة بارافينيلين داي أمين ومادة داي أمينوتوليوين. وتختلف نسبة هذه المواد المسموح بها في صبغات الشعر، فمادة "البارافينيلين داي أمين" تسبب الحكة والنزف خاصة من جبهة الرأس والعنق وخلف الأذنين، إذ لها تأثير مسبب لمرض الحساسية. وقد يكون رد الفعل حاداً يشمل جميع أنحاء الرأس والوجه، وقد يمتد إلى الكتفين ثم إلى سائر مناطق الجسد كما يسبب أيضا تورم الشفتين. كما تعتبر هذه المواد من المواد المسببة لأمراض السرطان، فقد دلت نتائج الدراسات على حيوانات التجارب أن كثرة استخدام هذه المواد لفترة طويلة تسبب أوراماً سرطانية، وقد تسبب فشلاً كلوياً. ولو بلع الأطفال صبغة الشعر فإنها قد تسبب وفاتهم أو على الأقل تسبب لهم تسممات حادة، فلو ابتلع الطفل كمية بسيطة لا تتجاوز 7جرامات فإن ذلك سوف يسبب بعد 4 إلى 6 ساعات صعوبة التنفس، وفشل كلوي حاد، أو استسقاء قوي وشديد للجلد في الرأس والرقبة، والنعاس والرعشة والتشنجات، وانخفاض ضغط الدم والتقيؤ، ويصبح لون البول غير طبيعي مثل الكاكاو البني، وربما تؤدي إلى الوفاة.