«ريم بنا» غنت للمقاومة والانتفاضة.. وتحدت السرطان مرتين

ريم بنا
ريم بنا

«ريم بنا» مطربة وملحنة فلسطينية من أشهر المطربين الذين غنوا للمقاومة والانتفاضة، عرفت بأغانيها ذات الطابع الوطني، وبمشاركاتها في الاحتفالات الداعمة لحقوق الإنسان.


ولدت ريم بنا عام 1966 في مدينة الناصرة، ودرست الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى بروسيا واحترفت بعد ذلك الغناء، وهي من عائلة فنية معروفة، والدتها الشاعرة زهيرة الصباغ، رائدة الحركة النسوية في فلسطين.

اشتهرت ريم بنا بأغانيها الوطنية التي حاولت فيها تقديم التراث الفلسطيني إلى العالم، كما ساهمت في الحفاظ على عدد كبير من الأغاني التراثية الفلسطينية، وأنتجت الكثير من أغاني الأطفال، وحظيت باهتمام الجمهور منذ بداياتها.


كانت ريم بنا حريصة على التعبير عن أفكار الشعب الفلسطيني وتطلعاته وهواجسه، ونقلها إلى العالم، أطلقت ألبومها الغنائي الأول بعنوان "جفرا" في عام 1985، وهو نفس عنوان الأغنية التراثية الفلسطينية  الشهيرة "جفرا"، وفي عام 1986، أطلقت ألبومها الغنائي الثاني بعنوان "دموعك يا أمي".


في عام 1993، أطلقت ريم ألبومها الثالث بعنوان "الحلم"، وبعدها أطلقت ألبومين للأطفال هما: "قمر أبو ليلة" عام 1995، و"مكاغاة" عام 1996، وبعدها عادت ريم مجددا إلى خط الغناء الوطني الملتزم، فأصدرت ألبومًا وطنيًا اسمه "وحدها بتبقى القدس" عام 2001.


ذاع صيت ريم بنا في البلدان الأوروبية بعدما شاركت في ألبوم غنائي  بعنوان "تهويدات من محور الشر..Lullabies from the Axis of Evil"، تضمنت فكرته وجود مغنيات من بلدان محور الشر- مصطلح أطلقته إدارة الرئيس بوش على عدد من البلدان المناهضة للسياسات الأمريكية- تغنين تهويدات من ثقافة بلادهن، وكان هذا الألبوم أشبه برسالة موسيقية رافضة للحرب، ومعارضة لسياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش.


تابعت ريم تقديم الأغاني الوطنية، فأطلقت ألبوم "مرايا الروح" الذي أهدته إلى الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.


أصدرت في عام 2006، ألبوم "لم تكن تلك حياتي"، وأهدته إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني، وفي العام التالي، أطلقت ألبوم "مواسم البنفسج: أغاني حب من فلسطين"، وبعده ألبوم آخر بعنوان "نوار نيسان"، ثم أطلقت ألبومين جديدين هما: "صرخة من القدس" عام 2010، و"أوبريت بكرا" عام 2012.

 

عانت ريم من مشاكل صحية كثيرة أثرت على مسيرتها الفنية؛ حيث أصيب بسرطان الثدي للمرة الأولى عام 2009، وبعدها بستة أعوام أصيبت به مرة ثانية، كذلك، أصيبت بشلل في الوتر الصوتي الأيسر، مما اضطرها إلى التوقف عن الغناء.

 

في عام 1997،اختارت وزارة المرأة في تونس "ريم بنا.. شخصية العام"، وفي عام 2000 فازت بجائزة فلسطين للغناء، وفي 2013 حصلت على جائزة ابن رشد للتفكير الحر.


تزوجت ريم بنا من الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، وهو زميلها السابق في المعهد العالي للموسيقى، وقد عمل الزوجان معا في تأليف الأغاني وتلحينها، ورزقا خلال زواجهما بثلاثة أطفال، ولكنهما في 2010، انفصلا وعادت ريم للعيش في الناصرة مع أولادها.


توفت ريم بنا، فجر، السبت 24 مارس الجاري، بعد معاناة مع المرض.

 

ريم بنا: أنا مع ثورة الحياة ضد سرطان الثدي

 

آخر رسالة لـ «ريم بنا» قبل وفاتها..«الموت كالتاريخ فصل مُزيف»