مشروع «الضبعة » يمكن مصر من الانضمام «للنادي النووي العالمي» 

مشروع «الضبعة »
مشروع «الضبعة »

صرح الدكتور يسري أبو شادي ، كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية الأسبق ، بأنه توجد ثلاثون دولة حول العالم في الوقت الحالي ، تمتلك مفاعلات نووية للأغراض السلمية.

و أشار يسري أبو شادي إلى أنه من خلال مشروع "الضبعة النووي" ، ستنضم مصر إلى النادي النووي العالمي ، الذي سيكون لها إسهامات كبيرة في تحسين الاقتصاد ، والارتقاء بحياة المصريين.


ومن جانبه ، أكد الدكتور إبراهيم العسيري ، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق - في إطار سرد ما سيعود على مصر من فوائد بسبب هذا المشروع السلمي لإنتاج الكهرباء - أن مشروع محطة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الضبعة ، سيسهم في دعم الصناعات المحلية، كما سيشجع السياحة، وخلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة، بالإضافة لمساهمته في خلق بيئة نظيفة.


وأضاف أنه على مدى عقود عديدة، طمحت مصر لامتلاك برنامجها الخاص للطاقة النووية، ومع دخول عقود إنشاء محطة الضبعة النووية حيز التنفيذ، والتي تمثل المحطة الأولى من نوعها في مصر، أصبح الحلم على بُعد خطوات قليلة لأن يتحقق ، حيث إن محطة الضبعة ستنتج كهرباء نظيفة وبأسعار "معقولة " للمواطن ، بالإضافة لتأثيرها الإيجابي الكبير على الاقتصاد المصري، وتأمين إمدادات الكهرباء لعقود قادمة للنمو السكاني المتزايد في مصر، إلى جانب المساهمة في التنمية .


وقال أبو شادي، وفقا لبيان صحفي وزعته مؤسسة "روساتوم" الروسية في القاهرة اليوم /الأحد / إن المشروعات النووية وغيرها من المشروعات غير النووية المتعلقة بمشروع الضبعة ستتيح وظائف كثيرة يتطلب معظمها تدريبا فنيا للشباب من ذوي المؤهلات العليا أو المتوسطة أو حتى مستويات التعليم الأقل.. مؤكدا أن هذه المشروعات في الضبعة ستقضي على مشكلة البطالة الموجودة حالياً هناك، وفتح آفاق جديدة في مجالات وقطاعات اقتصادية ، بخلاف الإنشاءات والعمليات "التشغيلية " وصيانة المحطة، حيث ستخلق المحطة نظاما متكاملا ، مع قدرتها على دعم المشروعات الكبيرة والهامة في العديد من المجالات ذات الصلة، مما يؤدي إلى نتائج هائلة، حيث يؤثر بشكل مباشر على حياة المصريين.


وأوضح انه بالنسبة لمحافظة مطروح ، التي ظلت تعاني حالة من نقص الخدمات على مدار عقود طويلة بالرغم من موقعها المتميز على ساحل البحر المتوسط، فإنها ستشهد تغيرات كبيرة بسبب إقامة المحطة النووية بها.. منوها بأن الكهرباء "المولدة" في محطة الطاقة النووية لن توفر الطاقة المستقرة للمنطقة فحسب، بل ستدعم أيضا تطوير قطاع السلع والخدمات الاستهلاكية نتيجة تحسن البنية التحتية التي تم إنشاؤها خصيصا لمشروع محطة الضبعة.. مشيرا إلى أن كل هذه التغييرات سيكون لها دور فعال في تطوير إمكانات المنطقة الكبيرة وغير المستغلة كمقصد سياحي رائع.


ولفت إلى أن محافظ مطروح أعلن بالفعل عن خطط استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار على مدار السنوات العشر القادمة ، لإقامة مركز سياحي واقتصادي و"لوجيستي " غرب مطروح، من المتوقع أن يوفر نحو 25 ألف فرصة عمل.
ومن جانبه، قال الدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق لهيئة "الأمان النووي " والمتحدث باسم هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بمصر، إن محافظة مطروح، باعتبارها المنطقة التي يُقام بها المشروع، ستحصل على المزيد من الفوائد والمزايا كنتيجة مباشرة له.


وأضاف أن ذلك سيتضح في البنية التحتية المتطورة ، التي سيتم إقامتها لتتناسب مع المتطلبات "اللوجستية " للمشروع، بما ينعكس على خلق المزيد من فرص العمل المباشرة في المشروع، أو بشكل غير مباشر في الخدمات "اللوجستية " المرتبطة به.


ونوه بأن المحطة الضبعة ستوفر آلاف الفرص للمصريين خلال مرحلة التشييد، وآلاف الفرص الأخرى في العمليات التشغيلية للمحطة وصيانتها خلال مدة خدمتها التي تمتد لأكثر من ستين عاما.. مما يعني أنه على مدار عقود طويلة، ستعمل محطة الضبعة الوطنية على توفير فرص عمل مستقرة بأجور جيدة لآلاف المصريين في عمليات التشغيل والصيانة والمهندسين والعلماء والباحثين وغيرهم من المتخصصين.


وفي إطار عقودها، ستقوم مؤسسة "روساتوم" وهي الشركة الروسية المسؤولة عن تنفيذ المشروع، بالمساعدة في تدريب وتعليم الكوادر النووية في مصر، حيث يخضع موظفو المحطة "مستقبلا " للتدريب في كل من : مصر وروسيا ليصبحوا على دراية بأفضل الممارسات العالمية في القطاع النووي.. كما يستفيد الطلبة المصريون من برامج التبادل العلمي مع روسيا. 


حيث يدرس حوالي خمسين طالبا مصريا العلوم النووية والموضوعات ذات الصلة بهذا القطاع في الجامعات الروسية الرائدة في هذا المجال، بالإضافة لمئات الطلبة الآخرين الذين يسيرون على نهجهم خلال السنوات القليلة المقبلة.


وأكد الدكتور الأدهم أن التدريب يعد عاملا أساسيا لتوفير الكوادر البشرية اللازمة للمشروع، وأن التعاون بين مصر وروسيا في برامج التدريب يمثل أمرا ضروريا لنجاح محطة الضبعة، باعتبار روسيا هي الجهة المنفذة للمحطة.. ويمكن لها أن توفر المواد التدريبية والأفراد والمعدات اللازمة وأن تلعب دورا حيويا في ذلك.


ومن جانبها ، قالت الدكتورة هدى أبو شادي، أستاذ الفيزياء النووية بكلية العلوم، إنه حتى نتمكن من المحافظة على "زخم " البرنامج النووي المصري وتقويته في المستقبل، يجب تطوير مناهج الفيزياء، وكذلك العلوم والكيمياء، ودعم الإحساس بالأمن والسلامة، وهو ما يتطلب أيضا التحدث بأكثر من لغة أجنبية، من أجل التواصل مع الخبراء الأجانب".


وشددت على أن محطة الضبعة النووية لن تغير "منظومة الطاقة " في مصر فقط ، ولكنها ستكون من أهم أدوات التنمية الاجتماعية.


جدير بالذكر أن محطة "كودانكولام " النووية، التي قامت بتنفيذها شركة "روساتوم " أيضا، في ولاية "تاميل نادو " جنوب الهند ، تعد مثالا حيا على التطور الذي ستشهده المنطقة بعد إقامة المحطة الجديدة.. حيث إن منطقة "تيرونلفيليي" التي تقع فيها المحطة يقطن بها حوالي ثلاثة ملايين نسمة يعتمدون على الاقتصاد الزراعي، مع بنية تحتية بدائية إلى حد ما، كما أن فرص العمل خارج قطاعات الزراعة وصيد الأسماك محدودة للغاية.. ولكن بعد إقامة المحطة، شهدت المنطقة تنمية شاملة، بالإضافة لخلق الآلاف من فرص العمل ذات الأجور الجيدة، وأدى إقامة المحطة إلى تطوير الإسكان والبنية التحتية الإضافية التي استفاد منها السكان المحليون والصناعات التقليدية بشكل كبير.