«جنديا اليونان» حلقة جديدة من مساومات «أردوغان» للنيل من محركي «الانقلاب»

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

رفضت محكمةٌ تركيةٌ أمس الاثنين 5 مارس، طلبًا لإطلاق سراح جنديين يونانيين كانا قد اُعتقلا بعد عبورهما الحدود إلى تركيا في ظروف طقس سيئة، حيث أشارت اليونان إلى أن الجنديين كانا في دورية على الحدود وضلا طريقهما ووصفت ما حدث بأنه "نتيجة خطأ".

ودعا وزير الخارجية اليوناني، نيكوس كوتزياس، أمس الاثنين تركيا إلى عدم تضخيم المسألة المتعلقة بجنديين يونانيين وتحويلها إلى مشكلةٍ سياسيةٍ وقضائيةٍ أكبر، بيد أن دعوته بدت أنها لم تصل إلى مسامع السلطات التركية، لتواصل في استمرار احتجاز الجنديين.

ومن المرجح أن يزيد القرار من توتر العلاقات بين أنقرة وأثينا، بعدما كان البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي على شفا الحرب في عام 1996، وتوترت العلاقات بينهما مؤخرًا بسبب الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط ومصير ثمانية جنود أتراك فروا إلى اليونان عقب محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.

وتأوي أثينا على أراضيها ثمانية جنود أتراك حصلوا على حق اللجوء السياسي من قبل اليونان، في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا منتصف يوليو عام 2016.

مبادلة مرفوضة

وتتهم السلطات التركية الجنود الثمانية بالضلوع وراء الانقلاب العسكري، والصلة بشبكة رجل الدين، فتح الله جولن، المتهم الأول لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحريك الانقلاب العسكري ضده، وقد طالبت تركيا اليونان أكثر من مرة بتسليم الجنود الأتراك اللاجئين على أراضيها، بيد أن السلطات اليونانية أبت أن تنفذ رغبات نظيرتها التركية.

ولا تبدو عملية استخدام الجنديين اليونانيين كورقةٍ مساومةٍ مجديةً بالنسبة لأردوغان، بعدما أعلن وكيل وزارة الخارجية اليوناني، يورجوس كاتروجالوس، يوم السبت الماضي أن بلاده لا تعتزم مبادلة الجنديين اليونانيين اللذين تحتجزهما تركيا بثمانية جنود أتراك طلبوا اللجوء في اليونان.

ويقول كاتروجالوس عن عملية مبادلة الجنديين اليونانيين "هذه مجرد أوهام، نحن لسنا في حرب مع تركيا لنقوم بتبادل سجناء، مثل هذه الروايات مصدرها الإعلام التركي".

مساومة من قبل

ومن قبل ساوم الرئيس التركي الولايات المتحدة علانيةً في أواخر سبتمبر الماضي بإعلانه استعداده تسليم واشنطن القس الأمريكي، أندرو برانسون، المحتجز في تركيا منذ أكتوبر عام 2016، مقابل تسليم الولايات المتحدة تركيا فتح الله جولن، المقيم في ولاية بنسلاديفيا الأمريكية.

وتوترت العلاقات بشدة طيلة العام الماضي بين تركيا وألمانيا، بعدما أقدمت أنقره على اعتقال نشطاء ألمان في أكثر من مناسبةٍ، كوسيلة ضغط على امتناع برلين عن الاستجابة لنحو 2300 طلبٍ تركيٍ لتسليم عسكريين أتراك لاذوا بالفرار إلى ألمانيا في أعقاب فشل الانقلاب العسكري.

وهز عرش أردوغان في تركيا انقلابٌ عسكريٌ كاد يطيح بحكمه في السادس عشر من يوليو عام 2016، بيد أن فشله جعل الرئيس التركي يبطش يده تجاه كل من يظن أن له يدًا في محاولة الانقلاب تلك.