مدام سوسو: «الخاطبة» ظاهرة لم تمت ولا أعترف بزواج الفيس بوك

سهير منصور
سهير منصور

 

 

رغم التطور الكبير الذي يحل بالمجتمع في العديد من مجالات الحياة ، إلا أن هناك بعض المظاهر الاجتماعية القديمة التي لت تمت، وما زال البعض يلجأ إليها، ومنها موضوع الزواج عن طريق الخاطبة.  

بوابة أخبار اليوم التقت مع الخاطبة سهير منصور، التي كانت تعمل مديرا بقسم العلاقات العامة في الشركة المصرية للاتصالات، والتي استغلت موهبتها في هذا المجال للقيام بدور الخاطبة، لصالح زملائها وأصدقائها وجيرانها منذ ٢٠ عاما. 

وكان هذا الحوار التي تكشف فيه أبرز ما طرأ على هذه المهمة من تغيرات , وأغرب ما تعرضت له من مواقف غريبة وطريفة .

 

فأشارت إلى أن مهارتها في هذا الأمر تطور، حتى استطاعت فتح مكتب الخاطبة الخاص بها، حيث كانت تستقبل زبائنها، وتقدم خدماتها لهم، واحتياجاتهم التي تستطيع أن توفرها لهم، ومع تطور العصر الحديث استعاضت عن المكتب بالتعامل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتس آب، خاصة ان أغلب زبائنها من صغار السن ومن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فكان عليها أن تتطور مع عقلية الشباب، مع الحفاظ على الأمانة والمصداقية.

 

وأكدت على أهمية موضوع الخاطبة، وأنه لن ينتهي، بل على العكس رجع مرة أخري خاصة في عام ٢٠١٧،وتقول: "كان الزواج في الماضي عن طريق سيدة غير متعلمة «دلاله»، تقوم بدخول البيوت وكانت دائرة معارفها صغيرة، لكن الآن الخاطبة متعلمة وراقية، تستطيع أن توصل المعلومة مثبته بالأرقام، وعدد طلبات الزواج لدي يزيد عن ١٥٥٠ عريس وعروسة"، وأضافت أنها لا تعترف بالصور إلا اذا رأت أصحابها وجها لوجه، لأن هناك من يرسل صورا بها تغيير بالفوتوشوب، كما أنها تقوم بالاطلاع على البيانات ومناقشة طالب الزواج

 

وأوضحت أنها لا تعترف بزواج الفيس بوك أو مواقع الانترنت والفيس بوك، لأنه مجرد اعلان، لا يوصل المعلومة بصورة صحيحة، على سبيل المثال «هناك فتاة قالت لها عمري ٢٠ سنة، وأرسلت صورها وبياناتها، لكن مدام سوسو لا تعترف بالصور فقط، فطلبت رؤيتها ووجدت أن عمرها ٤٠ سنة، وأن صورها التي ارسلتها بها فوتوشوب، لكن مدام سوسو تتعامل مع الناس وجها لوجه»

وأضافت أن الزواج عن طريق الفيس بوك به مشاكل كثيرة، مثل «القصة المعروفة عن الفتاة التي تعرفت على شاب خارج البلد، وفي النهاية قام ببيع أعضائها»

 

وأشارت إلى أن انتقاد زواج الصالونات حرية شخصية، فهناك أفراد ليس لهم علاقات رغم التطور التكنولوجي، وتنحصر علاقاتهم بترابطهم الأسري مع الأب والأم والأقارب، وليس لهم أي أصدقاء. 

 

وعرضت أمثلة لبعض مواقف شاهدتها قائلة: «قصة فتاة تعرفت عليها في المترو، وعلمت أن الفتاة أقبل عليها ١٢ عريسا ولَم يكن هناك نصيب، إلى أن قدمت لها العريس رقم ١٣، وبالفعل تم تزويجها زواجها بقدرة الله» وقالت إن هناك حديث شريف يؤكد «ان لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس».

 

وأشارت إلي أن هناك بعض المواقف المضحكة والمحرجة التي تعرضت لها  مثال، عرضت عروسة على أحد الأشخاص، ولكنه رفضها، فتزوجها ابن عمه» وموقف آخر من فتاة بمركز مرموق، طلبت منها عريس، ورغم أنها أتت لها بثلاث عرسان، إلا إنها رفضتهم جميعا، وفِي النهاية قالت لها لا أريد الزواج بهذه الطريقة، ووضعتني في موقف محرج من العرسان، فتساءلت لماذا طلبت منذ البداية الزواج بهذه الطريقة.

 

وتؤكد أن أهم الأسئلة التي تتوجه بها الفتيات إليها عن العريس.. هل هو غني، ولا يتم يتم السؤال عن دينه ولا أخلاقه، فأصبحت المادة تغطي على تفكير الفتيات بشكل كبير، وهو ما دعى شاب عمره ٣٠ سنة، لطلب الزواج من امرأة عمرها ٥٠ سنة، وقال إنه يرفض الزواج من فتاة صغيرة السن، لطلباتها الكثيرة من شبكة ومؤخر وشقة، وكارثة أخرى حيث طلبت امرأة عروسة لزوجها.

 

وتنصح خاطبة 2018 بتقليل طلبات العروسة، بحيث تكون معقولة بعد الغلاء الذي نمر به، فهناك بعض الشباب يقبلون على الزواج من سوريات، لأن المصرية طلباتها كثيرة وتحب النكد. وخاصة أن نسبة الزواج انخفضت، وأشارت إلى أنها كانت تقوم بتزويج ٣ عرسان في الشهر، أما الآن فأصبح العدد مرة واحة .

وأكدت أن موضوع الخاطبة مهم الآن وبه مصداقية وسرية، حيث أن الناس أصبحوا يخافون من بعضهم، والانترنت لا يوجد به مصداقية، فتجد «ولد يتكلم إنه بنت والعكس» بالإضافة أن بياناتهم مختلفة وبها تزوير.