في ذكرى وفاته.. تعرف على النقشبندي «كروان الابتهالات»

النقشبندي
النقشبندي

«كروان» أذهل العالم بصوته العذب أثناء إلقائه الأناشيد الدينية، وهز مشاعر ووجدان المسلمين خلال شهر رمضان المعظم، حيث صافح آذان الملايين وقلوبهم خلال الإفطار بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع وراءه، إنه الشيخ سيد النقشبندي.

ظل «النقشبندي» أحد أبرز من قدموا الابتهال ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية وكذلك قراءة القرآن، كما كان ذا قدرة فائقة على إلقاء الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، وأطلق عليه اسم «الصوت الخاشع».

 

«إنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات، وكان يقول الجواب وجواب الجواب وجواب جواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين الميترو سوبرانو والسبرانو» هكذا وصف الدكتور مصطفى محمود الشيخ النقشبندي.

 

ولد الشيخ سيد محمد النقشبندي في حارة الشقيقة بقرية «دميرة» إحدى قرى محافظة الدقهلية، عام 1920م، لم يمكث في «دميرة» طويلاً، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره.


حفظ «النقشبندي» القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل، قبل أن يستكمل عامه الثامن، وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي، كان قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. 


كان يتردد على مولد أبو الحجاج الأقصري، وعبد الرحيم القناوي، وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، ودخل الشيخ الإذاعة العام 1967م، ليترك بعد ذلك كنز من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى محبيه.


توفي الشيخ النقشبندي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979، بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، بعد وفاته.


كما كرمه الرئيس السابق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، بعد وفاته أيضًا، وكرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.