حبات عقد الاتحاد الأوروبي أمام قابلية الانفراط .. «التشيك» رئيسٌ بنكهةٍ روسيةٍ

فلاديمير بوتين وميلوس زيمان
فلاديمير بوتين وميلوس زيمان

فاز الرئيس التشيكي ميلوس زيمان بولايةٍ رئاسيةٍ ثانيةٍ في براج، بعدما تمكن من الانتصار خلال جولة الإعادة على حساب منافسه يري دراهوش، حيث حصد 51.4% من إجمالي الأصوات مقابل 48.6% لمنافسه.

ضربةٌ جديدةٌ تلقاها الاتحاد الأوروبي بانتصار زيمان في تلك الانتخابات، بعدما كان يدعم منافسه دراهوش، الموالي للغرب، خلاف الرئيس المنتهية ولايته ،والمُعاد انتخابه، المقرب من دوائر الروس.

الرئيس التشيكي يمتلك علاقات جيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب علاقاته بالصين، كما إنه طالب الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة بإلغاء عقوبات بروكسيل المفروضة على موسكو جراء ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية خلال استفتاء شعبيٍ جرى منتصف مارس عام 2014، لم تعترف بروكسيل ولا واشنطن بشرعيته.

تطلعات تشيكية على غرار بريطانيا

ولا تكمن معضلة زيمان في موالاته لروسيا بعض الشيء فحسب، فالرئيس التشيكي على الرغم من إذعانه برغبته في استمرار بلاده ضمن دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنه قال إنه يرغب في إجراء استفتاءٍ شعبيٍ حول بقاء التشيك تحت راية التكتل الأوروبي أو الانسحاب منه على غرار ما حدث في بريطانيا في يونيو عام 2016.

تطلعات الرئيس التشيكي تأتي في توقيتٍ عصيبٍ بالنسبة لبروكسيل في ظل مفاوضاتٍ مستعصيةٍ حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل مارس عام 2019 بموجب اتفاق "بريكست".

وقد دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأسبوع المنصرم بريطانيا إلى التراجع عن فكرة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في وقتٍ تستبعد فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إجراء استفتاءٍ آخر حول خروج بريطانيا من التكتل الأكبر في القارة العجوز.

وتشغل التشيك عضوية الاتحاد الأوروبي منذ الفاتح من مايو عام 2004، رفقة جارتها سلوفاكيا التي ولجت تكتل بروكسيل في نفس التوقيت، بعدما كانت الدولتان يمثلان دولةً واحدة تُسمى "تشيكو سلوفاكيا".

رئيسٌ يُقرّب ورئيسٌ يُبعّد

الضربة القاصمة التي تلقاها الاتحاد الأوروبي بتصويت البريطانيين لصالح الانفصال عنه، إضافةً إلى تنامي التيار اليميني الذي اجتاح أوروبا في الأونة الأخيرة، وهو يطالب بفكرة القومية بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي، أعقبتها انفراجة للتكتل الأوروبي بنجاح إيمانويل ماكرون في الفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث أنه من أشد الداعمين لبقاء الاتحاد الأوروبي.

غير أن انتخابات الرئاسة في التشيك أفرزت نجاح الرئيس الحالي ميلوس زيمان البعيد كل البعد عن النهج المؤيد للاتحاد الأوروبي، فهو يعتبر من أبرز الشخصيات المتبقية من العهد الشيوعي الذي كان يسيطر على البلاد في فترة التسعينات.

ويتخذ زيمان موقفًا صارمًا حيال أزمة الهجرة والمهاجرين، التي تُعتبر من أكبر الأزمات التي تواجه الحكومات المؤيدة للاتحاد الأوروبي، ويرفض مسألة فتح الحدود أمام المهاجرين الأجانب القادمين من أفريقيا عبر البحر المتوسط.

الجدير بالذكر، أن النمسا شهدت صعودًا مماثلًا للمعادين لمسألة الهجرة خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في منتصف أكتوبر الماضي، بانتصار حزب الشعب بزعامة سيباستيان كورز، الذي أصبح أصغر رئيسٍ للحكومة في البلاد، وهو في عمر الحادية والثلاثين.