الآثار تبدأ ترميم مجمع "السلطان قايتباي"

مجمع السلطان قايتباي 
مجمع السلطان قايتباي 

تبدأ وزارة الآثار خلال الأيام المقبلة، مشروع تطوير مجمع السلطان قايتباي بمنطقة "قرافة المماليك"، والمقرر الانتهاء منه في غضون عامين، وذلك بالتعاون مع مكتب "أركينوس" للعمارة وبتمويل من الإتحاد الأوروبي.


وأكد مدير عام مشروع القاهرة التاريخية محمد عبد العزيز، أن أهمية هذا المشروع تكمن في كون هذا المجمع يضم مجموعة من المباني الأثرية الهامة والتي تعد مثال حي لعمارة الدولة المملوكية في مصر خلال القرن الخامس عشر في أحد أهم المناطق التراثية بمنطقة القاهرة التاريخية وهي جبانة المماليك.


وأوضح عبد العزيز أن المشروع يتضمن ترميم وإعادة استخدام عدد من المباني الأثرية وهي "قبة الكلشني"، "سبيل وساقية السلطان قايتباي"، "بقايا قصر السلطان قايتباي"، "تربة الأمير منكلي بغا"، والجاري تسجيله ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية طبقا لموافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية.


 ويتم جعل هذه المباني ذات فائدة للمجتمع المحلي القاطن بجوارها بما يسمح لهم فهم طبيعة وأهمية المكان الذي يسكنوه ليعملوا على الحفاظ عليه باستمرار، ويحقق مبدأ التنمية المستدامة الذي انتهجته الوزارة مؤخرا في العديد من المشروعات الخاصة بها. 


أما عن أعمال الترميم، أكد عبد العزيز أنه فيما يخص "قبة الكلنشي" سيتم  تنظيف الحوائط الحجرية بها، وترميم الأعمال الخشبية والمعدنية، وتعديل مستوى السطح وشبكة تصريف مياه الأمطار، وعمل إجراءات وقائية للتعامل مع مشكلة منسوب المياه الجوفية المرتفعة، وعمل معالجة للرسومات والنقوش وترميم وصيانة شاهد الضريح الرخامي بغرفة الدفن.

أما بقايا قصر السلطان قايتباي والمعروف باسم "القصر المنسي" فإن الجزء المتبقي منه هو مقعد السلطان قايتباي والذي يتكــون مــن صالــة اســتقبال كبـيـره مرتفعــة فــوق صــف مــن غــرف للتخزيــن وهــو الجــزء الوحيــد مــن القصــر الــذي ما يــزال في  حالــة جيــدة. 

وأشار إلى أن المقعد قــد تــم ترميمــه حديثــا وهــو يســتخدم حاليا كمعــرض ومركــز للفنــون والثقافــة، بالإضافة إلى قطعــة أرض كبــيرة تمثل امتدادا له مســاحتها 1000 متر مربــع، يعتقــد أنهــا تحتــوي علــى بقايــا متهالكة مــن القــصر.

وأضاف عبد العزيز أنه طبقا لمشروع الترميم سيتم التوثيق الفوتوغرافي الكامل لحالة المبنى، وإزالـة طبقـات التربـة المتراكمة في الموقـع للكشـف عـن الآثار المدفونة به، بالإضافة إلى اختيار المناطق التي يتم إزالة الحطام بها، وتنظيف المناطق المختارة مع التوثيق والتسجيل المستمر، وتحديد وتجميع وتوثيق العناصر المعمارية من أجل إعادة الاستخدام قدر الإمكان.


كما سيتم تأهيل المبنى تمهيدا لإعادة استخدامه مرة أخرى بحيث يتم عمل الإصلاحات الإنشائية الضرورية مــع مراعــاة عــدم اســتبدال أيــة أحجــار، وتنظيف الحوائط الحجرية، وإعادة تجميع الأجزاء المنهارة لحالتها الأصلية في حدود ما هو أمن و طبقا للأساليب العلمية، وترميم الأعمال الخشبية والمعدنية، وعمل معالجة للرسومات والنقوش، بالإضافة إلى عمل إجراءات وقائية ضد التآكل كتغطية تيجان الحوائط بطبقة مقاومة للرطوبة.


أضاف عبد العزيز أنه سيتم عمل الإصلاحات الإنشائية للأساسات والحوائط الإنشائية المتضررة الخاصة بسبيل قايتباي، وترميم الأعمال الخشبية مع الاحتفاظ بالأخشاب الأصلية قدر المستطاع  وتعديل شبكة تصريف مياه الأمطار مع  اتخاذ تدابير الحماية من الرطوبة وإصلاح ومعالجة بقايا الرخام والزخارف في غرفة السبيل.


أما ساقية السلطان قايتباي  فهي عبـارة عـن قطعـة أرض غيـر منتظمـة الشـكل تطـل عـلي الميدان الـذي يقـع بـه المدخـل الرئيـسي لمسـجد ومدرسـة السـلطان قايتبـاي، وبها حوض يقع خلف الساقية كان يستخدم لشرب الدواب ويحتوي علـي بقايـا الوحـدات الخدميـة لمجموعـة السـلطان بالإضافة إلى خـزان ميـاه يضـم جلسـات حجريـة عريضـة بارتفـاع ثلاثة أمتـار مـع احتوائـه عـلى بقايـا آثـار أقبيـة متهدمـة.


وأضاف عبد العزيز أنه خلال مشروع الترميم سيتم  إزالة القمامة والركام من الموقع  وعمل الإصلاحات الهيكلية الضرورية للحوائط المعمارية المتأثرة، وتنظيف الحوائط الحجرية، وطلاء  تيجان الحوائط بمادة مقاومة للرطوبة وتصميم المساحات العامة لتوفير مدخل سهل وآمن للمباني، وتصميم المساحات الخارجية بمقاعد ومظلات وإضاءة مناسبة.