«الافتاء» تكشف حكم احتفال المسلمين بأعياد الميلاد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحتفل المسيحيون في مصر وكل بلدان العالم بعدد من الأعياد المتتالية، منذ 25 ديسمبر وحتى 7 يناير، الأمر الذي يتساءل معه الكثير من المسلمين حول إمكانية مشاركة إخوانهم في الوطن الاحتفال والتهنئة تلك الأعياد.

بدورها قامت دار الإفتاء بالفصل في الأمر، ردا على سؤال نصه: «هل يجوز احتفال المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية؟»، بإصدار فتوى فيها أن: «الأيام التي ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين».

بالنسبة للاحتفال

وجاء في الفتوى التي حملت الرقم المسلسل «2671»، أن المسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، ويحتفلون شكرا لله على نعمة إرسالهم هداية للبشرية، والاحتفال والاحتفاء بهم «مشروع»، ومن أنواع القرب.

وأشارت «الإفتاء» في الفتوى، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، احتفل بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام، مستشهدة بما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوما - يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه، فلم يعد هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام.

وفيما يخص الاحتفال، أشارت الفتوى أن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو «أمر مشروع لا حرمة فيه» لأنه تعبير عن الفرح به، كما أن فيه تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم.

بالنسبة للتهنئة

وأضافت الفتوى أن تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به، سواء في هذه المناسبة أو في غيرها، لا مانع منه شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم، أو قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية.

وأوضحت الفتوى، أن هذا ليس فيه إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البر والإقساط الذي يحبه الله، وذلك بالاستشهاد بقوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» [الممتحنة: 8]، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبرهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحب شرعًا.