ميت حلفا.. "أرض النعناع" تتحول لمخازن "خردة"

ميت حلفا
ميت حلفا

قرية ميت حلفا التابعة لمركز قليوب الواقعة على الطريق الزراعي السريع وتبعد 20 كم عن القاهرة ويقطنها حوالي 85 ألف نسمة، وكانت تشتهر بزراعة النعناع وشركات الأدوية تعتمد بشكل كبيرعلي إنتاج هذه القرية من النعناع الذي يدخل في مكونات بعض الأدوية.

ومنذ سنوات قريبة تحولت مئات الأفدنة الخضراء إلى مخازن للخردة بعد أن قام أصحاب هذه الأراضي ببعها لتجار الخردة واشتروا يثمن الأراضي مركبات "التوك توك" لأبنائهم للعمل عليها، وتحولت قضبان السكة الحديد إلي موقف لهذه "التكاتك" بما يمثل خطورة أخرى علي حياة المواطنين، وتعاني القرية من مشاكل عديدة في قطاعات الصحة ومياه الشرب والتعليم وغيرها.

رصدت "بوابة أخبار اليوم" هذه المشاكل علي ألسنة الأهالي، وفي البداية قال خالد الحنك 45 سنة "أعمال حرة": "إن مياة الشرب ملوثة وانتشرت الأمراض بين الأطفال ومواطني القرية وكنا قد استبشرنا خيرا بعد إقامة محطة مياه جديدة ولكن للأسف إتضح أن بها ميلا فتم إيقافها وتحويل المياه للمحطة القديمة التي تعاني من المواسير القديمة وتختلط المياة بالمياه الجوفية ولا يوجد صيانة للمواسير القديمة وتختلط المياه بالمياه الجوفية، ولذلك أصبحت المياة ملوثة ونضطر لشراء مياه نظيفة و"الجركن" يباع بجنيه واحد ونستهلك حوالي 7 في اليوم الواحد أي بتكلفة 300 شهريا !!".

وقال جمال الليثي "موظف ورئيس مجلس إدارة جمعية أهلية": "إن قرية ميت حلفا هي القرية الأم وبها الوحدة المحلية القروية التي يتبعها 6 قري و 5 عزب وإجمالي عدد السكان يصل بالوحدة المحلية إلى حوالي 300 ألف نسمة ولذلك كان من الأهمية استكمال مستشفى التكامل الجديد الذي توقف العمل به منذ 7 سنوات تقريبا وأصبح مرتعا ومأوي للكلاب الضالة ومقلبا للقمامة، وتعاقب 6 محافظين ولم يكلف أي واحد منهم الإهتمام بهذه المشكلة خاصة أنه لا يوجد سوى مكتب صحة الأسرة الذي لا يقدم أي خدمة صحية ويضطر الأهالي الذهاب إلى مستشفى قليوب العام، كما أن سيارة الإسعاف الوحيدة أكلها الصدأ ومعطلة منذ سنوات طويلة لأنها موجودة قبل ثورة يوليو 1952 وتنقل المرضي "بالتوك توك"، الغريب أنه لا يوجد أي إهتمام من المسئولين لإستكمال المستشفي الجديد وعندما تسأل يقولون لنا "عدم وجود اعتمادات مالية .. أليس هذا يعتبر إهدارا للمال العام"؟!

وقال عزمي رشدي "مدير موارد بشرية": "إن المستشفى الجديد تحتاج إلى تشطيب 30 % فقط، وحرام أن يترك مأوى للحيوانات الضالة في حين إستكماله سوف يخدم أبناء 6 قرى و 5 عزب وموقعه متميز بجوار الطريق الدائري، في الوقت الذي نعاني منه الأمرين من خلال مكتب الصحة القديم الذي لا يتوفر به أي خدمات وتقف في مدخله سيارة إسعاف أكلها الصدأ تشهد علي سوء الإدارة".

وتوجد مشكلة أخرى في غاية الأهمية خاصة في كثافة الفصول حيث يصل عدد التلاميذ غلي 90 تلميذا وتلميذة وهذه المشكلة في كل القرى والعزب التابعة للوحدة المحلية بميت حلفا، مع العلم بأن نسبة التعليم بالقرية مرتفعة، وأضاف خبير الموارد البشرية أن أراضي ميت حلفا من أجود الأراضي الزراعية ولكن للأسف إلتهمتها الخردة بطول 4 كم تقريبا وأضاعت على أبناء القرية مصدرا هاما للرزق من زراعة النعناع".

وقالت سلوي بيومي "رائدة ريفية": "إن مكتب صحة الأسرة سيئ للغاية  ويوجد به نقص كبير في الأدوية وفي عدد الأطباء الغير كاف بالمرة وسيارة الإسعاف الوحيدة تم تكهينها ،منذ عام 2000 ولا تزال موجودة ولا يوجد بديل".

بينما قال سعيد عبد السلام "مزارع ": " إن الكارثة الكبر هي في التهام الأراضي الزراعية للقرية حيث تم إقامة المباني عليها وجزء كبير منها، وإنتهت زراعتة النعناع من القرية التي كانت مشهورة بزراعته وتوريده لشركات الأدوية وتحول المزارعون إلى لأصحاب تكاتك !! وهجر المزارعون أراضيهم أيضا بسبب إرتفاع أسعار الأسمدة والأعلاف والعمالة وغيرها من مستلزمات الزراعية كماكينات الري وإرتفاع اسعار الوقود، كل هذه الأسباب جعلت المزارع  يضطر إلى الإستغناء عن أرضه وبيعها".

وفي النهاية قال فرج الديب "35 سنة سائق": "لا توجد وسيلة مواصلات مريحة بالقرية وتستخدم التوك توك الذي اتخذ من قضبان السكة الحديد موقفا له مما يمثل خطورة علي حياتنا، بالاضافة إلى أن مركبات "التوك توك" لا رقابة عليها وأسعار المواصلات أصبحت نار، وأضاف الديب أن الشئ الإيجابي الوحيد والذي أسعد أبناء القرية هو إقامة مشروع الصرف الصحي.

إنتهت جولتنا في قرية ميت حلفا ونضع كل هذه المشاكل أمام اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية علها تجد حلولا لديه لتخفيف المعاناه عن ما يقرب من 300 ألف نسمة.