فيديو| إبراهيم غندور.. وزير سوداني والتهمة «مصري»

وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور
وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور

«غير مُصادم.. ويجيد فن الممكن في التعامل.. ماهر في إدارة الحوار.. ممسك دائما بشعرة معاوية حيث أنه لو بينه وبين الناس شعرة ما انقطعت، فإذا مدوها أرخاها، وإذا أرخوها مدها».. ربما هكذا وصف البعض وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور؛ إلا أن التصريحات اللاذعة التي يوجه سهامها نحو مصر تارة بعد تارة، تأتي على عكس الأوصاف التي ألصقها البعض به..

 

أصوله المصرية

ربما السبب الرئيسي في النهج الذي يسير عليه الوزير السوداني، نابع من محاولاته الدءوبة من وقت لآخر، للخروج من مصيدة أن جذوره مصرية؛ فيريد أن يثبت للسودانيين والقيادة السياسية السودانية، أنه سوداني قلبا وقالبا؛ ما قد يخرجه عن قول كلمة حق تجاه الملفات المشتعلة دائما مع مصر؛ بل ويتعدى ذلك لإطلاق الانتقادات الحادة تجاه مصر؛ سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي؛ رغم أنه سبق وأن صرح في 5 يونيو من عام 2017: «إذا كان لي جذور مصرية فهذا شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها».

غندور الذي حمل حقيبة وزارة الخارجية السودانية في عام 2015؛ وينتمي إلى الحركة الإسلامية والتي التحق بها منذ دراسته بجامعة الخرطوم، ينحدر من عائلة تمتد بين وسط السودان وحتى دراو وأسوان بمصر، والتي تنتمي إلى قبيلة العبابدة والجعافرة، إحدى المكونات السكانية لمنطقة حلايب التي يتصدر ملفها الخلاف بين الدولتين.

ويلقى السجال الحاصل بين مصر والسودان بشأن مثلث حلايب المتنازع عليه؛ بآثار سلبية على العلاقات بين البلدين، ليضاف إلى التوترات القائمة بسبب خلافات حول سد النهضة الإثيوبي ومياه النيل؛ الذي تتخذ فيه السودان موقف الجانب الإثيوبي بحقها في بناء السد؛ دون الاستماع إلى التخوفات المصرية من الآثار المترتبة على بناءه.

«بوابة أخبار اليوم».. تحاول في السطور القادمة؛ إلقاء الضوء على أبرز التصريحات التي خرج علينا بها الوزير السوداني؛ وحملت انتقادات لمصر سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي؛ في محاولة للهرب بها من دائرة أصوله المصرية ..

 

ليموتوا بغيظهم

إبراهيم غندور، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الخرطوم، يوم الثلاثاء 26 ديسمبر الماضي، إنه يتعجب من الانتقادات التي وجهها إعلاميون مصريون للخرطوم على خلفية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان، مؤكدا: «ليمت بغيظه من يمت وليفرح بسعدنا وفرحنا من يفرح»؛ حسب قوله.

 

حبايب حتى حلايب

وفي 20 نوفمبر من عام 2017؛ هاجم وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور مصر بقوة، متهمًا إياها بأنها كانت تحصل على حصة بلاده من مياه النيل.

ووصف وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، موقف مصر من سد النهضة بأنه يتعارض مع مصالح السودان، مشددا على أن مصر كانت على مدى السنوات السابقة تأخذ حصة السودان من مياه النيل؛ وفق ما زعم.

وقال إبراهيم غندور، في مقابلة حصرية مع قناة روسيا اليوم، ضمن برنامج «قصارى القول»، إن حصة السودان منصوص عليها في اتفاقية عام 1959، مؤكدا أن الوقت قد حان بأن تدفع مصر ما عليها من استحقاق وتحصل السودان على حصتها كاملة دون نقص مع مصر.

وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن السودان لن تتنازل عن منطقة حلايب، مضيفا: «نقترح على الأشقاء في مصر إما إعادتها بقرار سيادي إلى السودان على غرار إعادة تيران وصنافير إلى السعودية، أو بالتحكيم الدولي كما استعادت مصر طابا»، متابعا: «نحن والمصريون حبابيب إلى أن نصل إلى حلايب».

 

شوكة في ظهر مصر

والموقف السوداني منذ بداية أزمة سد النهضة مثل شوكة في ظهر الموقف المصري، وأسهم كثيرًا في إضعاف موقف مصر في الأزمة، لاسيما أن الجانب السوداني يعتبر أن مصالحه تتسق مع المصالح الإثيوبية، وربما تبنت الخرطوم هذا الموقف بقوة بعد الإطاحة بنظام جماعة الإخوان الإرهابية في 3 يوليو 2013.

وتصريحات وزير الخارجية السوداني تأتي في وقت وصلت فيه أزمة سد النهضة إلى طريق مسدود، بعد فشل المفاوضات السياسية والفنية، ما دفع الرئيس السيسي لإطلاق تحذير بأن المساس بحصة مصر من المياه يعتبر «حياة أو موت».

 

تأييد سد النهضة

وفي 24 ديسمبر من عام 2017، أكد غندور، أن بلاده حسمت أمرها بتأييد بناء سد النهضة الإثيوبي، مبينا أن السودان لا يقف هذا الموقف طمعاً في تحقيق مكاسب في ملفات أخرى كملف الخلاف على منطقة حلايب.

وقال الوزير السوداني، خلال مقابلة على قناة bbc ببرنامج بلا قيود، إن بناء السد سيعود بالفائدة على إثيوبيا والسودان وربما مصر، التي إن لم تستفد من سد النهضة، فإنها لن تتضرر، على حد زعمه.

 

مثلث حلايب

واستمرارا لافتعال المشكلات؛ قامت الحكومة السودانية بإخطار الأمم المتحدة؛ رسميا، اعتراضها على اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية التي وقعت بين البلدين عام 2016، مؤكدة أنها تتضمن مثلث حلايب المتنازع عليه بين السودان ومصر؛ وفق ما زعم الخطاب.

وقالت وزارة الخارجية السودانية بقيادة غندور، في خطاب مؤرخ في الخامس من ديسمبر من عام 2017، إن حكومة السودان تعلن اعتراضها ورفضها لما يعرف باتفاقية تعيين الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والموقعة في الثامن من أبريل 2016، مشددة على أن الخرطوم تعترض على الاتفاقية وتؤكد كامل رفضها عما ورد فيها من تعيين للحدود البحرية المصرية بما يشمل إحداثيات لنقاط بحرية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحدود البحرية مثلث حلايب السوداني.

 

غندور يناقض نفسه

الأمر الذي يدعو للدهشة، ويناقض تماما موقف غندور في الخطاب الرسمي، أن ظهر في 14 أبريل من عام 2016 مهنئًا نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاء بالعاصمة التركية إسطنبول بالاتفاقيات التي وقعت مع مصر والتي تم بموجبها استعادة جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وعبر عن تمنياته للبلدين بالتطور والنماء.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل إبراهيم غندور سيستمر في سياسة التصريحات التي تطول وتنتقد مصر بغير حق؟.. وهل مثل هذا الدأب من دبلوماسي دولة شقيقة؛ من شأنه أن يخفف من حدة التوترات الحاصلة بين البلدين أم يزيدها؟.. وهل غندور يعيي جيدًا الآثار المترتبة على هذا المسلك؟.. أسئلة الوحيد القادر على إجابتها هو غندور نفسه..