«الحريري» مختطف في لبنان وحر في السعودية

سعد الحريري
سعد الحريري
14 يومًا مرت ثقيلة على لبنان والعالم العربي بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، فالجدل حولها لم يتوقف؛ سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو نشرات الأخبار.. تصريحات متناقضة ومواقف معاكسة بين فريقين، الأول يصر أن الحريري مختطف وأحياناً محتجز بالرياض، والآخر لم يتوقف عن نشر براهين أنه يتمتع بكامل حريته.

 فبعد أن أعلن سعد الحريري، الذي حصل على الجنسية السعودية 1978، استقالته في فيديو مُسجل من العاصمة الرياض في 4 نوفمبر الجاري، بدأت حروب التصريحات المتواترة من الجبهتين، الاتهام الأول: المملكة أجبرت الحريري على الاستقالة، أما الاتهام الثاني فهو أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل وزعيم تيار المستقبل محتجز في الرياض، ونفت الرياض الاتهامين في أكثر من مناسبة.

نرصد خلال التقرير التالي التصريحات والاتهامات المتبادلة التي صدرت عقب إعلان الحريري -الذي ذكرت تقارير صحفية أنه يحمل الجنسية الفرنسية بجانب اللبنانية والسعودية- استقالته في 4 نوفمبر الجاري.

بداية الأزمة| استقالة ومحاولة اغتيال

جاءت استقالة سعد الحريري وكلمته التي ألقاها في خطاب مسجل لتحمل بين سطورها أكثر مما تعلن، في ظهيرة الرابع من نوفمبر أورد زعيم تيار المستقبل العديد من الأسباب بعضها تلميحاً والآخر تصريحاً، فإيران والتي أشار إليها بوصف «أيادي تعبث بأمن المنطقة» لديها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، وأكد رفضه استخدام سلاح «حزب الله» ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرًا إلى أن «تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربى».

أما تصريحاً؛ فجاء في خوفه من التعرض إلى الاغتيال، مثل والده رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير 2005، قائلا:«لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة»، واستشهد الحريري بمحاولة فاشلة لاغتياله، الأمر الذي نفاه الأمن اللبناني جملة وتفصيلاً.

 ميشال عون: احتجاز الحريري في السعودية عمل عدائي

قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، في أكثر من تصريح له عقب استقالة رئيس وزرائه إن الحريري محتجز في السعودية، الأمر الذي أكده بعدها بأيام في تغريدة على موقع تويتر.

أضاف عون «إننا نعتبر ذلك عملاً عدائياً ضد لبنان مضيفا أن الحكومة غير مستقيلة وعودة الحريري لها علاقة بالسيادة الوطني».

وفي تصريحات أخرى أكد عون «أن لا شيء يبرر عدم عودة الحريري بعد مضي 12 يوماً، وعليه نعتبره محتجزاً».

سعد الحريري: الملك سلمان يعاملني مثل ابنه

وفي محاولة منه لإطفاء النار التي اندلعت في الأوساط السياسية ليس في لبنان وحدها، لكن أيضاً في دول عربية أخرى، أجرى الحريري لقاء تليفزيونياً على الهواء مباشرة، مع قناة تليفزيونية تتبع تياره السياسي، قال إن الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعامله مثل ابنه، وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يكن له كل التقدير والاحترام، وأضاف أن هناك أمور كثيرة لا يعلمها الكثير.

وأضاف الحريري أن له مهمة أساسية هي الحفاظ على لبنان، وتابع الحريري «لا يهمني حياتي، وسعد الحريرى يضحى بحياته، وإذا مت لا يهمنى، ويهمنى البلد، رفيق الحريرى مات وكان همه البلد، وسعد الحريرى لو حدث له شيء لا يهم، والمهم إن البلد يظل بخير».

الجبير: الحريري يعيش في المملكة بكامل إرادته

وبعد أن طال صبر المملكة على الاتهامات الموجهة إليها باحتجاز الحريري والتدخل المباشر في الشأن اللبناني، رفضت السعودية على لسان وزير خارجيتها، عادل الجبير، كافة التصريحات باحتجاز الحريري.
وأصدر الجبير أكثر من تصريح رسمي على ادعاءات احتجاز الحريري في المملكة، وأكد خلالها أن الحريري يعيش في المملكة بكامل إرادته.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرة الفرنسي أن الحريري يتحرك داخل المملكة وخارجها بكامل حريته، وأشار أن الحريري استقبل خلال فترة إقامته في السعودية البطريك اللبناني، وزار الإمارات ثم عاد مرة أخرى.

وعن الاتهامات المتداولة حول احتجاز المملكة للحريري، استنكر الجبير قائلاً: «هذا الأمر غير صحيح وخاصة مع شخصية مثل سعد الحريري، واستكمل لا أعلم ما هو أساس التهمة ولكنها مرفوضة ولا حقيقة لها». 

الحريري في فرنسا السبت وبداية لتهدئة الأوضاع 

اعتبرت الأوساط اللبنانية وخاصة الرئيس اللبناني ميشال عون، موافقة الحريري على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الموجه لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأسرته لزيارة فرنسا، بداية حل الأزمة وتهدئة الأوضاع.

وكان الحريري قد أعلن قبول دعوة الرئيس الفرنسي بزيارة بلاده، وأكد أنه يعود للبنان عقب انتهاء زيارته لفرنسا، وهو ما جعل الرئيس اللبناني ميشال عون يبادر عن رغبته في حل الأزمة، وتهدئة الأوضاع في لبنان.

وأكد عون أنه ينتظر عودة الحريري «من باريس إلى لبنان للبت في الوضع الحكومي».

يذكر أن ماكرون أكد خلال دعوة التي وجهها للحريري بزيارة فرنسا، أن هذه الدعوة ليست عرضا للجوء سياسي.

ومن المقرر أن يصل الحريري فرنسا السبت 18 نوفمبر، ولم يعلن حتى الآن عن مدة الزيارة.