كيف استقبلت الأوساط السياسية اللبنانية نبأ استقالة الحريري؟

سعد الحريري
سعد الحريري
في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته ،السبت 4 نوفمبر، وذلك خلال كلمة متلفزة أذيعت له وهو بالسعودية منددا بانتشار النفوذ الإيراني ومؤكدا أن حزب الله أصبح دولة داخل الدولة يمارس سلطاته بصورة تضر لبنان.

واستكمل الحريري هجومه على إيران وذراعها اليمنى حزب الله بعنف، معتبرا أن الأجواء الحالية في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري، مشددا على أن إيران "ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ويدفعها في ذلك حقد دفين على الأمة العربية...وللأسف، وجدت في من أبنائنا من يضع يده في يدها بل ويعلن صراحة ولاءه لها، قاصدا في ذلك حزب الله".

وتأكيدا على تعرضه لمحاولة اغتيال، رغم نفي الأمن العام اللبناني، أشار الحريري "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي، لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة".

وبالرغم من أن استقالة الحريري لم تقبل رسميا حتى الآن من الرئيس ميشال عون، إلا أن إمكانية رفضها أو تراجعه عن موقفه مستبعدة.

وأثارت تلك الاستقالة المفاجأة "صدمة سياسية" لما ستشكله من فراغ واضطراب سياسي قد تعيشه لبنان تحت مسمى "حكومة تسيير الأعمال، وفي هذا الإطار عبر العديد من الساسة في لبنان عن قلقهم وصدمتهم من هذا القرار.

أشار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة إلى أن كتلة المستقبل النيابية أكدت تأييدها لاستقالة سعد الحريري كما أكدت دعمها الكامل له ولمواقفه، وقررت الكتلة جعل اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة المستجدات.

أما رئيس اللقاء الديمقراطي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فقد غرد عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" قائلا: " وعلى هذا نتابع المسيرة مدركين صعوبتها وتعقيداتها لكن نقول للقاصي والداني نحن اصحاب البيت والقضية وعليه نتوكل على الله ونتابع واجب خدمة البلد".

وتابع جنبلاط قائلا "ومهما كانت الصعوبات فإن التضحية من أجل الحد الأدنى من الوفاق والحوار يجب أن تكون الأساس من أجل لبنان، أما حياة المرء فمرهونة بالأقدار". "بصراحة فإن لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة، كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران".

كما استشهد جنبلاط بالآية القرآنية "ويدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة".

من جهته صرح وزير الخارجية جبران باسيل: "لبنان كله حزين اليوم، لأن رئيس حكومته استقال. كل اللبنانيين تفاجأوا بما حصل، ولأن هذه الحكومة كانت تعمل بجد، وحققت الكثير وكانت موعودة بتحقيق الكثير وكانت في ذروة عطائها للبنان".

وأضاف باسيل: "هناك من هو منزعج من وفاقنا، منزعج كيف أن رئيس الجمهورية متفق مع رئيس الحكومة، كيف أن التيار الوطني الحر متفق مع تيار المستقبل، كيف أن التيار الوطني متفاهم مع حزب الله ومع القوات وداخلين بشراكة وطنية مع الجميع، لذلك سعى إلى نسف هذه التفاهمات والتوافقات".

وعن صدمة استقالة الحريري، قال: "لا أحد كان يعلم بذلك، لكن من لديه حس سياسي، يعرف أنه كلما تخسر داعش بالمنطقة، ثمة من يقول يجب أن نحقق توازنا بضرب الارهاب، أقصد إسرائيل التي هي منبع الارهاب في المنطقة، وهي وجدت الآن أنه آن وقت الاقتصاص من لبنان بعد وقوفه بوجه الارهاب".

أما النائب انطوان زهرا فقد أمل في أن تكون استقالة سعد الحريري من الحكومة انتفاضة كرامة منه بوجه كل الضغوط والمعوقات.

وأشار زهرا عبر حديثه مع إحدى الفضائيات إلى أن إن عودة الاصطفافات بين السياسيين وجماعة المحور الايراني السوري بدأت منذ فترة وهي ليست مستجدة، ولكن محاولة الاستسلام بمنطق الالحاق إضافة الى تعقيدات المشهد الداخلي أخرجت الحريري عن صمته.

وأخيرا أكد النائب ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، عبر صفحته بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، "استقالة الرئيس سعد الحريري لا نعرف سببها وهذا قراره، ولكننا لن نرضى برئيس حكومة يتحدى المكون السني ولا يحظى برضى وطني".