جامعات الخليج انتخبت «سلامة» بالإجماع .. والسودانية انسحبت من الإتحاد

بعد اكتساح كبير "آخبار اليوم"تكشف ..أسرار فوز مصر بأمانة اتحاد الجامعات العربية

نعم .. باكتساح كبير فازت مصر ممثلة في د.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق بمنصب الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية بعد انتخابات مورست فيها كل أنواع الألاعيب الواضحة وغير الواضحة من قبل بعض الجامعات العربية خاصة السودانية منها التي رفضت الحضور وأعلنت تعليق عضويتها بالاتحاد لمحاولة إفشال هذه الانتخابات، وألا تتم في موعدها الأسبوع الماضي بجامعة الإمارات العربية بمدينة العين .. وكانت معركة داخل المؤتمر العام الخمسين للاتحاد تكاتف فيها رؤساء الجامعات المصرية بصورة مشرفة، وبذلوا فيها من الجهود التي استمرت لعدة شهور لكي يرتفع في نهايتها اسم مصر عاليا بهذه الصورة ـ وظهر فيها أيضا تقدير معظم الجامعات العربية لدور مصر وتاريخها، ومكانة مرشحها أيضا ليفوز بأمانة الاتحاد بعد حصوله علي 75 صوتا مقابل 41 صوتا للمرشح الفلسطيني د.علي زيدان التي وقفت وراءه الجامعات الفلسطينية وكثير من الجامعات الأردنية.. وكانت "أخبار اليوم"  هي الصحيفة المصرية الوحيدة التي تم دعوتها لحضور هذا المؤتمر بل الوحيدة في العالم العربي أيضا ـ وكان لها دور بارز في دعم المرشح المصري بعد أن اكتشفت أن هناك محاولة لتأجيل المؤتمر ونقله إلي الأردن في شهر ديسمبر المقبل.   
كان انعقاد الدورة الخمسين لمؤتمر إتحاد الجامعات العربية مقرراً لها قبل ذلك أن تتم بجامعة الخرطوم بالسودان في العام الماضي 2016 قبل أن يعلن أحد عن نيته في الترشح سواء لمنصب الأمين العام أو الأمين العام المساعد وقبل وفاة د.رأفت محمود الأمين العام المساعد المصري للاتحاد، إلا أن الشفافية والنزاهة  كانتا تتطلب من البداية عقد هذه الدورة في دولة لايوجد بها مرشح علي منصب الأمين العام أو الأمناء المساعدين خاصة بعد أن أعلنت السودان عن نيتها في ترشيح أحد رؤساء الجامعات السودانية علي منصب الأمين العام للاتحاد وترشح آخر علي منصب الأمين العام المساعد، حيث أن جامعة الخرطوم السودانية كانت قد أعلنت عن رغبتها قبل ذلك في اِستضافة الدورة رقم 50 لاتحاد الجامعات العربية، وكانت هناك دعوة أخري مماثلة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية باستضافة الدورة الخمسين هذه وكان التوجه بين الجامعات المصرية الترشح أيضا علي منصب الأمين العام.
 دولة محايدة 
لكن تطبيق مبدأ الشفافية والنزاهة كان يتطلب عقد هذه الدورة في دولة لايوجد بها مرشح علي منصب الأمين العام أو الأمناء المساعدين، ومع ذلك أصر السودانيون علي الاحتفاظ بدورهم في عقد المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الخمسين بالسودان طبقا لما هو متفق عليه حتي ولو كان هناك مرشحون من قبلهم سواء علي منصب الأمين العام أو الأمناء المساعدين، وهددوا بالإنسحاب من الإتحاد أو تعليق عضويتهم به إذا لم يتم الاستجابة لطلبهم، ولذلك اقتضي الأمر ضرورة الموافقة علي عقد الدورة الـ50 هذه في مكان محايد، وتم قبول دعوة جامعة الإمارات العربية بمدينة العين بأن تستضيف هذه الدورة أيضا في حالة إذا لم تكن هناك دولة أخري ليس بها مرشحون لأمانة الاتحاد أو للأمانة المساعدة، وأشارت جامعة الإمارات إلي أنها مستعدة لذلك  مع أنه سبق لها أن استضافت  الدورة السابقة لها وهي رقم 49 عام 2015 حيث ينطبق عليها شرط الحيادية وعدم وجود مرشحين لها في هذه الدورة سواء علي منصب الأمين أو الأمين المساعد.
السودان تهدد بالانسحاب
 إلا أن الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية د.مصطفي البشير ـ وهو سوداني الجنسية قام بتحريض الجامعات السوادنية بسحب عضويتها أو تعليقها من اتحاد الجامعات العربية ـ وهذا ماتم عمله من خلال المخاطبات للجامعات السودانية للأمين العام للاتحاد د.سلطان أبو عرابي ـ وفشلت محاولات تهدئة الأمور ولم الشمل بالنسبة لهذا الموضوع،، وكان إصرار الجامعات السودانية علي تعليق عضويتهاوالانسحاب من الاتحاد شديدا خاصة وأنه كان قد سبق ذلك عقد دورة طارئة في جامعة الزيتونة في عمان بالأردن للاتفاق علي مكان عقد الدورة الـ50 تحت مبدأ الشفافية وألا يتم عقد المؤتمر في دورته الخمسين في أي دولة بها أي من المرشحين سواء علي منصب الأمين أو الأمين المساعد، بالإضافة إلي تعديل بعض اللوائح الخاصة بالاتحاد والتي تسمح بالمد للأمين العام في حالة استحالة عقد المؤتمر العام للإتحاد في دورته الخمسين في موعده، وفي هذا الاجتماع الذي حدث بجامعة الزيتونة بالأردن لم يحضره أي من الجامعات السودانية، واكتفوا بحضور د.مصطفي البشير الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية ممثلا عن كل الجامعات السودانية التي يصل عددها إلي 80 جامعة حكومية وخاصة ومعاهد عالية، وكان للدكتور البشير موقف معارض يصر فيه علي ضرورة عقد اجتماع المؤتمر العام في السودان بأي شكل من الأشكال حتي ولو كان ضد مبدأ الشفافية، بل أصر علي عدم قانونية هذه الدورة الاستثنائية بجامعة الزيتونة علي الرغم من حضورها من جانبه بعد أن وجد أن الأمور قد خرجت عن السيطرة بالنسبة له ولترتيب جامعاته، لكنه في نفس الوقت لم يوضح أسباب رفض الجامعات السودانية استقبال لجنة سابقة قبل ذلك لدراسة مدي تأمين واستعداد جامعة الخرطوم السودانية لعقد مؤتمر الدورة الـ50 في السودان قبل أن يتم الحديث في موضوع الترشيحات لمنصبي الأمين العام والأمين العام المساعد  مما استدعي وقتها أن يتدخل د.سلطان أبو عرابي الأمين العام للاتحاد ليترأس بنفسه لجنة أخري لمحاولة عمل زيارة سريعة لمحاولة حل هذا اللغز الذي أدي إلي عدم استقبال اللجنة الأولي ـ إلا أن هذه اللجنة  الثانية برئاسة د.سلطان أبو عرابي قوبلت هي أيضا بعدم الترحيب بل وتعدي ذلك  من جانبهم القول بأن أمين عام اتحاد الجامعات العربية نفسه  د.سلطان أبو عرابي  شخص غير مرغوب فيه بالنسبة لهم وغير مُرحَب بحضوره إلي الأراضي السودنية. 
ترشيح د.عزت سلامة
وبعد وفاة د.رأفت محمود الأمين العام المساعد المصري اتفقت الجامعات المصرية علي أن يكون المترشح علي منصب الأمين العام من جانب مصر هو د.عمرو عزت سلامة ـ واستطاعت الجامعات المصرية التغلب علي محاولات يائسة قام بها د.سلطان أبو عرابي الأمين العام للاتحاد لعدم عقد هذه الدورة الخمسين في موعدها بحجة عدم وجود تأشيرات لعدد كاف من رؤساء الجامعات بل وأعلن في خطاب رسمي لكل الجامعات العربية عن تأجيل المؤتمر الأول للاتحاد في دورته الخمسين إلي شهر ديسمبر المقبل ليتم عقده بالعاصمة الأردنية عمان  بسبب موضوع التأشيرات التي تأخرت فيها جامعة الإمارات، وهو مانفاه د.محمد البيلي رئيس جامعة الإمارات بتأكيده استصدار أكثر من 120 تأشيرة بالإضافة إلي الجوازات الخاصة والدبلوماسية وبذلك يكون هناك عدد كاف جدا لانعقاد المؤتمر العام بالنصاب القانوني.
التشكك في نوايا عرابي 
وبدأت كثير من الجامعات المصرية تتشكك في نوايا د.سلطان أبو عرابي الأمين العام للاتحاد ـ واعتقد كثير منهم أنه يدبر شيئاً لصالح المرشح الفلسطيني، وهو مانفاه د.عرابي بشدة لكل من تحدث معه بإيحاءات في هذا الاتجاه، ولذلك  أصر رؤساء الجامعات المصرية علي ضرورة انعقاد المؤتمر في موعده في مدينة العين ـ وكان هذا واضحا من الخطاب الرسمي الذي وجهه د.محمد القناوي رئيس جامعة المنصورة وعضو المكتب  التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية للدكتور محمد البيلي مدير جامعة الإمارات والدكتور سلطان أبو عرابي بعد انتهاء المشاورات التي قام بها مع كل رؤساء الجامعات المصرية علي الصيغة المناسبة لهذه المخاطبات ، واضطر د.سلطان أبو عرابي الأمين العام للاتحاد بعدها لأن يخاطب كل الجامعات العربية مرة أخري وتأكيده علي أن المؤتمر العام للاتحاد سينعقد في موعده 23و 24 أكتوبر الحالي بمدينة العين بعد أن تمكنت جامعة الإمارات من حل مشكلة التأشيرات.
أزمة النصاب القانوني 
وجاء موعد الجلسة الأولي للمؤتمر يوم  الإثنين الماضي 23 أكتوبر والتي تفجر فيها خلاف علي كيفية احتساب عدد الأصوات الحاضرة والتي تضمن النصاب القانوني لانعقاد الجلسة، وظهر رأي قانوني يري عدم احتساب أصوات التفويضات الممنوحة لجامعات لم تتمكن من الحضور وفوضت غيرها رسميا لتحضر نيابة عنها وتصوت أيضا باسمها، لأن من يؤيد ذلك يري أن هذه التفويضات لاتعد ضمن الحضور الفعلي، لكن رأت الأغلبية أن هذا التفويض هو بالفعل حضور حقيقي وُيعَتد به ضمن عدد الأصوات اللازمة للنصاب القانوني ولذلك بلغ عدد الأصوات الحاضرة مع التفويضات 112 صوتا وهو مايفوق النصاب القانوني المطلوب في اليوم الأول وهو 97 صوتا ـ وتقرر بالفعل بدء أعمال المؤتمر بتوزيع الأعضاء الحاضرين علي اللجان الفرعية وعددها أربع لجان وهي: لجنة العضوية ـ اللجنة المالية ـ اللجنة العلمية ـ ولجنة المجالس والمراكز.
الأخذ بالأحوط حتي لايتم الطعن
وفي اليوم التالي رأي د.محمد البيلي مدير جامعة الإمارات ورئيس الدورة الـ50 أن يتم الأخذ بالأحوط من الناحية القانونية بالنسبة لصحة انعقاد الجلسة لأنه في اليوم الثاني يكون النصاب القانوني المطلوب هو 25٪ من عدد الأعضاء المسددين للاشتراكات، وبذلك يكون النصاب قانونيا من جميع الأوجه ويتوافق مع النقاط القانونية التي أثارها البعض بأن عضوية الجامعات السودانية لم يتم البت فيها، وأن التعليق الذي كان بناء علي طلبهم لايعني إلغاء عضويتهم تماما من الاتحاد، وبهذا يكون إجماع الآراء القانونية علي صحة عقد الاجتماع بالنصاب القانوني دون وجود أي مجال للطعن.
فوز المرشح المصري
وبدأت عملية التصويت علي اختيار الأمين العام لاتحاد الجامعات  العربية وكان المرشح علي هذا المعقد كلا من د.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق في مصر، ود.علي زيدان المرشح الفلسطيني، وكانت مباراة ساخنة تكاتفا فيها جميع الجامعات المصرية بشكل مشرف لتكون النتيجة النهائية فوز د.عمرو عزت سلامة بإكتساح بـ 75 صوتا مقابل 41 صوتاً للمرشح الفلسطيني د.علي زيدان:  كما فاز بمنصب الأمين العام المساعد للإتحاد كل من: د.عبد الرحيم الإحنيطي الجزائري الجنسية بـ 81 صوتا، ود.خميسي الإحميدي الأردني الجنسية بـ65 صوتا.