استشاري بأكاديمية دفاع الناتو يكشف تطورات الموقف بالشرق الأوسط والسيناريوهات المتوقعة

اللواء أ.ح. سيدغنيم - استشاري وأستاذ زائر للأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو
اللواء أ.ح. سيدغنيم - استشاري وأستاذ زائر للأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو
تشتعل معظم أرجاء منطقة الشرق الأوسط بالكثير من الأحداث والصراعات، مابين هجمات إرهابية متتالية ومحاولة انقلاب عسكري ربما يكون مفتعلا في تركيا، ومحاولة لفرض النفوذ الإيراني في العراق وسوريا وأجزاء من اليمن، واستمرار إسرائيل في عدم التوافق مع الفلسطينيين ومحاولتها إفشال مساعي المصالحة بين فتح وحماس .


بالإضافة إلى زيادة الدعم الأمريكي للفصائل التي تحارب "داعش" في سوريا، ومحاربة مصر للإرهاب والفساد معا، بالإضافة إلى وجود 31 تنظيما إرهابيا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 17 تنظيم منهم تم تصنيفهم دولياً وإقليمياً (إرهابي) اعتبارًا من عام 2014 فقط .


وفي هذا السياق تحدثنا إلى اللواء أ.ح. سيدغنيم زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، استشاري وأستاذ زائر للأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو، الذي قدم لنا ملخصا عن تطورات الموقف السياسي والأمني الحالي، والاحتمالات المنتظرة بمنطقة الشرق الأوسط .




تــركيــا


قال اللواء سيد غنيم، إن تركيا تعرضت لهجمات إرهابية متتالية، وقد أدت عن محاولة الانقلاب العسكري لتعرض أكثر من مليون موظف تركي للمنع من مغادرة البلاد، فيما بلغ عدد المحتجزين بتهمة الانتماء لتنظيم الخدمة الذي تتهمه السلطات بدعم محاولة الانقلاب إلى أكثر من 100 آلف شخص من مؤسسات مختلفة، ما أثر وسيزداد تأثيره على مباحثات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، والتي حالة فشلها أو عدم مواصلتها سيؤدي حتماً لتعثر حل أزمة اللاجئين في أوروبا، وعلى أمل انضمام تركيا للسوق الأوروبية المشتركة.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ»بوابة أخبار اليوم« أن تركيا فقدت نحو 35% من عائداتها السياحية، فيما انكمش الاقتصاد لأبطأ معدلاته منذ سنوات، وتراجعت قيمة الليرة لأقل معدل لها أمام الدولار، وواجهت الاستثمارات المباشرة أزمة في امتناع المستثمرين عن الضخ في السوق التركي المضطرب.


وتعد تركيا ثاني قوة في الـ"ناتو" بدأت في تحسين علاقاتها مع روسيا (اتفاق ترك ستريم للغاز)، ومنظمة شنغهاي للتعاون، في حين أن علاقاتها مع الناتو وإسرائيل ومصر ودول الخليج تتجه للأسوأ في المرحلة الحالية، تتعاظم في المقابل مع روسيا وإيران لمجابهة مشكلة انفصال إقليم كردستان.


وتوقع "غنيم" أنه مع هزيمة داعش في العراق وظهور ملامح مطالب استقلال إقليم كردستان على حساب كل من العراق وتركيا، أن تلعب تركيا على الانقسام بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تدعمه، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الأقرب لإيران، وتزايد اقترابها من روسيا، كل ذلك لمجابهة فكرة انفصال الدولة الكردية.



إيـران

أكد اللواء سيد غنيم، أن إيران ما زالت تفرض نفوذها في العراق وسوريا وأجزاء من اليمن، فضلاً على علاقاتها المتوازنة مع سلطنة عُمان وقطر والجزائر، مضيفا أن الاتفاقية النووية قيدت قدراتها للثلث، لكنها منحتها فرصة تحرير أموالها المُحتجزة، ولتصنيع أسلحتها.


وأشار إلى تزايد حدة الخطاب الإيراني السعودي خاصة مع حروب الوكالة بينها، مع التخوف من التصعيد لمواجهة مباشرة وبما يعرض المنطقة ودول المصالح لمخاطر شديدة، إلا أن الدول العظمى والاتحاد الأوروبي لن تتيح الفرصة للوصول لهذه المرحلة رغم مساعي إسرائيل المستمرة للحرب ضد إيران.


وأوضح "غنيم" أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أقل تسامحاً تجاه إيران خاصة في قضايا التحرشات البحرية، واختبارات الصواريخ الباليستية والمشروعات النووية، والذي قد يُعد تجاوزا للاتفاقية النووية دون إلغاءها.



إسـرائـيـل

قال "غنيم" إن إسرائيل ترى أن المنطقة أصبحت غير مستقرة، وأن الدول العربية قد انهارت فيها نظم الدولة القومية، ونشوء دول أسمتها بالـ(اصطناعية) مثل سوريا والعراق وليبيا التي أخذت تتفكك تاركة فراغات خطرة تملأها الصراعات الطائفية والحروب الأهلية مما ينذر بمعاناة الشرق الأوسط وعدم استقراره لفترات طويلة، وترى إسرائيل ضرورة التعامل بواقعية مع جوارها الذي يشكل خطراً، وذلك من خلال عدم التدخل بشكل مُعلن في النزاعات العربية الداخلية، مع الاستعداد للتدخل الصريح حالة اتساع الموقف خارج سيطرتها.


وأضاف أن إسرائيل قد اتخذت سياسات إقليمية لضمان أمنها كالآتي:


- سوريا: لم تُعلن إسرائيل صراحة رفضها للأسد، ولكنها دعمت فصائل المعارضة وبعض العناصر الإرهابية التي تقاتل أمام قوات الجيش العربي السوري، مع التيقظ دائماً تجاه الجولان.


- مصر والأردن: دول وجب التعاون معها من وجهة نظر إسرائيل لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار في المنطقة.


- عناصر إرهابية: لم تقم تنظيمات داعش وفتح الشام أو غيرهما بأي عمل يهدد إسرائيل مع استمرارها في تحييدهم ودعمهم في ظروف كثيرة ضد سوريا، و«حزب الله» تردد في مواصلة الصراع مع إسرائيل، مع تقويض إسرائيل لحماس مؤخراً.


- إيران: تعتبرها إسرائيل "التهديد الأكبر من مكان أبعد"، وترى أنه رغم الاتفاقية النووية إلا أن إيران ما زالت تمثل تهديداً رئيسياً عليها.


- قسمت إسرائيل المنطقة طائفياً، وترى دول المنطقة في أربعة معسكرات رئيسية هي:

• المحور الشيعي الإيراني، الذي يشمل نظام الأسد والذي تدعمه روسيا، و«حزب الله» في لبنان، والشيعة في العراق، والحوثيين في اليمن.


• المحور الإخواني تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي، والذي ظهر في مصر، وفي تركيا من خلال الثورة المضادة بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو من سوء الحظ رئيس دولة عضو في الناتو، فضلاً عن حماس في قطاع غزة.


• المحور الجهادي العالَمي، والذي يشمل تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» الإرهابيين وغيرهما.


• المحور السني العربي (ويقصد بها دول الخليج). 


وقد أعلن موشي يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أن اليوم إسرائيل والمحور السني العربي في قارب واحد، حيث أنهما يواجها عدواً مشترك، فإيران عدو مشترك، المحور الشيعي نفسه عدو مشترك، حزب الله عدو مشترك والتي وصفها بـ"الإرهابية"، وبينما يُعتبَر التعاون بينهما قوياً (وإن كان هادئاً)، فمن مصلحتهما المشتركة أن يعزّزا هذا التعاون بدرجة أكبر، ويجب أن تنضم أمريكا إلى إسرائيل في الإعلان عن اصطفافها إلى جانب المعسكر السني العربي، ومن الخطوات الأخيرة في هذا الاتّجاه.



القضية الفلسطينية

أوضح اللواء سيد غنيم،أن إسرائيل تنتظر العديد من الفرص في مجالات شتى، أهمها على يد الإدارة الأمريكية الحالية، كزيادة المعونة الأمريكية لتطوير جيشها واقتصادها، والمكاسب من نتائج تزايد توتر العلاقات الأمريكية مع إيران، وتوسع المستوطنات رغم تزايد اعتراض الأمم المتحدة.


بالإضافة إلى استمرار إسرائيل في عدم التوافق مع الفلسطينيين وعدم الالتزام بحل الدولتين والذي سيؤدي إلى المزيد من الضغوط على علاقتها بمصر والأردن، اللتيْن تعانيان من ضغوط داخلية في هذا الصدد.


وتابع: رغم بداية المصالحة الفلسطينية/ الفلسطينية برعاية مصرية كاملة إلا أن القضية الفلسطينية ستبقى ساحة تنافس بين مصر وتركيا، إذ ستسعى كل منهما لزيادة علاقاتها بالفصائل الفلسطينية، في الوقت نفسه تحاول فيه الحفاظ على علاقة طبيعية مع إسرائيل.. وعلى أي حال، زيادة الضغوط المصرية على حماس وتردي الموقف الخليجي القطري فضلاً عن الموقف التركي المتوتر حالياً يبقى له الأثر الإيجابي على المصالحة، إلا أن إسرائيل لن ترضى لا بحل الدولتين ولا بالمصالحة الفلسطينية.



مجلس التعاون الخليجي

أكد استشاري الأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو، أن تدهور العلاقات الأمريكية الإيرانية يصب في صالح دول الخليج وتركيا، الأمر الذي سيزيد من دعم السعودية وتركيا لوكلائها المحليين في اليمن وسوريا، والذي سيحتاج لنفقات كبيرة.


وأضاف أن دول السعودية والإمارات والبحرين تستمر في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، والدفاع ضد التهديدات الاقتصادية والأمنية المشتركة، مما وضع وحدة مجلس التعاون الخليجي على المحك وذلك في ظل إصرار السعودية على التوصل إلى تسوية في اليمن بإرادة منفردة، بجانب تواصل اشتعال الموقف بينها وبين إيران، فضلاً عن التنافس الداخلي الخليجي سياسياً واقتصاديا.


وتوقع "غنيم" تعاون متزايد لدول مجلس التعاون الخليج مع الـ"ناتو" خاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب دون تدخل صريح من الناتو، بالإضافة إلى تغيير شامل في الخطاب والنهج الديني السعودي، مع توسيع حربها ضد الإرهاب الحالي بالمنطقة، واحتمال تضمين عناصر جديدة تنتمي للطائفة الشيعية.


وتوقع أيضا تحرك سعودي نحو روسيا ربما لاتفاقات مقايضة بشأن الموقف سوريا والعراق مقابل الموقف السعودي في اليمن وذلك على حساب النفوذ الإيراني في كلتاهما. 


وعن التحديات الاقتصادية أوضح "غنيم" أن السعودية بدأت في التخطيط الجدي لمواجهة التحديات الاقتصادية والانخفاض الحاد في سعر البترول، حيث أعلنت رؤى الإصلاح الشاملة  2020 و2030، والتي ستطلب بالتأكيد جهود اقتصادية كبيرة في محاولة لخفض العجز في ميزانيتها، وفي نفس السياق ستقوم السعودية بالتجهيز لطرح نسبة مبدئية تتراوح ما بين 7 إلى 10 % من أسهم مؤسستها الوطنية "أرامكو" للاكتتاب العام والمنتظر في 2018، وستتبع السعودية سياسات استثمارية خارجية أكثر جُرأة، خاصة في مجالات التقنية أسوة بنجاحات الإمارات والكويت في نفس التوجه.


وأشار إلى أن إعطاء الأولوية للإصلاحات الاقتصادية عن الإصلاحات الاجتماعية قد يؤدي لتقليص نفوذ المؤسسة الدينية، والتي من أهم واجباتها مجابهة التهديد الجهادي التكفيري المتنامي في الداخل.


كما تستمر دولتي الإمارات والبحرين في دعم الموقف لسعودي على عدة محاور أهمها تسوية الموقف في اليمن، ومجابهة التوسع الإيراني، ومقاطعة قطر، مع استمرار قطر في موقفها ملتمسة دعم بعض دول الاتحاد الأوروبي والدول العظمى، مع استمرار موقف سلطنة عُمان المحايد من الأزمة الخليجية القطرية، والذي يزيد من حرج موقف الكويت تجاه الأزمة خاصة مع اقتراب الاجتماع السنوي لدول مجلس التعاون الخليجي القادم والمقرر عقده بالكويت.



سوريا والعراق

وعن الوضع في سوريا والعراق أشار اللواء سيد غنيم، إلى أن أمريكا تزيد من دعمها للفصائل التي تحارب داعش، بينما تقطعها عن الفصائل التي تحارب الجيش السوري في أدلب، وهي السياسة التي ستكون لها عواقب في اتجاهين.. الأول: أن تركيا والسعودية وقطر ستُزيد من دعمها لفصائل المعارضة في أدلب بشكل كبير، الثاني: أن روسيا ستُزيد من تعاونها التكتيكي مع أمريكا وحلفائها.


وأضاف أن هزيمة "داعش" في العراق وسوريا يؤدي لتسرب عناصر التنظيم الإرهابي إلى عدة جهات أهمها ليبيا واليمن وكذا وسط وجنوب شرق آسيا وجهات أخرى.



اليـمـن

أكد اللواء سيد غنيم، أنه رغم تمكن الجيش الحكومي اليمني والمقاومة الشعبية من التقدم صوب العاصمة صنعاء، مع تراجع ملحوظ للحوثيين وقوات صالح في محيط صنعاء والمحافظات الشرقية منها، وتحديدا مأرب والجوف، وأصبحت جزء كبير من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الجيش، إلا أن حسم الموقف مازال صعباً، مع زيادة احتمالات التقسيم لشمال وجنوب، بالإضافة إلى تزايد نفوذ فرع القاعدة في اليمن في الشحر والمكلا، وضرباته الموجعة في عدن.


وتابع: أن الموقف باليمن ومع الدعم الأمريكي ربما يدخل ضمن مفاوضات دولية أوسع بالمنطقة، ارتباطا بأن طرفي الصراع (الحكومة والحوثيين) في وضع حرب بالوكالة يتم إدارتها بواسطة قوى إقليمية.



مـصـر

قال "غنيم" إن مصر تحارب الإرهاب في سيناء، بالإضافة إلى مواجهات عديدة لمحاولات اختراق حدودها الغربية، وما زالت أجهزتها الرقابية في حربها ضد الفساد الإداري والمؤسسي.


وأضاف أن مصر اتخذت خطوات واضحة نحو الانتخابات الحرة بجانب استمرارها في دعم السُلطات الثلاث والتمثيل البرلماني وغيرها، وهو ما يُعرف بالمفهوم النمطي للديمقراطية.


وأوضح أن هناك تطورا في العلاقات المصرية مع السعودية والإمارات والبحرين والكويت والصين وفرنسا واليونان وقبرص والبرتغال وإسرائيل وبعض دول أفريقيا، وتزايد التعاون مع الناتو والإتحاد الأوروبي، مقابل استقرار العلاقات مع روسيا وسلطنة عمان، وتذبذب العلاقات مع السودان وأثيوبيا، واستمرار تردي العلاقات مع كل من قطر وتركيا، واستمرار قطع العلاقات مع إيران.


وأشار "غنيم" إلى أن مصر بدأت بصعوبة إصلاحات اقتصادية موسعة موجعة للخروج من أزمتها الحالية، والتي ينتظر أن تجعل منها محطة استثمار عالمية مستقبلاً، ولكنها ما زالت في حاجة لإجراء إصلاحات أكثر جذرية وهيكلية تختص بالمؤسسات الحكومية والضرائب، بجانب الجهود الحالية للقضاء على الفساد.


وتابع: أن تذبذب الدعم الاقتصادي العربي في فترات سابقة، وتوقف دعم قطر منذ ثورة يونيو سيزيد من توجه مصر لإتباع سياسة خارجية أكثر استقلالية، ومحاولتها جذب الاستثمارات من أكبر عدد ممكن من الدول، ورغم ذلك إلا أن هناك دعم سعودي وإماراتي آخر في الفترة القادمة لمصر، بجانب توقع أن تستقبل مصر دعماً قوياً من الإتحاد الأوروبي والناتو لخطوات مكافحة الإرهاب في سيناء وليبيا، مع توطيد دور قوي لها في منطقة شمال أفريقيا لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار في المنطقة وبما يؤمن العمق الإستراتيجي الجنوبي لأوروبا.


واستكمل "غنيم" أنه مع كافة أدوات الدعم المذكورة ستزيد مصر من تركيزها على تسوية الأزمات في ليبيا، وسوريا والقضية الفلسطينية، والسودان، من أجل ضمان كامل لاستقرار أهم بؤر الصراع بالمنطقة مع إستمرار مساعيها في تسوية أزمة سد النهضة مع أثيوبيا.



الموقف الليبي ارتباطا بمصر وتونس والجزائر والأطراف الفاعلة


أوضح استشاري الأمن الدولي بأكاديمية دفاع الناتو، أنه خلال خمس سنوات وحتى عام 2016 تواجد في ليبيا ثلاث أطراف داخلية رئيسية، وأربعة أطراف إقليمية فاعلة، فضلا عن أطرف دولية هامة قد تسعى للتدخل في الأزمة الليبية:


- في طرابلس حكومة الوفاق الوطني التابعة للمجلس الرئاسي برئاسة "فايز السراج"، والمجلس الأعلى للدولة، وموالي لهم التنظيمات الإسلامية المتشددة وتدعمهم قطر وتركيا.


- في الشرق (طبرق) نجد ثلاثة أجسام رئيسية وهي مجلس النواب الليبي (البرلمان) برئاسة المستشار "عقيلة صالح" والمعترف به دوليا، الذي انبثقت عنه الحكومة المؤقتة برئاسة "عبد الله الثني"، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير "خليفة حفتر" وتدعمهم مصر والإمارات.


- وخارج الأطراف السياسية نجد تنظيم "داعش" وتنظيمات إرهابية أخرى غير موالية، فضلاً عن تنظيم القاعدة.


- أما تونس والجزائر فتميلا للوفاق.


- الإتحاد الأوروبي خاصة (إيطاليا وفرنسا وبريطانيا) تتعامل مع أزمتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، روسيا والولايات المتحدة أيضاً متواجدين في المشهد، حيث تحول الوضع في ليبيا لأزمة أمنية أوسع في منطقة الساحل والصحراء، وسط تخوفات وسائط أوروبية من انتقال العنف والاضطرابات إلى داخل أوروبا نفسها، خاصة أن منطقة شمال أفريقيا تعد الحدود الجنوبية الحقيقية للقارة الأوروبية.


وعن تطورات الموقف السياسي والمستقبل القريب في ليبيا، قال "غنيم" إن عناصر الأزمة الليبية (داخلياً وإقليمياً) تحولت من أطراف في الأزمة إلى عناصر فاعلة لحلها:

-  بدءً من استقبال رئيس المجلس الرئاسي الليبي "فائز السراج" بالقاهرة منتصف يناير الماضي، ثم عُقد الاجتماع الوزاري العاشر لدول جوار ليبيا المنعقد في القاهرة، تلاها قمة ليبية بالقاهرة منتصف فبراير الماضيين حضرها السراج وحفتر ولكنها أصرا على عدم التلاقي ولو لمرة واحدة خلالها.


- عقد اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر للإعداد للقمة الثلاثية انطلاقا من المبادرة التي طرحها الرئيس التونسي بعنوان «الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية في ليبيا».


- نجحت جامعة الدول العربية في تعيين مبعوثاً خاصاً لها في ليبيا يتعامل مع كافة الأطراف في الأزمة، ولم يرصد دوراً ملحوظاً على الأرض للإتحاد الإفريقي مقارنة بباقي القوى الفاعلة في الأزمة .



المستقبل القريب في ليبيا

وعن المستقبل القريب في ليبيا قال اللواء سيد غنيم، إن حالة استمرار مساعي توافق جميع الأطراف المعنية بالشأن الليبي يفترض استجابة الفصائل الإسلامية الليبية، كحزب العدالة والبناء (الإخوان المسلمون) والقيادي السلفي ورئيس حزب الوطن الإسلامي عبد الحكيم بلحاج لهذا الموقف وبما قد يدعم الجهود في هذا الاتجاه، وهو ما قد يقلق أصحاب المصالح والأجندات المنفردة والتي ستعمل جاهدة لإفشال هذه المساعي.


وأضاف أن دعم إدارة ترامب للجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر باعتباره المؤسسة الوطنية العسكرية الليبية قد يحدث توازن في علاقات حفتر مع موسكو، بالإضافة إلى أن حالة الحاجة لتدخل عسكري بري في ليبيا ستعمل دول الجوار الليبي على تجنب أي تدخل أجنبي، حيث أتوقع عدم تحمس مصر وتونس والجزائر لتواجد قوات لها بشكل دائم على الأراضي الليبية، وربما تفضل تقديم الدعم الكامل للجيش الوطني الليبي للقضاء على الإرهاب.


الإرهــاب 

وعن ملف الإرهاب أوضح اللواء سيد غنيم أن هناك 67 تنظيما إرهابيا "دولي وإقليمي"، 31 تنظيم منهم متواجدين بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 17 تنظيم منهم تم تصنيفهم دولياً وإقليمياً (إرهابي) اعتبارًا من عام 2014 فقط.


وتوقع "غنيم" هزيمة قوات داعش والعناصر التي بايعتها في ربوع الشرق الأوسط، ولكن القضاء على قوات داعش المسلحة لا يعني القضاء بشكل كامل على الإرهاب، فالعمليات الإرهابية النوعية قد تستمر وتتزايد وتحدث انتشارًا أكبر، خاصة حالة استمرار تمويلها.


وتابع: أنه مع تزايد الضغط على العناصر الإرهابية في مناطق نفوذهم، ستحاول القوات المتبقية منها تعظيم الانقسامات الطائفية والعرقية في مناطق التوتر، ومع تزايد الضغوط على العناصر الإرهابية في المنطقة، توقع "غنيم" اضطرارهم لأحد الخيارات الآتية:

• الانضمام لتنظيم إرهابي آخر جاري تمويله وهو أمر صعب نظراً لزيادة الضغوط المنسقة المتوقعة على كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة كاليمن ومصر وليبيا.

• الهروب إلى أفغانستان لإعادة تنظيم الصفوف دون ارتباط بعناصر القاعدة التي انفصلت عنها من قبل.

• الفرار لدول أوروبية أو عربية بصفتهم لاجئين سوريين بجوازات سفر لأشخاص متوفيين أو بأساليب الهجرة غير الشرعية.