حي الدرب الأحمر، حيث تجد «جدعنة» المصري وتاريخه مجتمعين، سوق السلاح وبوابة المتولي وعدة شوارع، حيث لا تخلو أي بقعة في هذا الحي إلا ومر منها التاريخ.

يحد حي الدرب الأحمر شمالا، حي الجمالية، وغربا حي الموسكي، وحي عابدين، وحي السيدة زينب، وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر.
وترجع تسمية شارع الدرب الأحمر بهذا الاسم إلى «مذبحة المماليك» وهي أشهر قصة في تاريخ الشارع، والتي تخلص فيها محمد على من المماليك عام 1811، وتعد واحدة من أكثر حكايات القلعة إثارة، حيث استغل محمد علي خروج الجيش المصري لبلاد الشام، فدعا المماليك لوليمة كبيرة، وعقب انتهائها، أخذهم معه لتوديع الجيش من باب العَزَ الذي يمر بطريق صخري منحدر بالقلعة، فسار المماليك معه خلف الجيش، وبمجرد وصولهم إلى ذلك الباب المطل على أحد شوارع القاهرة، أمر بإغلاق الباب؛ ليبدأ الجنود في إطلاق رصاص بنادقهم على المماليك الذين لم ينجُ منهم سوى واحد فقط جرى وقفز بحصانه من أحد أسوار القلعة.
ويشمل الحي التاريخي على عدة شوارع ومناطق تاريخية، لها أسماء مميز ترجع لأسباب عدة ومنها على سبيل المثال شارع المغربلين نسبة للحرفة النشطة في هذه المنطقة بحكم إتساع تجارة الحبوب فقد كان من يتولى غربلة الحبوب، وقصبة رضوان «الخيامية سابقاً» والتي كانت صناعة وتجارة رائجة حيث كانت تصنع الخيام للسلاطين والأمراء والأعيان وكانت السرادقات تنصب وتركب في المواسم والأعياد والاحتفالات، وكانت تمر من أمامهم السوارس التي كانت تأتي من القلعة لشراء الخيام إضافة إلى سوارس التجار التي تمر من باب زويلة حتى تدخل سوق الغورية.
شارع «سوق السلاح»
يقع شارع سوق السلاح الذي يعود تاريخه إلى ما يزيد على 700 عام في منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة. وكان يطلق عليه في البداية «سويقة العزي» نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك البحرية الذي يقال انه كان يسكن فيه.
ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم «سوق السلاح» نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع، حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر.
ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة، تحولت الورش الموجودة في الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق، وفي الخمسينيات من القرن الماضي اختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق سلاح، أول ما يلفت انتباهك عند دخولك الشارع تلك البوابة القابعة عند بدايته وتحمل اسم «منجك السلحدار»، وهي من أروع الآثار التي يرجع تاريخها إلى العصر المملوكي، وأنشأها الأمير «سيف الدين منجك السلحدار» عام 1347 وكانت تعد في العصور الأولى للشارع المدخل الرئيسي له.
مساجد «الدرب الأحمر»
ويذخر الحي بعدة مساجد وزوايا تاريخية منها مسجد قرطبة الذهبي وهو زاوية صغيرة للصلاة لا تتعدي50 مترا وبها ضريحان لا يعرف المصلون لصاحبيهما أسماء، أما المحراب آية من آيات الروعة والجمال ولكن يد الخراب عبثت به. وأيضا السقف الخشبي وما به من آيات ونقوش كما الجدران والواجهة التي سجل تاريخ تجديدها حفرا (1330 هجرية).
كما يوجد مسجد عارف باشا وهو زاوية أقيمت على أنقاض مدرسة الأمير مقبل الملكتمري حسب ما ذكر علي باشا مبارك في خططه التوفيقية، وأيضا مساجد الأمير حسين مسجد، أحمد المهمندار، أصلم السلحدار.
بوابة المتولي «باب زويلة»
هي أحد أبواب القاهرة القديمة في العاصمة المصرية القاهرة و يشتهر هذا الباب أو البوابة بكونه الذي تم تعليق رؤوس رسل هولاكو قائد التتار عليه حينما أتوا مهددين للمصريين، وأعدم عليه أيضاً السلطان طومان باي عندما فتح سليم الأول مصر وضمها للدولة العثمانية.