الحرس الثوري الإيراني.. الجيش الموازي الذي أغضب "واشنطن"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
في أعقاب قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمطالبة بتوقيع عقوبات قاسية جديدة ضد الحرس الثوري الإيراني واتهامه بدعم الإرهاب، قامت الدنيا ولم تقعد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه لن يصدق على التزام إيران بالاتفاق النووي ليوجه للدولة الفارسية ضربة مهينة.

وقال ترامب إن الحرس الثوري "يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج"، مطالبًا وزارة الخزانة باتخاذ «عقوبات أشد» بحقه، إلا أنه بالرغم ذلك، لم يقرر تصنيف هذه المجموعة ضمن "المنظمات الإرهابية".

وأمام تلك الاهانات لم تقف طهران مكتوفة الأيدي، بل خرجت مؤسسات الدولة متمثلة في الخارجية والدفاع والبرلمان ليعبروا عن رفضهم لـ"مهاترات" ترامب ورافضين المساس بالحرس الثوري أو تهديده.

وبما أن إيران شأنها شأن أي دولة لها جيش يحميها، إذا فمن هو الحرس الثوري هذا وماهي مهمته بالتحديد داخل بلاده؟ وما الذي يجعله بهذا القدر من الأهمية التي جعلت مؤسسات الدولة يقفون صفا واحدا رافضين تصريحات ترامب ومهددين بإعلان الحرب في حال المساس بهذا الجهاز الأمني؟

يعتبر الحرس الثوري الإيراني أحد أركان القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، شكل عام 1979 في أعقاب الثورة الإسلامية على يد روح الله الخميني.

أنشأ الحرس الثوري في الأساس لمهمة ليست دفاعية، فالدفاع عن إيران وحدودها كان مهمة الجيش لكن مهمة الحرس الثوري كلف بالمحافظة على الهوية والطبيعة الإسلامية الناشئة حديثا للبلاد والمتمثلة في حماية التقاليد والتدخل الأجنبي والانحرافات وكذلك التصدي لأعمال الشغب أو رفض قوانين الحاكم الإسلامي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الحرس الثوري قوة عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة في البلاد، متمتعا بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة.

ويُقدَّر عدد أفراد الحرس الجمهوري بنحو 125 ألف عنصر ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الاستراتيجية.

كما يسيطر الحرس على قوات المقاومة شبه النظامية "الباسيج"، وهي قوة من المتطوعين قوامها حوالي 90 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة.

ويمتلك الحرس الثوري ثروة بشرية وعسكرية لا بأس بها، فلديه عساكر وقوات بحرية وبرية وجوية.

ولعب الحرس الثوري دورًا رياديًا إبان حرب الخليج الأولى، حيث قاد العديد من المعارك والهجمات التي أدّى بعضها لإعادة السيطرة على بعض المدن الإيرانية من يد الجيش العراقي.

ووفقًا للعديد من الباحثين فإن الحرس يسيطر على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال بسط نفوذه على عدد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات الفرعية.

ومن أشهر الشخصيات العامة والمؤثرة في المجتمع الإيراني الذي بدأ عضوا في الحرس الثوري الإيراني هو الرئيس الأسبق أحمدي نجاد.