محمد البهنساوي يكتب: أي نوع من الرجال أنتم ؟!!

الكاتب محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
الكاتب محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم

عقيدة راسخة .. إيمان ثابت.. مبادئ مقدسة .. وطنية متدفقة

إنهم خير أجناد الأرض .. ليس بقوتهم ولا شجاعتهم .. ولا إيمانهم ووطنيتهم .. هم خيرا أجناد الأرض أولا لأنهم يجمعون كل الصفات السابقة وأخر متشابهات بها.. وثانيا لأنهم نوع مختلف من الرجال .. لا يهابون الموت .. لا يخافونه .. بل أنهم يسعون اليه سعيا .. ويطلبونه شغفا وعشقا .. خير أجناد الأرض لأنهم يجمعون الشئ ونقيضه .. في قوة وشموخ الجبال أمام عدوهم.. وتجدهم في رقة الحمائم .. تنساب دموعهم سريعا أمام طفل أو إم أو شيخ ألم بأحدهم حدث .. لديهم عزة نفس تعلو وتسمو بهاماتهم الي عنان السماء .. وفي قمة شموخهم لا يترددون أن تنحني رؤسهم.. لتقبيل رأس زوجة حزينة .. وجبين شيخ مصاب ..خير أجناد الأرض .. لأن كل الصفات السابقة تتحول الي جينات يتوارثها أبنائهم وأحفادهم..

تلك اللوحة المتكاملة .. المحفورة بأسمي معان الأنسانية .. يحيطها إطارا من القوة الشموخ .. وتختلط داخل ألونها النخوة والشهامة والجسارة والوفاء .. تجسدت امامنا جميعا بين جدران احدث صرح أقامته قواتنا المسلحة .. مركز المؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس .. ونحن نشاهد ونتابع توارث كل تلك الصفات ..ولا نملك الا ان تتسائل .. أي نوع من الرجال انتم ؟!

فما أن إنتهت السيدة الفاضلة جيهان السادات من كلمتها .. وسط حفاوة واسعة إحتراما وتقديرا للزعيم البطل الشهيد من خلفائه بالمدرسة العليا للوطنية .. قادة وضباطا وجنودا .. حتي جاء الدور علي سيدة شجاعة .. كانت زوجة لبطل مغوار .. تقف شامخة .. تطلق بثبات وجسارة .. كلمات أبكت الجميع .. وأوجعت قلوبهم .. وفي أول الباكين قادة قواتنا المسلحة الباسلة .. إنها زوجة العقيد الشهيد احمد المنسي .. لتروي وتكشف .. كيف كان زوجها ينتظر الشهادة .. كيف سعي لها بطلبه النقل الي سيناء ..

 وكيف أستعجلها كل مرة يسقط فيها شهيد من زملائه .. حزينا لتأخر دوره في الشهادة .. روت وإستفاضت في أخلاق الشهيد مع الجميع .. وقبلها طاعته لربه وإخلاصه لدينه .. بل وقصت كيف يجلس إبنهما يوميا ليؤكد أنه يستعجل الزمن حتي يكبر .. ليصبح شهيدا مثل والده .. إنها جينات البطولة والفداء يا سادة تنتقل كما قلت من جيل لجيل ثم يحل الدور على بطل من أبطال حرب أكتوبر .. اللواء محمود جلال قائد الكتيبة 261 مشاة ميكانيكي وقت الحرب ليروي حلمه الذي تأجل بالشهادة .. كيف كان يناجي ربه لماذا لم يمت شهيدا .. ثم يؤكد وبثبات ان ربه إستجاب لدعائه .. لكن الشهادة كانت من نصيب أبنه مقدم شرطة أحمد محمود جلال الذي إستشده في العريش عام 2013 .. ليشعر بالراحة لإستجابة ربه لدعائه .. وبعده جاء الدور على تكريم المساعد احمد إدريس .. الذي كان يخدم خلال فترة الحرب .. ولاحظ حيرة قادته في كيفية مواجهة إختراق العدو الصهيوني لشفرة جيشنا .. فكان إقتراحه بإستخدام اللغة النوبية .. وإستقبله الرئيس السادات ليناقشه في فكرته .. وليستقبله الرئيس السيسي بعد كل تلك السنين ليكرمه ويمنحه وسام النجمة العسكرية

وإذا كانت هذه نماذج من جيش البطولات والإنتصارات وتوارث جينات الفداء والشجاعة .. وإذا كانت التحديات التي يواجهها هذا الجيش العظيم الان جسيمة في مواجهة إرهاب غاشم .. لكنه أبدا لم ينس واجبه تجاه شعبه وتنمية وطنه .. وأيضا كان تلك الإسهامات لصالح الوطن وابنائه حاضرة .. سواء بهذا الصرح الذي إستضاف فعاليات الندوة التثقيفية والذي يعد إضافة قوية لسياحة المؤتمرات والمعارض بمصر .. أو بما شرحه وإستفاض فيه اللواء كامل الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سواء في مجال الطرق أو الإسكان أو الزراعة أو المشروعات القومية الكبري الأخري حقا أنهم خير أجناد الأرض ودرة التاج .. أبناء مصنع الرجال وخريجوا المدرسة العليا للوطنية