بجاحة خائنة!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
انفجر الدم في عروقه ساخنا مجنونا، ارتجفت أوصاله من هول المشهد، وأصبح لا يرى أمامه غير شعلة حمراء تتدفق على إثرها وتتسارع الدماء في عروقه، وبنظرات غيظ وحنق تنطلق من بين ثنايا فمه صرخات تجمع على إثرها الجيران الذين نجحوا في انتشال الزوجة من بين براثنه.

عاد الزوج السائق بعد يوم عمل شاق في غير ميعاده الذي اعتاده، يحمل من الطعام والفاكهة ما لذ وطاب في محاولة لمفاجأة الزوجة، توجه إلى غرفة نومه بخطوات بطيئة وما إن اقترب من الباب تقطعت أنفاسه وأخذ يتنصت بأذنيه عندما تردد على مسامعه أصوات منبعثة من الداخل، جحظت عيناه حتى صار لا يسمع ولا يرى، وكاد قلبه أن ينفجر حنقا من هول المشهد حيث الزوجة في أحضان عشيقها، انقض عليها محاولا الفتك بها بينما يحاول العشيق الهرب، وفي لحظات تجمع الجيران الذين نجحوا في انتشالها من بين براثنه وتحفظوا على العشيق.

انتابت الزوج حالة من اليأس، وانذرفت على وجنتيه دموع الخزي والعار من الفضيحة التي لحقت به، وبنظرات غضب ووسط مواساة الجيران اصطحب الزوجة الخائنة وعشيقها وتوجهوا إلى قسم شرطة أكتوبر لإثبات الواقعة.

وقفت الزوجة متشبهة بالحمل الوديع وبدموع التماسيح تطلب منه العفو والغفران، وأن يقوم بتطليقها ويكفي ما لاقته من فضيحة، ونجحت بمكر الثعلب في التأثير على مشاعره حفاظا على مستقبل ابنهما الوحيد.

لم يتردد الزوج وامتثل لكلامها وتنازل عن المحضر ونفى اتهامها بالخيانة بعدما اتفقا على الطلاق وأنها سوف تتنازل عن جميع حقوقها.

مرت الأيام وانتفض الزوج المخدوع من فوق مقعده على جرس الباب حيث فوجئ بمحضر محكمة الأسرة يطلب منه الحضور، حيث الزوجة تقدمت برفع الدعوى رقم 2663  تطالبه فيها بنفقة متعة لها تبدلت معالم وجهه ومر العمر أمامه في لحظات، وفي أول لقاء ومواجهة بينهما بمحكمة الأسرة، تطلب منه بدموع زائفة أن يعيدها إلى عصمته مرة أخرى وأن يتغاضى عن واقعة الخيانة التي تناستها، أثقلت رأسه بالتساؤلات والشكوك في أحقية نسب ابنهما الصغير له، رفض الزوج طلبها بينما تطارد مخيلته شبح الفضيحة وتشويه سمعته.

وأثناء انصرافه لاحقته بتهديدات بأنه لم تتركه، ولن تكف عن توجيه وكيل الاتهامات له وتحرير محاضر ضده بقسم الشرطة.. وبلسان حال يقول "إن لم تستحي فافعل ما شئت".