مصادر: السيسي يكرس وضعا دوليا جديدا لمصر بمشاركته في تجمع الـ«بريكس»

الرئيس عبدالفتاح السيسي - تصوير محمد سماحه
الرئيس عبدالفتاح السيسي - تصوير محمد سماحه
أكدت مصادر مسؤولة أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة الـ»بريكس«، التي تستضيفها الصين حاليا، تعكس أحد المبادئ الجديدة من مبادئ التحرك المصري على المستوى الدولي، والتي يكرس فيها الرئيس السيسي وضعا دوليا جديدا لمصر لربط القاهرة بكل الكيانات المهمة على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، بحيث تصبح مصر جزءا من النسيج الدولي على مستوى لاعبيه الكبار.

وقالت المصادر - تعليقا علي مشاركة الرئيس السيسي في قمة بريكس - "إن هذه المشاركة تعد خطوة مهمة على طريق انضمام مصر لهذا التجمع الدولي المهم، بحيث يمكن لصانع القرار المصري التفاوض السياسي من واقع مشاركته في التكتلات الاقتصادية العالمية مما يمنحه قوة تفاوضية، ومن ناحية أخرى إجراء التفاوض الاقتصادي بموجب روابطه وعلاقاته السياسية، وفي ذات الوقت القيام بتحركات دبلوماسية نشطة استنادا لصلاته الواسعة، إلى جانب تمرير المصالح المصرية وفق شبكة علاقات شديدة التعقيد تربط مصائر دول وتكتلات كبرى بصورة مباشرة بمصر".

وأضافت "أن هذا التحرك المصري يأخذ في حسبانه شكل التجارة العالمية وتطوراتها على مدى الأعوام العشرين المقبلة، والتي ترصدها علوم المستقبليات، على أنها ستشهد سيادة صينية تحل محل الهيمنة الأمريكية على مجريات الاقتصاد والتجارة والثقافة في العالم".

وأوضحت المصادر أنه إذا كانت السنوات القادمة ستشهد بزوغ نجم الصين المتحللة من "لوازم" و"نطاقات" هيمنة الولايات المتحدة، فإن مصر ربما للمرة الأولى في تاريخها تتحرك على مستوى المصلحة القومية الآنية، وتضع في اعتبارها احتمالات المستقبل وتتصرف على ضوئها، وذلك إدراكا من صانع القرار المصري لطبيعة مصر التي ينبغي تسليمها للأجيال القادمة قيادة وشعبا متمتعة بالحيوية والازدهار، وأيضا إدراكا لأي أرض صلبة ينبغي أن يقف عليها هذا الوطن.

وأكدت أن محاولات مصر للانضمام لتجمع بريكس، والتي تم اتخاذ الخطوات المبدئية بخصوصها، تعكس استقلالية وشجاعة القرار السياسي المصري الآن على نحو لم يكن متاحا منذ سنين مضت حين ضغطت واشنطن على القاهرة لعدم الانضمام لهذه المجموعة الدولية المهمة، والتي تضم الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، حيث تسهم تلك الدول مجتمعة بحوالي 22% من إجمالي الناتج العالمي، واحتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار.

ويهدف التجمع إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء، ولاسيما على المستوي الاقتصادي في إطار المحافل متعددة الأطراف، وقد حرصت الصين على توجيه الدعوة لمصر للمشاركة في اجتماعات بريكس نظرا لكونها ضمن الدول ذات الاقتصاديات الواعدة، وذلك في ظل حرص التجمع على تعزيز التعاون والحوار مع الاقتصاديات البازغة والنامية، والعمل على زيادة مساهمتها في هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية.