مصر ضيف شرف معرض «الصين والدول العربية».. وعرض منتجات محلية

معرض الصين والدول العربية 2017
معرض الصين والدول العربية 2017
بدأ العد التنازلي لأولى فعاليات معرض الصين والدول العربية 2017 تحت شعار "الصداقة والتعاون والتنمية" في الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر.

وأصبحت مصر، ضيف شرف المعرض بمشاركة 57 دولة أخرى بينها دول عربية، وذلك في ضيافة مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة الواقعة في شمال غرب الصين.

وحسب تصريحات مسؤولين صينيين فإن المعرض يعد نموذجاً جديداً للشراكة والتعاون والفوز المشترك بين الصين والدول العربية، في الوقت نفسه يحمل جوهره روح مبادرة الحزام والطريق، حيث يعد منصة استراتيجية للدول الواقعة على طول طريق الحرير للتعاون في مختلف المجالات سواء الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والتبادل الثقافي والعلمي.

ويتميز معرض هذا العام ويشارك في تنظيمه وزارة التجارة الصينية ومجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم تحت رعاية مجلس الوزراء الصيني، بأنه يعد معرضًا دوليًا شاملا على المستوى الوطني الصيني، كما يمثل فرصة كبيرة ومهمة لمصر بوصفها ضيف الشرف للترويج الاقتصادي والتجاري والثقافي وكذلك السياحي.

ويخصص لمصر جناح كامل سيتم فيه عرض مختلف البضائع  والمنتجات المصرية والسلع، كذلك إلقاء الضوء بشكل أشمل على قطاعات مهمة مثل تجارة الخدمات والتعاون الاستثماري والسياحي بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى ومجموعة من الخبراء وأصحاب الأعمال المصريين، حيث يتم التجهيز له منذ الأشهر الثلاثة الماضية.

كما كان للسفارة المصرية في بكين دورًا كبيرًا لما بذلته من جهد كبير للاستعداد لهذا المعرض، حيث من المقرر إقامة "المعرض الثقافي والسياحى المصري الدائم" على هامش معرض الصين والدول العربية بالقرب من الجناح المصري، وافتتاحه في نفس يوم افتتاح معرض الصين والدول العربية، وهذا المعرض يعد بمثابة بانوراما لعرض الحضارة والتاريخ المصرى والثقافة المصرية إلى جانب عرض المنتجات التقليدية والمستنسخات الحرفية المصرية.

مكاسب متبادلة

وكما أكد الرئيس شي جين بينغ في خطابه بمقر جامعة الدول العربية  في 21 يناير 2016، قائلاً: "معرض الدول العربية الصينية أصبح منبرا هاما للصين والدول العربية للمشاركة في بناء الحزام والطريق، من خلال تنظيم سلسلة من المعارض والاجتماعات في مجالات تجارة السلع الأساسية والخدمات والتعاون التقني والاستثماري والسياحى بين الصين والدول العربية، وسيكون موضوع المعرض هو بناء نموذج جديد من الشراكة المرتكزة على تحقيق الأهداف المشتركة والمكاسب المتبادلة".

وأكمل: "يفتح ذلك بابا جديدا بين كلا الطرفين يصب فى صالح المنفعة والمصلحة المتبادلة وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتصالات الانسانية بين الصين والدول العربية".
  
التعاون المشترك

يهدف المعرض إلى تعزيز الصداقة وتعميق التعاون وتحقيق التنمية المشتركة، حيث سيتناول ويناقش سبل التعاون الاقتصادي والتجاري باعتبارهما الجوهر، كذلك تجارة السلع والخدمات والتعاون في مجالات التكنولوجيا والاستثمار والمالية، إلى جانب التعاون السياحي.

ويتضمن جدول الأعمال الأساسي للمعرض حفل الافتتاح الكبير، وسلسلة من الأنشطة التي تقوم بها مصر بوصفها ضيف الشرف من الدول العربية، حيث من المقرر أن تنظم مصر على هامش المعرض سلسلة من الأنشطة منها منتدى الاستثمار المصري الصيني والملتقى السياحي المصري الصيني، كذلك مقاطعة فوجيان بوصفها ضيف الشرف من بين المقاطعات الصينية، فضلا عن قمة الصين والدول العربية للأعمال لعام 2017.

سلسة مؤتمرات

في السياق ذاته، سيتم تنظيم سلسلة من المؤتمرات والمعارض على هامش المعرض، منها منتدى التعاون الزراعي ومعرض الزراعة الحديثة والذى سيركز على الزراعة الحديثة، بما يعزز الاقتصاد الزراعي الصيني العربي، والتعاون التقني الزراعي، وبناء العلامات التجارية الزراعية معا، كذلك  منتدى التعاون اللوجستي الدولي ومنتدى الائتمان.

وفي مجال التعاون في مجالات التكنولوجيا، فسيشهد اجتماع نقل التكنولوجيا والإبداع ومعرض التقنيات المتقدمة والأجهزة الحديثة، إضافة إلى اجتماع طريق الحرير على شبكة الإنترنت، ومعرض الحوسبة السحابية، وتطبيق البيانات الكبرى علاوة على منتدى السكك الحديدية فائقة السرعة، أما فيما يتعلق بمجال الاستثمار والمالية فسيتم عقد قمة التعاون المالي ومنتدى تعاون القدرة الإنتاجية الدولي ومعرض مرافق البنية التحتية وتعاون القدرة الإنتاجية، وأيضًا التعاون فى مجال السياحة حيث سينظم اجتماع المؤسسات السياحية، من أجل بناء جسر جديد للتعاون "الصيني- المصري" وتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال.

كما سيعقد على هامش المعرض الدورة السابعة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الخاصة بمنتدى التعاون الصيني العربي والمعرض الشامل للسلع والخدمات الدولية.

شريك تجاري

في السياق ذاته أكد تشيان كه مينغ نائب وزير التجارة الصيني أن الصين والدول العربية كلاهما شريك اقتصادي وتجاري مهم، وتتطور علاقتهما الودية بشكل ثابت وحاليا أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، وسوقها الهامة لتصدير النفط الخام وبالمقابل تعتبر الدول العربية أكبر مورد نفط خام للصين وثامن أكبر شريك تجاري لها،وسوق هامة للمشروعات والاستثمارات الخارجية.

وبلغة الأرقام، أشار تشيان إلى أنه في عام 2016 بلغ حجم التجارة الصينية العربية 171.14 مليار دولار بانخفاض 15.6% عما كان عليه في العام السابق، ووصلت قيمة العقود الجديدة التي وقعها الجانبان إلى 40.37 مليار دولار بزيادة 40.8% عن العام السابق، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية 1.15 مليار دولار بزيادة 75 %، كما بلغ حجم الاستثمارات العربية المباشرة في الصين 67 مليون دولار.

وعلى الرغم من تقلص حجم التعاون في مجالات التجارة الصينية والعربية، والاستثمارات العربية في الصين في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض أسعار السلع خاصة النفط الخام، قال نائب وزير التجارة الصيني: "في الوضع الجديد تعمل حاليًا الدول العربية على تعزيز إصلاح الهيكل الاقتصادي وتسريع عملية التنويع وهي تتوافق تماما مع مبادرة الحزام والطريق، لذلك هناك إمكانية كبيرة لتحول وارتقاء التعاون بين الجانبين في المستقبل، وستعمل الصين على تعزيز عملية توافق استراتيجية التنمية مع الدول العربية لارتفاع جودة العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية والعربية وزيادة منجزاتها في أسرع وقت ممكن".

وأوضح: "الصين تسعى وراء دفع التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي من خلال 3 إجراءات، أولا: تعزيز التشاور الاقتصادي والتجاري وتحسين آلية التعاون، وثانيًا: تكثيف تعاون الاستثمار لتعزيز التنمية الصناعية، وثالثًا: تعميق تعاون التنمية وتبادل خبرات التنمية".