مؤرخ بريطاني: ترامب أمام لحظة تاريخية مجيدة أو فشل ملحمي

ترامب
ترامب


رأى المؤرخ البريطاني وزميل معهد هوفر بجامعة ستانفورد، نيال فرجسون، أن التاريخ السياسي يمكن أن يتوقف على قرار واحد يتم اتخاذه في لحظة حاسمة على غرار قرارات أمثال تلك التي حدث على أثرها هزيمة نابليون في معركة واترلو عام 1815، وعودة لينين إلى روسيا عام 1917.
ورأى فرجسون - في مقال نشرته صحيفة (الـتايمز) - أن سؤال هذا الصيف هو: "هل أزمة الصواريخ الكورية يمكن أن تمثل لحظة تاريخية حاسمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟" واعتبر فرجسون حديث ترامب الأسبوع الماضي -عن "النار والغضب" وتحذيره من أن "الحلول العسكرية مطروحة وجاهزة"- اعتبر أن هذا الحديث قد يكون دليلا على تهوّر ترامب.
واستدرك الكاتب منوهًا عن أن الطريقة التي تناول بها ترامب أزمة صواريخ كوريا لا تختلف كثيرا عن الطريقة التي تناول بها الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون كيندي أزمة الصواريخ الكوبية؛ فلقد تحدث كينيدي أيضا بحزم، لكنه في ذات الوقت استخدم ضغوطا دبلوماسية وعسكرية على نحو أظهر رغبته في أخذ العالم إلى شفير الحرب إذا لم يتراجع السوفيات - هذا يشبه إلى حد كبير ما يفعله ترامب حاليا، وليس أدلّ على ذلك من حِرْص السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي الأسبوع الماضي على تأمين قرار بالإجماع من مجلس الأمن، فضلا عن أن مستشار ترامب للأمن القومي وأيضا وزير دفاعه لم يعارضا ما تضمّنه خطابه بشأن الحل العسكري.
ونبّه فرجسون إلى أن الأزمة الراهنة هي نتيجة تراكمات فشل ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين في منع النظام الشمولي في بيونج يانج من الحصول على المواد الانشطارية والصواريخ؛ وبحسب الاستخبارات الأمريكية، فإن "كيم جونج أون" قد أنجز شيئين: حيث امتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات، ورؤوس نووية صغيرة بما يكفي بحيث يمكن تثبيتها في تلك الصواريخ.
ورأى المؤرخ أن أهم ما في القضية ليست إمكانية إطلاق الزعيم الكوري الشمالي صواريخه النووية تجاه سان فرانسيسكو الأسبوع المقبل - وإنما الأهم هو أن نجاحه يوجه رسالة إلى العالم مفادها أن: "زمن عدم الانتشار النووي قد انتهى، وأن الحصول على سلاح نووي يُحصّن من العقاب".
وأكد فرجسون أن مواجهة "كيم جونج أون" تحمل في طياتها مخاطرة، لكن ليست بمقدار ما انطوت عليه مواجهة "نيكيتا خروتشوف" رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي السابق والزعيم الكوبي "فيدل كاسترو" عام 1962، عندما كانت طبول الحرب العالمية الثالثة تكاد تسمعها الآذان؛ وفضلا عن ذلك، و"بخلاف ما حدث عام 1950، فإني أعتقد أن الصين لن تتدخل إذا ما أقدمتْ الولايات المتحدة على خطوة عسكرية ضد كوريا الشمالية، شريطة ألا تحاول واشنطن تغيير النظام وإعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية". 
واختتم فرجسون قائلا "إنه من الصعب وضْع الثقة في رئيس يتسم بالاندفاع إلى هذا الحدّ، لكن في ذات الوقت لا يجب أن يكون الرئيس مثاليا لتغيير التاريخ، بل على العكس من ذلك فإن هؤلاء المثاليين عادة ما يميلون إلى تضييع فرصهم التاريخية - ولا أحد يدري عن ماذا ستتكشف الأزمة الراهنة بالنسبة لـترامب: عن لحظة مجيدة أم عن فشل ملحميّ؟"