صائدة الرجال

شحب لونه، وارتجفت أوصاله، من هول المشهد وتحولت سعادته الغامرة إلى حالة من الرعب والهلع عندما فوجئ بثلاثة أشخاص يشهرون الأسلحة البيضاء في وجهه، ويجردونه من ملابسه وتصويره في أوضاع مخلة.
جلس الشاب أمام اللاب توب يبحث عن فتاة تشبع رغباته ومراهقته، وما إن وقعت عيناه على صورة إحدى الفتيات من خلال موقع فيسبوك، وبدون تردد أخذ يمطرها بكلمات الحب والغزل، بينما شعرت الفتاة بأنه صيد سهل وعديم الخبرة في التعامل مع الجنس الناعم، سال لعابه مجرد أن بادلته الكلمات، ولم يصدق نفسه بعدما طلبت منه تحديد ميعاد لمقابلته ولولعها بكلماته التي اخترقت قلبها.
 ارتدى أغلى الثياب، تنطلق منه رائحة البرفان الذكية، ويُمني نفسه بقضاء وقت ممتع معها، ولم يكن يعلم بأنه وقع ضحية لمراهقته وغريزته الحيوانية التي سيطرت عليه.
ازدادت دقات قلبه، وعلت وجهه الابتسامة، بينما الفتاة تعلو وجهها أيضًا حمرة الخجل، اصطحبها واستقلا توك توك متوجهين إلى إحدى الأماكن لممارسة الحب المحرم، وفجأة وبدون مقدمات انقض عليهما ثلاثة أشخاص تمكنوا من شل حركته وبعثوا بداخله الرعب والهلع بعدما انعقد لسانه عن الكلام، وتوجهوا به إلى إحدى الشقق بمنطقة فيصل واستولوا على نقوده وهاتفه المحمول، وإجباره بالتوقيع على إيصالات أمانة.
وبنظرات يشوبها حزن وتعاطف للفتاة في محاولة لإنقاذه من بين براثنهم إلا أنه فوجئ أيضا بأنهم يجبرونه على خلع ملابسه وتصويره في أوضاع مخلة، وهددوه بضرورة عدم إبلاغ الشرطة وإلا سيقومون بنشر هذه اللقطات على مواقع السوشيال ميديا، وابتزازه بدفع 10 آلاف جنيه، وفي المقابل سيحددون موعد له مستقبلا لتسليمه إيصالات الأمانة.
سار الشاب يجر أذيال الخزي والعار، تراود مخيلته الفضيحة التي ستحلق به، ولم يجد أمامه غير التوجه إلى قسم الشرطة؛ حيث طالبوه بمسايرة أحد المتهمين ومقابلته داخل إحدى محطات المترو ليتسلم المبلغ المتفق عليه.
انتشر رجال الشرطة داخل المحطة ومراقبة الموقف عن كثب، وما إن تقدم أحد المتهمين من الشاب تمكنوا من القبض عليه، وعثر بحوزته على مطواة قرن غزال وقطعة من الحشيش المخدر، وبمواجهته اعترف بصحة الواقعة، وأدلى بأوصاف الفتاة وصديقيه الهاربين.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، ويكثف رجال الأمن جهودهم للقبض على الفتاة والمتهمين الهاربين.