الشيطانة والمسجل خطر

المتهمان
المتهمان
اشتدت بها الحيرة، وعصف بداخلها قلق هائل، انعقد لسانها، وانذرفت الدموع على وجنتيها كالأنهار يصاحبها أنين وصوت مبحوح بعدما دفعتها صديقتها ووكزتها بعنف لتسقط على الأرض عارية وتحاول ستر عوراتها ولكن دون جدوى.

وفجأة تجد أمام عينيها شاب ينقض عليها ويتمكن من تقييد حركتها بمساعدة الصديقة الشيطانة، حتى استسلمت للأمر الواقع في تراخ وذبول، أجهشت في البكاء تحاول الإفلات من بين براثنهما بينما يمسك الشاب بشفرة موس حلاقة يقص به فروة رأسها وسط نحيب وشعور بالقهر.

لم يكتفيا بذلك؛ بل قام الشاب بالاعتداء عليها أمام مرأى ومسمع صديقتها التي أمسكت بالهاتف المحمول وقامت بتصويرها، وإكراهها بالتوقيع على إيصالات أمانة، وتهديدها، بعدم إبلاغ الشرطة وإلا سيكون مصيرها السجن والفضيحة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سارت الفتاة تجر ساقيها جرًا كالعائد من سباق أو مرتع، متحاملة في خطواتها تقتلعها بين الخطوة والأخرى، تراود مخيلتها نظرات الصديقة التي كانت تشع ببريق مخيف، وبعدما أثقلت رأسها بالتساؤلات اتخذت القرار وتوجهت إلى قسم شرطة مدينة نصر، وبعين غائرتين ووجه شاحب تروي مأساتها أمام العميد هاني محفوظ مفتش المباحث.

وانتقل على الفور النقيب حسام فؤاد معاون أول مباحث قسم شرطة مدينة نصر، وعمل التحريات المكثفة التي أكدت صدق الفتاة المعتدى عليها، وبتقنين الإجراءات نجح معاون المباحث من القبض على الصديقة الشيطانة والشاب المتهم، والذي تبين أنه مسجل خطر وسبق اتهامه في 6 قضايا متنوعة، وعثر بحوزتهما على 5 إيصالات أمانة، والهاتف المحمول الخاص بالصديقة يحوي لقطات الاعتداء على الفتاة وحلق شعرها واغتصابها.

اعترف المتهمان بارتكابهما الواقعة وأنهما أقبلا على فعلتهما هذه لشكهما في الفتاة المجني عليها وتحريضها على هرب شقيقة المتهمة وترك منزلها وعدم إبلاغهما عن مكان تواجدها.

تم تحرير المحضر اللازم وأحالهما العميد طارق راشد مأمور قسم شرطة مدينة نصر إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات.