أكد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي أن ادعاءات الإدارة الأمريكية بحماية الشعب السورى وتدخلها فى سوريا من أجل حقوق الإنسان هي ادعاءات كاذبة .  وقال: "أمريكا تنفذ مخطط تقسيم المقسم وتفتيت المفتت ولقد سئمنا كذب أمريكا التى تمثل أكبر وكر للإجرام الدولي والأسلحة الذرية بالتعاون مع الكيان الصهيونى". جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر "الأمة العربية في مواجهة العدوان الأمريكي على الوطن العربي" الذي عقده أمس لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب والشبكة الدولية للحقوق والتنمية. وأضاف صباحي إنه لا يجد تعبيرا عن موقفه ضد العدوان الأمريكي غير ما قالته سوريا وقت العدوان على مصر "هنا القاهرة" ، مضيفا: "وهنا دمشق ضد العدوان الأمريكي على سوريا". وأوضح أن العلاقة وطيدة بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية والاستقلال الوطني ، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو أخرجت حقيقة داخل التراث المصري وهى أنه لا ديمقراطية وعدالة اجتماعه دون استقلالية كاملة.   المصريين سيدافعون عن سوريا وشدد صباحي على أن المصريين سيدافعون عن حقهم في بقاء سوريا دولة عربية مستقلة مطالبا القوى الشعبية بمصر بإدانة الهجمة الأمريكية المحتملة وإعلان أن الجامعة العربية ليست ممثلة للأمة العربية، مشيرا إلى أنه من المحزنات المضحكات أن مجلس العموم البريطاني رفض العدوان الأمريكي على سوريا كأنه أكثر عروبة من جامعة الدول العربية، محذرا من يدعمون الضربة الأمريكية ضد سوريا بأنهم أول من سيضار. كما أكد صباحي أنه كان وسيبقى دائما مع أي حل سياسي يبنى نظام ديمقراطى داخل الأراضى السورية بما يحفظ ويمنع إراقة الدم السورى. وأعرب عن اندهاشه لموقف الجامعة العربية الذى وصفه بالمؤسف والمحزن كالعادة ، مشيرا إلى ان موقفها يعطى الشرعية لعدوان أجنبى على أراضى سوريا ، مؤكدا فى الوقت ذاته أن موقف مصر ضد العدوان السورى، لكنه أقل من قيمتها داخل المنطقة العربية. وأضاف أن كل ما هو مطروح من مبادرات للحفاظ على الدم السورى ومنفذ إلى حل سياسي سنكون في صفه فيما ذلك المبادرة العراقية، موضحا أن أمريكا لديها مصالحها في المنطقة، وأن الدفاع عن سوريا هو دفاع عن مصر. أمريكا تريد تصفية المنطقة ومن جانبه قال سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب إن المؤتمر ليس لتأييد الأنظمة إنما لتأييد الوطن ضد المشاريع التى تسعى إلى تقسيم الوطن العربي. وأضاف أن الاتحاد ونقابة المحامين كانا ولا يزالان ينحازان إلى الشعب السوري السلمى الذى يظهر بكل سلمية ضد حكامه لاسترداد حريته وكرامته. وشدد أنه لن يسمح لأحد أن يحمل السلاح فى سوريا مأجورا من تركيا أو أمريكا أو تنظيم القاعدة ، مؤكدا أن أمريكا تريد تصفية المنطقة العربية، مطالبا المجتمع المدنى العربى بأن يوجه رسالة لأوباما بأنه سيتم قطع أى قدم أو يد تعتدي على سوريا أو تقتحم الأراضي السورية. وأوضح أن مصالح أمريكا الاقتصادية والأمنية فى خطر طالما حق الأمة العربية فى خطر ، وقال: "من يفرط اليوم فى دمشق سيفرط غدا فى القاهرة" ، مضيفا: "جامعة الدول العربية اجتمعت واتفقت فقط على هدم الدول العربية، لا نريد جامعة دول عربية تابعة للإدارة الأمريكية" ، داعيا الأمة العربية والشعوب العربية للانتفاض للدفاع عن الشعب السوري ضد العدوان الأمريكي. مصلحة إسرائيل وأكد محمد فائق وزير الإعلام السابق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن أمريكا خرجت عن كافة الأعراف الدولية لحقوق الإنسان، متسائلا عن الأخلاق الأمريكية والدفاع عن حقوق الإنسان فى العراق وسجن أبو غريب. وأشار إلى أن المقصود من الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا هو إضعاف الجيش السوري وكسر شوكته، وأنه هدف يصب فى مصلحة إسرائيل، وقال: "نحن ضد استخدام الحرب الكيماوية ضد الشعب السوري، لكن هل تأكدت أمريكا من أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري". وشدد رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان على أنه ليس من حق أمريكا التدخل فى سوريا لأنها لا تهدد أمن أمريكا، منتقدا الأصوات العربية التي تنادى بالتدخل الخارجي العسكري في سوريا، مؤكدا أنه لن يكون فى صالح الشعب السورى. وأوضح فائق أن الشعب السوري قام بثورة عظيمة لكن تدخل العديد من الدول حول تلك الثورة إلى حرب أهلية لخدمة مصالح إسرائيل لضرب قلب الأمة العربية، مشيرا إلى أنه من الصعب الاختيار بين القمع والقهر والتدخل الخارجي الذي لا يهدف إلا إلى شل القدرة العسكرية لكل الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصري، مطالبا الشعوب العربية بالوقوف ضد العدوان الأمريكي على سوريا كما وقف الشعب السوري ضد العدوان على مصر من قبل. العروبة والمقاومة كما أكد عبد العظيم المغربي الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب أن العروبة والمقاومة مستهدفتان من العدوان الأمريكي على سوريا، لافتاً إلى أن موقف الاتحاد موقفه ثابت من حق الشعوب فى تقرير مصائرها. وأضاف أن العدوان على سوريا هو بداية لتنفيذ المخطط الصهيوني الإمبريالي للقضاء على سوريا وإيران وفلسطين وحزب الله، ومن ثم مصر..ولفت إلى أن أمريكا هى من حولت الخلاف الداخلي السوري إلى قضية دولية للقضاء على النظام السوري ، مؤكدا أن العدوان على سوريا هو عدوان على مصر ، ومشددا على أن الاتحاد لن يسمح بالعدوان الأمريكي على سوريا وتصفيتها والقضاء على دورها الوطني. طبول الحرب كما أكد عبد الرحيم مراد وزير الدفاع اللبناني السابق أن طبول الحرب تدق ضد سوريا من واشنطن إلى باريس مذكرة العالم أجمع بما حدث منذ سنوات قليلة ضد العراق، من أجل مشروع الهيمنة الغربية ليبقى العرب مستنزفين وأن يبقى الكيان الصهيونى فى أمان..وأضاف أن الذاكرة العربية لاتزال تظهر لنا على مدار عقود من الزمن صور العدوان الثلاثي على مصر، بعدما لم تحتمل باريس أن تكون مصر رمزا للكرامة الوطنية، بعد تأميم قناة السويس. كما قال إن أمريكا لم تحتمل صوت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، مؤكدا أن أمريكا وتل أبيب تحاول من خلال اتفاقيات مشبوهة مثل كامب ديفيد أن تفرض سيطرتها على الوطن العربي، مشيرا إلى أن أمريكا تخشى من عودة مصر لدورها القيادي بالمنطقة العربية. ومن جانبه قال حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق السورية أن جامعة الدول العربية أعطت الضوء الأخضر للعدوان على العراق، وتعطى الضوء الأخضر الآن للعدوان على سوريا..وأضاف أن التحدي الأكبر أمام الشعب السوري هو مقاومة الدول الاستعمارية. وأشاد بموقف وزير الخارجية نبيل فهمي تجاه الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا، مشددا على أن جامعة الدول العربية فقدت دورها منذ وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدا فى الوقت ذاته أن دور مصر الريادي داخل أروقة جامعة الدول العربية سيعود بعد التحام القوى الوطنية فى مصر بجيشها القومي العربي بعد ثورة 30 يونيو. الفوضى الخلاقة وأكد الدكتور جمال زهران البرلماني السابق إن ما يحدث الآن هو إعادة هيكلة للنظام الدولي، لافتا إلى أنه خلال الربع قرن الأخير حدثت تغييرات عربية وإقليمية تؤدى إلى تغيير هذا الهيكل الدولي، على رأسها الثورات العربية. وأضاف أن الثورات العربية فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كل ما كانت تدركه أمريكا هى الفوضى الخلاقة لإزاحة بعض الحكام واستبدالهم بحكام آخرين يعيدون إنتاج الهيمنة الأمريكية على مصر. وأوضح أن أهم ثورتين فى المنطقة العربية هما الثورتان التونسية والمصرية، مشددا على أن الثورة المصرية الثانية في 30 يونيو، فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن ما يحدث في سوريا هو أزمة مركبة متداخلة، بها أطراف داخلية وإقليمية ودولية. وأشار زهران إلى أن هناك محاولات من الغرب لإسقاط الثورات الحقيقة واختلاق ثورات وهمية، مؤكدا أن ما يحدث فى سوريا ليست ثورة حقيقة، حيث تمثل الثورة احتجاجا شعبيا جارفا وهو ما لم يحدث فى سوريا حتى اليوم، مؤكدا أن أمريكا بمساعدة بعض دول الخليج مثل السعودية وقطر حاولت أن تخلق وهما اسمه الثورة السورية، نتج عنه تحرك شخصيات سورية بالخارج للتعاون مع الغرب لتفتيت المنطقة. وقالت الدكتورة كريمة الحفناوى أمين عام الحزب الاشتراكي المصري إن عدم الاعتراف بأن الهجمة على سوريا هى هجمة على مصر هو خيانة عظمى دون نقاش. وأوضحت أن ما تزعم الإدارة الأمريكية القيام به من عمليات عسكرية فى سوريا هو مخطط لتفتيت الوطن العربي وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير. وأشارت إلى أن أمريكا لجأت إلى توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعدما فشلت فى تقسيم مصر طائفيا بعدما وجدت شعبا واعيا، حتى تدخل مصر عبر بوابتها الشرقية وهى سوريا، مؤكدة أن أى شعب له كامل الحرية فى تغيير أنظمته دون تدخل أجنبى.