معرض الصين والدول العربية 2017.. منصة قوية لتعزيز التعاون والتنمية المشتركة

إيمانا منها وسعيا إلى تعزيز الصداقة وتعميق التعاون وتحقيق التنمية المشتركة بينها وبين الدول العربية، لا تتوقف الطموحات الصينية إلى فتح قنوات وطرق جديدة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بينها وبين الدول العربية إلى أعلى مستوى وذلك ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق الخطة الصينية التي تهدف إلى تشجيع  السلام والتعاون  والتنمية المشتركة في العالم كله.

ففي الفترة من 9 إلى 6 سبتمبر القادم ستعقد الصين المعرض الصيني العربي 2017 في مدينة ينتشوان فى مقاطعة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة بشمال غرب الصين وستكون مصر ضيف شرف المعرض هذا العام، من خلال تنظيم سلسلة من المعارض والاجتماعات في مجالات تجارة السلع الأساسية والخدمات والتعاون التقني والاستثماري والسياحي بين الصين والدول العربية، وسيكون موضوع المعرض هو بناء نموذج جديد من الشراكة المرتكزة على تحقيق الأهداف المشتركة والمكاسب المتبادلة، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة بين كلا الطرفيين يصب في صالح المنفعة والمصلحة المتبادلة  وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتصالات الإنسانية بين الصين والدول العربية.
 
الجمعة الماضية نظمت وزارة التجارة الصينية مؤتمراً صحفيا خاص بالمعرض الصيني العربي لعام 2017،حضره وانغ خه شان نائب منطقة نينغشيا ذاتية الحكم المسلمة، وتشيان كه مينغ نائب وزير التجارة الصيني بمقر الوزارة بالعاصمة بكين.

وقال وانغ خه شان نائب حاكم منطقة نينغشيا، إن المعرض الصيني العربي 2017 سيشارك في بناء مبادرة الطريق والحزام وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الدولي، ودفع التعاون الصيني العربي لجعله أقوى ومستدام وإبداعي ومشترك الفوز، مضيفا أن المعرض سيركز على التعاون الاقتصادي والتجاري على أساس العلوم والتكنولوجيا والزراعة.

وأشار إلى أن مدينة ينتشوان عاصمة منطقة نينغشيا ستستضيف فعاليات المعرض بين يومي 6 و9 سبتمبر ، وستكون مصر ضيف شرف المعرض.

تعزيز التعاون المشترك

لا شك أن هذا الحدث يهدف إلى تعزيز الصداقة وتعميق التعاون وتحقيق التنمية المشتركة، حيث سيتناول المعرض التجارة السلع والخدمات والتعاون في مجالات التكنولوجيا والاستثمار والمالية، إلى جانب التعاون السياحي، حيث سيتم تنظيم سلسلة من المؤتمرات والمعارض على هامش المعرض، منها منتدى التعاون الزراعي ومعرض الزراعة الحديثة ومعرض السيارات الصينية، كذلك  منتدى التعاون اللوجستي الدولي ومنتدى الائتمان.

وفى مجال التعاون في مجالات التكنولوجيا، فسيشهد اجتماع نقل التكنولوجيا والإبداع ومعرض التقنيات المتقدمة والأجهزة الحديثة، إضافة إلى اجتماع طريق الحرير على شبكة الإنترنت، ومعرض الحوسبة السحابية، وتطبيق البيانات الكبرى علاوة على منتدى السكك الحديدية فائقة السرعة، أما فيما يتعلق بمجال الاستثمار والمالية فسيتم عقد  قمة التعاون المالي ومنتدى تعاون القدرة الإنتاجية الدولي ومعرض مرافق البنية التحتية وتعاون القدرة الإنتاجية، وأيضا التعاون في مجال السياحة حيث سينظم اجتماع المؤسسات السياحية ، من أجل بناء جسر جديد للتعاون "الصيني- المصري"، وتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال.

كما سيعقد على هامش المعرض الدورة السابعة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الخاصة بمنتدى التعاون الصيني العربي والمعرض الشامل للسلع والخدمات الدولية.

ويتضمن جدول الأعمال الأساسي للمعرض حفل الافتتاح الكبير، وسلسلة من الأنشطة التي تقوم بها مصر بوصفها ضيف الشرف من الدول العربية، وفوجيان بوصفها ضيف الشرف من بين المقاطعات الصينية، فضلا عن قمة الصين والدول العربية للأعمال لعام 2017.

الحزام والطريق

وخلال المؤتمر الصحفي أكد وانغ أن المعرض الصيني العربي لعب دورا إيجابيا في البناء المشترك الصيني العربي لمبادرة "الحزام والطريق" خلال السنوات الأخيرة، وقد عقد المعرض الصيني العربي دورتين بنجاح بتنظيم مشترك من قبل وزارة التجارة الصينية، والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، وحكومة منطقة نينغشيا، ما أدى إلى تأثير واسع وعميق في العالم، والحصول على اعتراف واسع النطاق من قبل الدول على طول مبادرة "الحزام والطريق" بما فيه الدول العربية.

وقد أشار شي جين بينغ الرئيس الصيني إلى أن المعرض الصيني العربي قد أصبح منصة هامة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية في أثناء خطابه الذي ألقاه في مقر الجامعة العربية في يناير 2016.

شريك اقتصادي

وقد أكد تشيان مينغ نائب وزير التجارة الصيني في هذا الإطار، أن الصين والدول العربية كلاهما شريك اقتصادي وتجاري مهم، وتتطور علاقتهما الودية بشكل ثابت وحاليا أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، وسوقها الهامة لتصدير النفط الخام وبالمقابل تعتبر الدول العربية أكبر مورد نفط خام للصين وثامن أكبر شريك تجاري لها،وسوق هامة للمشروعات والاستثمارات الخارجية.

ففي عام 2016 بلغ حجم التجارة الصينية العربية 171.14 مليار دولار بانخفاض 15.6% عما كان عليه في العام السابق، ووصلت قيمة العقود الجديدة التي وقعها الجانبان إلى 40.37 مليار دولار أمريكي بزيادة 40.8% عن العام السابق، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية 1.15 مليار دولار بزيادة 75%، كما بلغ حجم الاستثمارات العربية المباشرة في الصين 67 مليون دولار.

على الرغم من تقلص حجم التعاون في مجالات التجارة الصينية والعربية، والاستثمارات العربية في الصين في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض أسعار السلع خاصة النفط الخام، قال نائب وزير التجارة الصيني في الوضع الجدي تعمل حاليا الدول العربية على تعزيز إصلاح الهيكل الاقتصادي وتسريع عملية التنويع وهي تتوافق تماما مع مبادرة "الحزام والطريق"، لذلك هناك إمكانية كبيرة لتحول وارتقاء التعاون بين الجانبين في المستقبل، وستعمل الصين على تعزيز عملية توافق استراتيجية التنمية مع الدول العربية لارتفاع جودة العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية والعربية وزيادة منجزاتها في أسرع وقت ممكن. 

وأضاف أن الصين تسعى وراء دفع التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي من خلال ثلاثة إجراءات، أولا: تعزيز التشاور الاقتصادي والتجاري وتحسين آلية التعاون، وثانيا: تكثيف تعاون الاستثمار لتعزيز التنمية الصناعية، وثالثا: تعميق تعاون التنمية وتبادل خبرات التنمية.

تأثير كبير

تجدر الإشارة إلى أن معرض الصين والدول العربية  يلعب دورا كبيرا على المستوى الداخلي والخارجي للصين وتنظمه حكومة مقاطعة نينغشيا تحت رعاية مجلس الوزراء الصيني  بالتعاون مع وزارة التجارة والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، كما يمثل  منصة استراتيجية للدول الواقعة على طريق الحرير للتواصل السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي وإجراء حوارات رفيعة المستوى.

كما أنه يعد جسرا لتبادل المعلومات بين المؤسسات المحلية في المقاطعات والمدن ومناطق الحكم الذاتي الصينية من ناحية، والدول العربية والإسلامية من ناحية أخرى، فضلا عن أنه يوفر خدمات استشارية تجارية للغرف والجمعيات التجارية والشركات الكبرى. وسيشارك فيه  عدد من دول حزام وطريق الحرير من خارج العالم العربي فيه هذا العام، منها بعض دول جنوب شرق آسيا كاندونيسيا وماليزيا وتايلاند ودول أفريقية منها جنوب إفريقيا وموريتانيا، كذلك دول كازاخستان وقيرغيزستان ومنغوليا من آسيا.

وقد حضر الدورتين السابقتين للمعرض الصيني العربي ويقام كل عامين، 12 شخصية مهمة صينية وأجنبية، و143 وزيرا صينيا وأجنبيا، و60 دبلوماسيا أجنبيا، وممثلون من أكثر من 2200 شركة كبيرة ومتوسطة ومؤسسة مالية، و139 جمعية أعمال تجارية من 80 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، فضلا عن أكثر من 18 ألف عارض ومشترِ. 

وتم توقيع 321 اتفاقا مبدئيا، وبلغت قيمة العقود التراكمية 132.87 مليار يوان، وبلغ التعاون إلى العلوم والتكنولوجيا والتمويل والطاقة والزراعة والصحة والسياحة والثقافة والتعليم، وقد لعب المعرض دورا مهما في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.