الفاتنة .. ورئيس المباحث

مستديرة الوجه.. شعرها الأسود الفاحم ينسدل على كتفيها وكأنه مغسول بماء سحري.. عيناها حوروان تنافس عيون البقر.

تسير بخطوات يشوبها جلال ووقار، تبدو وكأنها مسرة للعيون.

وداخل قسم شرطة الوايلي تطلب مقابلة المقدم عمرو الحسيني رئيس المباحث الذي استقبلها، وجلس يستمع إلى روايتها، حيث تعرضت لواقعة نصب من أحد الدجالين واستولى منها علي مبلغ 7 آلاف جنيه.

وبابتسامة علت وجهه وعدها بسرعة القبض عليه، وبذكاء متقد، وخبرة غير مسبوقة، اكتشف رئيس المباحث الإجابة على التساؤلات والشكوك التي كانت بداخله بعدما ذكرت له اسم الدجال المتهم، حيث أنه معروف وثري أيضا.

أصر رئيس المباحث علي كشف لغز هذه المرأة الفاتنة، وطلب من معاونه الرائد عمرو الشناوي بعمل كمين أشرف عليه العقيد علي نور الدين مفتش المباحث، وطلب منها الاتصال بالمتهم وتحديد مكان وميعاد بأحد الشوارع، حيث رجال المباحث منتشرين لمراقبة الموقف عن كثب.

أمسكت المرأة الفاتنة هاتفها المحمول، وبلسان يغزل أجمل الأحاديث تطلب من المتهم مقابلته، وما إن اقتربت منه فوجئ رجال المباحث بأحد الأشخاص يعطيه حقيبة، ويحاول الفرار، إلا أن رئيس المباحث نجح في الإمساك به، وفجرت المرأة الفاتنة المفاجأة أمام العقيد علي نور الدين، مفتش المباحث، حيث ذكرت في أقوالها بأنها اتفقت مع زوجها حامل الحقيبة وخمس فتيات فاتنات أيضا في ابتكار أحدث طريقة لابتزاز الأثرياء وراغبي المتعة، وهي أن تقوم بالاتصال بهم عشوائيا عن طريق الهاتف، وتحديد ميعاد للقاء وقبل ذلك تذهب إلى قسم الشرطة وتحرر محضرا تتهم فيه ضحيتها بالنصب عليها عن طريق الدجل، بينما يكون زوجها موجودا بالمكان المحدد واعطاءه الحقيبة التي تبين أن بداخلها كتب عن كيفية أعمال السحر والشعوذة، وأنواع من الأبخرة، والتعويذات لإثبات التهمة عليه أمام رجال المباحث.

اعترفت الزوجة المتهمة بأنها قامت وعصابتها بالتحايل وابتزاز عدد كبير من الأشخاص بهذه الطريقة مقابل أن تتنازل بعد ذلك عن اتهامها لضحاياه بالدجل مقابل مبلغ مالي تتفق معهم عليه.
أرشدت عن عصابة الحسناوات الخمس اللاتي كان يقمن بمساعدتها، وآخر كان يقوم بدور زوجها بتسليم الحقيبة للضحية.

تم تحرير المحضر اللازم وأحالهم العميد هشام أبو النصر مأمور قسم شرطة الوايلي إلى النيابة التي تولت التحقيق.