في كلمته بمنتدى الإعلام العربي بدبي..

مأمون فندي: أدعوا إلى قومية عربية غير ناقصة

قدم الدكتور مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، خلال مشاركته بمنتدى الإعلام العربي بدبي، الاثنين 1 مايو، رؤيته حول العديد من القضايا الإعلامية الشائكة في المنطقة العربية، ومنها حقيقة وجود إعلام عربي مؤثر، واصفاً المشهد الإعلامي العربي بإعلام الأزمة، الذي تسبب بمزيد من الضبابية أمام الشعوب العربية.
ورأى فندي أن الإعلام العربي تسبب في حالة من الانسداد أمام فهم المواطن العربي حقيقة ما يحدث من حوله، مؤكداً أن الإعلام العربي هو "إعلام الرأي" ولكن ليس "إعلام الرأي ورأي الآخر".
وأضاف أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في الانغلاق على الآخر، وليس على الانفتاح كما يعتقد الكثيرون، ومن السهل ملاحظة أن شبكات التواصل الاجتماعي، تعج بالحسابات الشخصية لأناس لا يقبلون في صفحاتهم التحاور مع فئات لا تتوافق معهم بالرأي، مشيراً إلى أن ما سمي بثورات "الربيع العربي" تسببت بحالة من العقم الحواري بين شعوب العربية، وبطبيعة الحال لقد عرقلت الحوار في المنطقة.
وأكد مأمون فندي أنه رغم من هذا الوضع العربي المأزوم والمتأخر عن ثقافة الرأي وثقافة المعلومة وثقافة الحوار، توجد ثمة نماذج مضيئة في العالم العربي، تحيي الماضي كما المستقبل، قائلا: "بدون شك أن هذه النماذج تدفع الشعوب العربية إلى المزيد من الأمل بما هو قادم، ولن أجامل عندما أقول أن دبي هي إحدى هذه النماذج المضيئة في مستقبلنا، حيث أصبحت هذه المدينة عاصمة إعلامية بحسن التنظيم، والانفتاح، والإدارة".
وأشار فندي خلال الجلسة إلى أن عالمنا العربي في مفترق طرق يواجه تحديات كبرى، ثقافية وحضارية وإعلامية وبعدها حوارية وسياسية، والأفكار الكبرى التي يمكن أن تصلح الأوضاع يبدو أنها غائبة، وذهب إلى وصف الموقف بأن الأفكار الكبيرة ماتت تماماً، واستعاض العرب عن الأفكار الحية بالمقالات القصيرة في "صحف السيارة"، وكذلك التغريدات والكتابة على صفحات "فيس بوك"، وآخر هذه الأفكار الكبيرة هي فكرة القومية العربية التي يراها القاصي والداني بأي حال أصبحت وتحولت.
وأمام عدد كبير من القيادات الإعلامية في المنطقة العربية، قال فندي: "أتمنى أن تكون هذه الجلسة تحفيزاً للأذهان من أجل قومية عربية متكاملة وليست ناقصة، لا تلغي الدول العربية الحديثة أو تهددها ككيان وإنما تعضد من وجودها وتساندها في إطار مفهوم استراتيجي جديد يخدم الجميع".