»بوابة أخبار اليوم« تكشف معلومات عن الانتحاري والهارب في أحدث كنيسة الإسكندرية

  عناصر الإرهابية استأجروا شقق للحصول على محل إقامة في السويس من أجل التعيينات

داخل مدينة السلام الأكبر مساحة، والأكثر اتساعا بشوارعها في محافظة السويس، كانت محل إقامة الانتحاري محمود حسن مبارك، الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، الهارب مصطفى عبده المتهم بالاشتراك في العملية الإرهابية الأخرى التي استهدفت كنيسة ماري جرجس في طنطا.

 لكن لا أحد في المدينة يعرف أيا منهما، او حتى مكان إقامتهم، بالكاد تجد من يقول أنه" يشبه" انه رأى أحدهم مرة في صلاة الجمعة لكن لا يعرفه ولا يتذكر أسمه ولم يلتقيه في أي وقت.

"بوابة أخبار اليوم" أجرت جولة واسعه بمدينتي السلام التي تنقسم إلى قطاعين 1 و2، استمرت ساعات بحثا عن منزل المتهمين، وكشفت رحلة البحث ان العناوين المقيدة في قضية كل منهما كانت عناوين غير حقيقية، تعتمد على ما قدموه عقود ايجار وهمية وصولات غاز وكهرباء ليس سهلا الوصول إليها، فتقسيم المدينة إلى عشرات الشوارع الرئيسية والفرعية بأسماء الصحابة، وقطع الأرضي والاحواض الموزعة على جانبي الشوارع، دفعنا للاستعانة بخريطة للوصول الى عنوان كل منهما. وفقا للمقيد فان الانتحاري يقيم بمدينة السلام 1، حوض 282 قطعة 135، لكن هناك أكثر من 4 عمارات سكنية تحمل هذا الرقم، فضلا عن تشابه الأسماء، الاستعانة بالأهالي لم تجدي نفعا في الوصول الى معلومات عنه، فقد دلونا على منزل يملكه حسن مبارك، وهو نفس اسم والد الانتحاري، ولديه ابن يدعي محمود أيضا، طرقنا باب المنزل فتح لنا حسن مبارك وكان موظف بالمعاش بأحدي شركات البترول، ولكنه ليس من أصول صعيدية، وابنه محمود حي يرزق ولديه مشروع تجاري في الغردقة.  

 وفقا لمصادر أمنية فان مأمورية وفدت من القاهرة قبل أيام واصطحبت معها أفراد اسرة محمود الانتحاري للاستدلال على حمضه النووي والتأكد من هويته، ولم يعود أيام منهم حتى اليوم.

 وذكر المصدر ان الاسرة تقيم بشارع الامام الشافعي المتفرع من شارع حسن البنا بالسلام، لكن أصحاب المحال التجارية المعدودة في الشارع لم يعرفوا محمود حينما عرضنا عليهم صورته، وبالكاد ذكر أحدهم انه ربما رأه مصادفته عقب الصلاة في زاوية الروضة بنهاية الشارع، توجهنا للمنزل الذي يعلو الزاوية، فأخبرنا المهندس طارق الركابي انه لم يسمع عن ذلك الاسم من قبل، ولم يتعرف أيضا على صورته. تختلف الطبيعة السكانية لمدينة السلام عن غيرها من باقي المدن، فاغلب المقيمين اما عائلات تنتمي لصعيد مصر، أو مغتربين يعملون في مصانع وشركات السويس، وهناك نوع ثالث وهو المقيم بالبطاقة فقط، وقد ساهم عناصر الجماعة الإرهابية المقيمين في السويس في جلب تلك العناصر داخل السويس، وتأجير وحدات سكنية لهم للحصول على محل إقامة بالمحافظة ليتسنى لهم الحصول على فرص عمل بشركات السويس.

 في آخر مدينة السلام 2 كان المتهم مصطفى عبده قد استأجر قبل عدة شهور وحدة سكنية، بالعمارة الكائنة بالقطعة 110 حوض 170، واكد الأهالي أنهم لم يروا المتهم من قبل، ولم يقم في العقار أو يدخله ولو من باب الزيارة.

ويكشف مصدر أمني ان المتهم الهارب قدم الى السويس ضمن ألاف المغتربين بحثا عن فرص العمل، ورغم تغيير محل أقامته من قنا إلى مدينة السلام سعيا وراء فرصة العمل، إلا انه لم يُوفق فيها .