تحل اليوم 12مايو ذكري رحيل الفنان استيفان روستى الذي علمنا أن نحب الشر لأن بداخله إنسان فهو  الشرير الكوميديان الظريف. بإفيهاته وقفشاته  التى مازلت الجميع يرددها ومن أبرزها . نشنت يا فاح .  ولد استيفان روستي في 16 نوفمبر 1891 في حي شبرا بالقاهرة، وكان والده بارون نمساوي من أسرة أرستقراطية عريقة وتقابل مع أمه الايطالية في روما وتزوجها وحضرا معاً لزيارة مصر وأعجب بها  وبدأ مشواره الفني بفرقة “سليم عطا الله” المسرحية، وشارك في أدوار صغيرة في عدة مسرحيات حتى حصل على دور كبير في مسرحية “شارلمان” عام 1912،  وفي نهاية عام 1922، تقابل مع يوسف وهبي وعزيز عيد في باريس، وفكروا في إنشاء فرقة مسرحية وعادوا إلى مصر وأسسوا فرقة “رمسيس” ولم يكن مجرد ممثل في الفرقة بل قام بترجمة واقتباس وإعداد أكثر من مسرحية منها “أسيرالحب” و”مستشفى المجاذيب”و”العمة شارلي”، و”أستاذ اللطافة” و”الهديد” اللتين تولى إخراجهما عام 1926. وفي العام التالي عاد إلى فرقة صديقه نجيب الريحاني، وشارك في غالبية مسرحياتها كممثل حتى رحيل الريحاني في عام 1949 وحين كون إسماعيل ياسين فرقته المسرحية عام 1954 كان من أوائل الفنانين الذين انضموا إليها ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في بدايته وتحديداً عام 1927 في الفيلم الصامت “ليلى”، وهو أول إنتاج روائي طويل للسينما، حيث اختلفت بطلته ومنتجته عزيزة أمير مع مخرجه التركي وداد عرفي، فأسندت إخراج الفيلم إلى ستيفان معتمدة على دراسته للسينما،وقام بإخراج العديد من الأفلام وشارك بالتمثيل في نحو 120 فيلماً قدم فيها أداءً تمثيلياً فريداً وفي عام 1950 اشترك في تسعة أفلام وكان أخر أفلامه “حكاية نص الليل” أمام عماد حمدي وزيري البد راوي عام 1964، وعرض بعد وفاته بشهرين وفى مايو انطلقت شائعة بوفاة روستى بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية وأقامت له نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الإشاعة وفى منتصف التأبين جاء استيفان روستى لمقر النقابة ليسود الذعر الحاضرين وتوفى استيفان روستى عن عمر يناهز 73 عاما  فلم يكن روستى مجرد حالة فنية عبقرية يندر تكرارها على الصعيد الفني بل كان حالة إنسانية مبهرة توضح ما كنت عليه مصر في القرن الماضي وحتى منتصفة رجل أوربي الأصل يعد جزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية التي عجنته الإسكندرية مصريا أكثر ممن يعيشون بمصر رحل روستى ومازلنا نتذكره وجها حاضرا وتاريخا فنيا لا ينسى رحل وهو لا يملك سوى سبعة جنيهات رغم أدائة أدوار البشوات ولكنه ترك رصيدا طاغيا من المحبة والإيفهات والأفلام المستمرة على مر العصور