احتفلت المخرجه الشابة روجينا بسالي مساء أمس الخميس، 2 نوفمبر، بمركز الإبداع بالأوبرا بالعرض الأول لفيلمها القصير "88". ويتناول الفيلم الظلم الذي تتعرض له المرأة المبدعة في مصر، وقد اختارت روجينا 6 نماذج لمبدعات مصريات ليروين ما تعرضن له من مواقف صعبه وظلم على مدار عملهم الابداعى هن: المخرجة هالة خليل، السيناريست مريم نعوم، الفنانة التشكيلية، الكاتبة ياسمين الخطيب صاحبة فكرة الفيلم، الفنانة سارة البطراوى مصممة ومحركة العرائس، ود. شيرين أبو النجا ناقدة وأكاديمية، ود. منال محى الدين عازفة الهارب الشهيرة. ويكشف الفيلم ما عانته كل منهن لتحقيق حلمها للعمل في مجال الفن، فالمخرجة هالة خليل كانت تخفى عن أسرتها انها التحقت بمعهد السينما إلى جانب دراستها فى كليه الهندسة، وحينما قررت أن تترك الدراسه في الكليه، وُوجهت برفض شديد من أهلها إلى أن استطاعت أن تقنعهم، بعد أن اشترطوا عليها الدراسة فى كليه "محترمة" إلى جوار معهد السينما. وحتى بعد عملها كمخرجه كان والدها يشترط أن تعود للمنزل فى موعد مناسب، وأسرة والدتها تنتقدها بشدة؛ لأنها سمحت لابنتها بأن تعمل مخرجة. بينما قالت مريم نعوم السيناريست الشهيره لقد فرضت على المحيطين بي طريقتي في العمل وهى أن لدي ابن هو مهم جدآ بالنسبه لى وأيضاً لدى عمل مهم جداً، وكنت اصطحب ابني مروان وهو طفل رضيع لأحضر به اجتماع عمل لأننى لا أريد ان اتركه لمربية أو غيره وبالفعل تقبل الآخرون أننى السيناريست الأم التى تحضر بابنها للعمل. بينما قالت د شيرين أبو النجا جمله كاشفه لحال المجتمع وملخصة لحال المرأة المبدعة فيه، حيث قالت "أن تفشل النساء في العمل الإبداعى تلك رفاهيه لا نملكها". حضر العرض المنتج د. محمد العدل والفنانه سيمون والفنانة التونسية عائشة بن أحمد والفنانة سمر مرسي والمخرجه هالة خليل والعازفه د. منال محي الدين والكاتبه مريم نعوم التي اختفت ولم تحضر الندوه التي أدارها المخرج أحمد ماهر لأسرة العمل، وهم المخرجة روجينا بسالي وصاحبة فكره الفيلم الفنانه التشكيلية ياسمين الخطيب ومصممه العرائس سارة البطراوى والمشارك في كتابه السيناريو زين خيرى والمخرجه هاله خليل، التى كانت إحدى النماذج التي تم استعراض معاناتها في الفيلم. قدم مدير الندوة المخرج د. أحمد ماهر المخرجة روجينا بسالى واصفاً إياها بقوله "روجينا في رأيي من أهم مخرجات الجيل الجديد وتتميز بأن لديها إخلاص شديد للمهنة ولأفكارها ومبادءها وتعمل بدئب وهدوء دون أي دعاية وهي من المخرجات اللاتي لا يوجد لديهم أي نرجسية في العمل ودائمآ يكون لديها امتنان كبير لكل فريق عمل فيلمها ونجدها تتوارى في الفيلم لتسلط الضوء على النماذج التى اختارتها لتعرض قصتها فى فيلم "88" أحييها على أنكار الذات فى العمل وبساطه التناول التى جعلت الفيلم يظهر بهذا الصدق". وقال ماهر مازحاً مع المخرجه هاله خليل "لقد اكتشفنا من خلال هذا الفيلم ممثلة جيدة ودمها خفيف ولقد درست معي كورس تمثيل وقالت لى أنها تريد أن تعرف كيف يفكر الممثل كي تعرف كيف توجهه ولكننى الآن أكتشفت السبب الحقيقى لحرصها على دراسه التمثيل". وقالت هالة: لقد كنت مرتاحة نفسياً أثناء التصوير لأن فريق العمل وراء الكاميرا وروجينا كمحاورة مريحين جداً ولقد أخرجت منى أشياء لم أكشفها من قبل وضغطت لكي تخرجها مثلاً علاقتى بوالدى وأننى كنت أتمنى يحتفي والدى بي وبعملي. وتابعت: في بدايه طريقي كمخرجة حصلت على جائزة من المهرجان القومى للسينما عن فيلمى القصير الاول "طيرى يا طيارة" و صعدت على المسرح، وتسلمت الجائزة من وزير الثقافة وكان والدى يشاهد التلفزيون ورآنى، وبعد ان عدت للمنزل تعامل مع الموضوع بشكل عادى جداً، وكأننى لم يتم تكريمي. وتضيف هالة: المرأة المبدعة في مجتمعنا مرصودة وأشعر حينما أقدم فيلم أو اكتب مقال بأن الناس تراقب ما أفعله. وأوضحت "المخرج الرجل من الممكن أن يصيح في العاملين معه فى الاستوديو، لكن المخرجة السيده لن يتم قبول هذا التصرف لو صدر منها؛ لهذا أحرص على ضبط أعصابي تمامآ اثناء التصوير مع أننى كمخرجة سيدة هناك ضغوطات ومسؤوليات لدى قبل أن أنزل إلى مكان العمل فى الاستوديو من الاهتمام بشؤون البيت والأسرة، وفي إحدى المرات نظرت لمدير التصوير وفكرت أن كل ما فعله قبل الحضور للتصوير هو تناول الفطور الذي أعدته له زوجته، بينما أنا كمخرجة كان على ان أحضر الطعام لأسرتى واهتم بذهاب ابنى للمدرسة، والتزامات كثيرة فقلت له إننى أحسدك". واختتمت هالة قائلة: وفي النهايه أحب ان أحييى كل فريق العمل و خاصه المونتاج أحمد عادل. وقالت روجينا بسالي أرفض تصنيف فيلمى على أنه ينتمى لسينما المرأه، لقد قدمت فيلماً عن الإنسان الذى يعانى من مشكله معينة، أثناء العمل كانت هناك روح جميلة بين أسرة الفيلم وشكراً لكل تلك الأسره وشكراً لكل بطلات الفيلم. بينما كشفت مصممة ومحركه العرائس سارة البطراوي أن بعد ارتباطها بالخطوبه لزميل لها في العمل بدء يتغير ويرفض عملها كمحركة عرائس، فوافقت أن تعمل كـ"ماكييره" فرفض أن تلامس وجه الرجال وشيئآ فشيئآ وجدت أنها تتنازل عن كل أحلامها وطموحاتها فأضطرت لفسخ الخطبة. وكشفت الأديبة والفنانة التشكيلية ياسيمن الخطيب إنها كأمرأة جميلة مضطهدة ومستهدفة ولكن حينما تكون أيضاً مطلقة، فهي مستهدفه ومستباحه، وكشفت عن أنها نشرت صورتها مع أحد المقالات فكانت كل التعليقات عن صورتها وشكلها وكانت تعليقات خارجة، بينما جاء تعليقين اثنين فقط عن محتوى المقال. وأضافت الخطيب "رغم أننى تعرضت لكل أنواع الظم من المجتمع إلا أننى كنت محظوظه بدعم ومسانده أسرتى لى". وقال السينارست زين خيرى شلبي، المشارك فى كتابه السيناريو، لقد حرصنا منذ البداية على الابتعاد عن المبالغة أو تقديم سينما "نسوية" حتى لا تأتى بنتيجه عكسيه بل حرصنا على عرض قضية ما تتعرض له المرأه التي تدخل مجال الفن والإبداع من مظلوميات متنوعة بدء من أسرتها والمحيطين بها وصولاً للمجتمع ككل بشكل هادئ وبسيط حتى البطلات اللاتي ظهرن فى الفيلم كانوا هادئات ومتفهمات لطبيعه المجتمع ومشكلاته ويعرفن كيف يتعاملن معه بدون صوت عالى. وأكد شلبي أن الفضل الكبير في الفيلم يعود لروجينا، التي بذلت المجهود الأعظم من التحضير للتصوير للمونتاج. الفيلم تم إهدائه لروح الكاتبة والمناضلة فتحية العسال، وروح المخرج الشاب محمد رمضان. الفيلم فكرة ياسمين الخطيب، سيناريو روجينا بسالي، وزين خيري، موسيقى ريمون صقر، تصوير سيمو حامد وأحمد عادل، مونتاج أحمد عادل، مدير إنتاج هاني أبو سمك مهندس صوت، شريف زين مساعد مخرج جاسمين عمرو عرفة، إخراج روجينا بسالى، إنتاج روجينا بسالى، بدعم من شركة "أروما"