أصل الحكاية | فكرة إنشاء مقابر الخالدين في العالم

مقابر الخالدين فى فرنسا
مقابر الخالدين فى فرنسا

نشأت فكرة إنشاء مقابر الخالدين فى العالم من الرغبة فى تخليد ذكرى بعض الشخصيات التاريخية التى أسهمت بشكل ما بأعمال عظيمة فى تاريخ الأمم من الأدباء والمفكرين والسياسيين وقد نشأت الفكرة فى البداية فى فرنسا ومنها انتقلت إلى الكثير من الدول فى العالم.

«مدبولي»: الدولة حريصة على الحفاظ على القاهرة التاريخية والتراث لا يمكن تدميره

نقدم لكم 4 مقابر الخالدين فى العالم :

 مقبرة العظماء أو البانثيون 
تقع فى باريس مبنى بالحي اللاتيني في باريس وتعني باليونانية كل الأرباب وتضم رفات بعض عظماء الفرنسيين وتطل على كافة أرجاء باريس، كان مصممها جاك جيرمان لديه نية الجمع بين خفة وسطوع الكاتدرائية القوطية مع المبادئ الكلاسيكية.

1- مقبرة مونمارتر 
معلم باريسي مهم جداً وقد تم افتتاح مقبرة مونمارتر في 1 يناير 1825 وقد قامت مدينة باريس في عام 2012 بدراسة لتعزيز المناظر الطبيعية وحماية التراث في حي مونمارتر ولا سيما المقبرة وهذه الدراسة أدت إلى تصنيف الموقع كموقع تاريخي على نفس النموذج الذي اعتمد من أجل مقبرة بير لاشيز.

2- مقبرة بير لاشيز 

تبلغ مساحتها 118.6 فدانا وتعتبر من أكثر المقابر زيارة في العالم، فيها دفن أعلام الحياة الفنية والأدبية والسياسية في فرنسا على مدار 200 سنة، وبها أيضا نصب تذكارية للحرب العالمية الأولى، وبها يوجد قبر أوسكار وايلد الاديب الإنجيلزي الشهير.

3- هوليود فوريفر سيميترى
تضم رفات أشهر فنانين هوليود ودُفن بها جودي جارلاند وسيسيل بي ديميل ورودولف فالنتينو ودوغلاس فيربانكس ودوجلاس فيربانكس جونيور ؛ موسيقيون مثل كريس كورنيل، سكوت ويلاند، دي دي وجوني رامون، وقد تأسست عام 1899.

4- مقبرة لوس أنجلوس
تضم هذه المقبرة التى تأسست سنة 1877 رفات مشاهير المدينة الأمريكية وهى مقامة على مساحة 67 فدانا وتضم إضافة إلى رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على رئاسة المدنية مجموعة من أبرز المشاهير.

وفي التقرير التالي نرصد أبرز مقبرة نقل إليها رفات العديد من العظماء..

- أصل الحكاية : تاريخ مصر

أما تاريخ مصر مليء بالأشخاص الذين قدموا الكثير من المعارف والفنون والإنجازات، ليس لوطنهم فحسب، بل تتجاوز إنجازاتهم لتؤثر في المنطقة بأسرها، بل في العالم، ليتجاوز حقهم الأدبي على الدولة المصرية ليس فقط تكريمهم في حياتهم، ولكن تكريمهم بعد وفاتهم أيضًا، وفي قلب ذلك التكريم الاهتمام بمثواهم الأخير".

وقد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارا بتشكيل لجنة لتقييم موقف نقل المقابر الموجودة منطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، بعد اعتراضات على قرارات حكومية بإزالة مقابر شخصيات عامة بارزة.

وأمر الرئيس، بإنشاء ما يسمى بـ"مقبرة الخالدين"، لتكون صرحا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضًا متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء.

لماذا مقبرة للخالدين؟

وقال بيان لرئاسة الجمهورية، إن التوجيه جاء "انطلاقا من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق"، وسبق وأن قدم النائب في مجلس الشيوخ المصري، محمد فريد، في ينايرالماضي، اقتراحا إلى لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في المجلس لإنشاء مقبرة أسماها وقتها "مقبرة للعظماء".

أضاف، أنه "نتيجة لعمليات التطوير القائمة في البنية التحتية، ومنها إنشاء ورفع كفاءة شبكات الطرق في كافة أرجاء الدولة المصرية، ظهرت أزمة تخص بعض مقابر الشخصيات التاريخية التي أثرت في نهضة وتاريخ البلاد، من مقبرة الدكتور أحمد لطفي السيد لمقبرة الدكتور طه حسين وغيرها من الشخصيات، التي تركت بصمتها في التاريخ وساهمت في نهضة وتراث مصر الوطني".

- مقابر للعظماء في التاريخ

وأشار فريد إلى أن مصر عرفت هذا النوع من المقابر منذ العصر الفرعوني، لافتا إلى اكتشافات وادي الملوك التي ضمت ملوكا وأمراء وبعض الأشخاص المهمة في الدولة الفرعونية، وكذلك على مدار التاريخ البشري تعددت أشكال هذه المقابر منها "مقابر المماليك" في القاهرة الفاطمية.

وأشار إلى ظهور هذه المقابر في العصر الحديث، وتحديدا في القرن السادس عشر، بإنشاء مقابر العظماء في باريس (البانثيون)، تقع في الحي اللاتيني وتعتبر مقر الدفن الرئيسي لشخصيات أثرت في التاريخ الفرنسي والعالمي، ومدفون فيها نحو 90 شخصية عامة من التاريخ الفرنسي.

أكبر من مجرد مقبرة :

وبحسب الرئاسة المصرية، وجه السيسي أن تتضمن المقبرة متحفا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم.

وقال كبير الآثريين في وزارة السياحة والآثار مجدي شاكر ، إن "فكرة مقبرة الخالدين تعد تقديرا وتعظيما لرموز مصر وأبنائها".

وأشار إلى أنها فكرة مطبقة بالفعل في عدة دول، مشيرا إلى ضرورة تصميم المقبرة على الطريقة المصرية ونقلها كما هي بذات الطابع المعماري المميز من زخارف وكتابات ونقوش.

ولفت إلى أن المقابر التاريخية يوجد فيها رخام تم جلبه من بلاد أخرى، متمنيا أن تكون مقبرة الخالدين بنفس طرازها المعماري، وأن يدخل فيها التكنولوجيا الحديثة كمتحف ومكتبة لعرض الأعمال الفنية والأدبية، مثل الكاتب والروائي يحيى حقي والشاعر محمود سامي البارودي لتعرض فيه يوميا أحداث فنية من عروض مسرحية.

وكذلك اقترح شاكر أن تحّول المقبرة إلى ساحة من المسابقات، مثل قراءة القرآن الكريم بقراءة الإمام ورش (المتوقع نقل رفاته إلى المقبرة المقترحة)، وأكد كبير الآثريين أن المؤسسات الثقافية سوف تدعم هذه الفكرة إلى جانب وزارة السياحة والآثار.

وعلى الجانب الآخر، قال طارق المري، استشاري الحفاظ على التراث الثقافي وعضو لجنة التراث بالاتحاد الدولي للمعمارين، إن مقبرة الخالدين فكرة جيدة ولكن لما هو قادم من الشخصيات المؤثرة في المجتمع المصري بينما المشكلة الأكبر أن عندنا أكبر جبانة اسلامية في التاريخ بعد البقيع.

وأضاف طارق المري، أن المقابر التاريخية في مصر يوجد بها مئات العلماء والصحابة وآل البيت وغيرهم من الشخصيات الهامة ويجب الافتخار بتاريخنا لأنه تاريخ موجود فعليا ويجب تجنب تدميره.

وأشار طارق المري، إلى أن مقبرة الإمام الشافعي يزوره 100 ألف سائح سنويا من خارج مصري ولو تم تطوير المكان واستغلاله لاستثمار السياحة الدينية سنحقق أرباح كثيرة، مؤكدا أن هناك كنوز كثيرة وعلينا اللجوء إلى الحلول الهندسية للحفاظ على كل أثر.

 

وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور جمال مصطفى، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لشئون الآثار الإسلامية، إن هناك أكثر من شِق، فيما يتعلق بما يحدث الآن في منطقة المقابر، موضحا أن الشق الأول هو "المحاور المرورية" والثاني يخص الآثار بينما الثالث يخص "التراث".

وأضاف ، "فيما يتعلق بشق المحاور المرورية، فكل مؤسسات الدولة تعمل فيه منذ 2020، وهناك لجنة كبيرة تضم كل الوزارات والجهات المعنية، ومجموعة من الاستشاريين المتخصصين في التراث، وتم العمل على المحاور المرورية، باستثناء الجزء الذي شهد لغطا كبيرا وهو كوبرى السيدة عائشة".

وقال: "مشكلة كوبري السيدة عائشة كبيرة للغاية، في إحدى المرات وقع أتوبيس من فوق الكوبري، وكان كفيلا بإغلاق المرور بالقاهرة بالكامل، وحدث وفاق مؤخرا بأن يكون الكوبري مجاور له أو متسق معه محور لمسار آل البيت".

وتابع: "قرار الرئيس السيسي اليوم بشأن اللجنة الخاصة بالمقابر الخاصة برموز مصر "الخالدين" كان قرارا كاشفا ودقيقا، حيث وصلت له معلومات كانت دقيقة للغاية، ونحن كنا جزء من اللجنة التي شكلها الرئيس، فنحن مجموعة الآثريين المتخصصين".

وقال: "اللجنة التي تم تشكيلها وفقا لتوجيه الرئيس السيسي، من المقرر أن يكون تقريرها جاهزا في هذا الشأن أول يوليو، وبعدها يتم العمل على قدم وساق وفي مختلف الاتجاهات".

وعلى الجانب الآخر، أكد الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة وعضو اللجنة الدائمة للآثار، إنه لا يوجد أثر يتم هدمه، مشيرًا إلى أن الدولة تقوم بترميم أي أثر أثناء تطوير المنطقة التاريخية الموجود فيها.

وأضاف أستاذ الآثار الإسلامية ، أن «قرار رئيس الجمهورية بإنشاء مقبرة للخالدين قرار عظيم وهذا متبع في جميع أنحاء العالم».

كما لفت إلى أن جميع الدول تقوم بإنشاء مقبرة جماعية تضم كافة من ساهموا في الحياة العلمية والفنية والسياسيّة، على أن يتم وضع لوحة صغيرة على المقبرة تشمل نبذة عن أعماله، سواء كانت فنية أو سياسية أو علمية أو غيرها».

وأوضح أنه يجب على المواطنين أن يعلموا أن قرار رئيس الجمهورية تمت دراسته بعناية، خاصةً أن المقابر التاريخية تتعرض لدمار طبيعي بسبب التغيرات المناخية، كما أن هذه المقابر ستكون يومًا من الأيام مزارًا سياحيًا، مشيرًا إلى أن المشروعات القومية تشمل تطوير وترميم المقابر الإسلامية.

وأكد أن المقابر في الإمام الشافعي الآن تتعرض لمجموعة من العوامل التي تهدد وجودها، خاصة وجود المياه الجوفية، كما أن هناك أكثر من 100 مقبرة مهددة بالانهيار.

بعد توجيهات الرئيس| ماذا يحدث في مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة؟