علي مبارك.. كاتب السجن الذي أصبح وزيرا

على مبارك
على مبارك

هجر «الكتاب» هاربا من عصا سيدنا ثم هجر منزله هربا من ضرب أبيه واشتغل «صبيا» لإحد عمال المساحة ثم عمل كاتبا في سجن ودار الزمن بالصبي فأصبح تلميذا في مدرسة أبي زعبل ثم تلميذا في «المهندسلخانة» فطالب علم غريب في باريس ثم وزيرا للمعارف فكان أول مهندس وآخر مهندس يشغل منصب وزير المعارف.

وكم عانى قبل أن يصبح وزيرا للمعارف فمنذ عودته من فرنسا وهو يتقلب بين سخط الحكام ورضاهم فحينا يوظف وحينا يسجن ولقد اشتغل بالتجارة ليكسب عيشه وفي بعض الوقت يرسل إلى الحرب . كان يلقي كل هذا العنت من أجل فكرته فقد وهب نفسه للعلم وصمم على أن يجعل من مصر بلدا مثقفا يقرأ فيه رجل الشارع الكتب ويتناقش في الأدب والفن على نحو ما رأى في باريس.

هو أول من  انشأ المدارس الريفية في مصر وأنشأ دار الكتب واستحدث القاعات الخاصة بالمحاضرات ودعا كبار العلماء من الخارج ليحاضروا فيها وكانت محاضراتهم تترجم للناس بعد إلقائها مباشرة وكانت هذه القاعات مسرح نشاط يومي للثقافة والعلم.

 ألف كتابا في عشرين جزءا عن تاريخ المدن والبلاد المصرية كما ألف قصة لأول مرة في مصر المعاصرة وقصته هذه هي كتاب حافل بالعلم والأفكار والمعلومات عن المشرق والمغرب في أسلوب دمث كشخصه.

كان عظيم الاعتداد بمصريته شديد الثقة بمستقبل الشباب وقد ألقى الضوء على كثيرين من بينهم مصطفى كامل منذ كانوا طلبة في المدارس الثانوية وحد كثيرا من دخول الانجليز في شئون التعليم.

كل ما سبق عن علي باشا مبارك الذي شارك في وضع أسس النهضة العلمية وأنشأ سياسة عامة للتعليم سارت عليها المدارس من بعده زمنا طويلا وكانت بعض أفكاره منها، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عام 1950.

فسر التقدم وفقا لـ"مبارك": لا حياة للأمم بغير العلم فبالعلم وحده يشيع في الناس نور الله وتشملهم الفضيلة ويخطون في مدارج الرقي ، وليست قيمة المتعلم فيما يقرأ من كتب أو فيما يحمل من شهادات وإنما قيمته في مدى ما يفيده مما قرأ ومدى ما يفيد الوطن من علمه وشهاداته . ولد علي مبارك باشا في قرية برنبال بالدقهلية عام 1823 وتوفى عام 1893م.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا | زعيم هندي يموت أكثر من مرة.. فما القصة؟