الشيخ محمد رفعت.. ابن مأمور الشرطة مؤسس مدرسة التجويد الفرقاني

 الراحل الشيخ محمد رفعت
الراحل الشيخ محمد رفعت


في ليلة هادئة بشتاء 1965، قرر محبو المقرئ الراحل الشيخ محمد رفعت الملقب بـ«المعجزة» و«قيثارة السماء»، إنشاء جمعية تضمهم جميعًا على أن يطلق عليها اسم جمعية محبي الشيخ رفعت.

 

حينها قال أولاد الشيخ المعجزة الثلاثة إنهم سيقومون بتمويل الجمعية على أن يعفوا جميع الأعضاء من دفع رسوم الاشتراك السنوية، واتفق أعضاء الجمعية على أن تدار جميع تسجيلات الشيخ في الجمعية، وكان من بين الأعضاء عليوة أبو ذكري الموظفة بمجلس الدولة التي استمرت تستمع للشيخ رفعت قرابة 40 عاماً، كما ألفت 12 قصيدة عنه.

 

والشيخ محمد رفعت كان أول من أقام مدرسة للتجويد الفرقاني في مصر، كما كان اهتمامه بمخارج الحروف ويعطي كل حرف حقه ليس لمجرد الاختلاف بل للوصول إلى المعنى الحقيقي إلى صدور الناس، وكان صوته حقاً جميلاً رخيماً رناناً، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 9 يناير 1965.

 

وانفرد الشيخ رفعت بين المقرئين بقدرته على التنقل من قراءة إلى أخرى ببراعة وإتقان وبغير تكلف، وكان صوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة، بل واستطاع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعرك بالاختلاف.

 

الشيخ محمد رفعت ابن محمود رفعت ابن محمد رفعت فكان اسمه واسم أبيه وجده كلها مركبة، وقد ولد في يوم الاثنين 9 مايو عام 1882م بدرب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره.

 

بدأ حفظ القرآن في سن الخامسة، عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة وأكمل القرآن حفظاً ومجموعة من الأحاديث النبوية، بعد ست سنوات شعر شيخه أنه مميز، وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة القريبة.

 

ودرس علم القراءات والتجويد لمدة عامين على الشيخ عبد الفتاح هنيدي صاحب أعلى سند في وقته ونال إجازته، وتوفي والده محمود رفعت والذي كان يعمل مأموراً بقسم شرطة الجمالية وهو في التاسعة من عمره فوجد الطفل اليتيم نفسه مسئولاً عن أسرته المؤلفة من والدته وخالته واخته واخيه "محرم" وأصبح عائلها الوحيد بعد أن كانت النية متجهة إلى الحاقه للدراسة في الأزهر، بدأ وهو في الرابعة عشر يحيي بعض الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم، وبعدها صار يدعى لترتيل القرآن في الأقاليم.

 

كان الشيخ محمد رفعت ذا صوت جميل ببصمة لا تتكرر، وأسلوب فريد ومميز في تلاوة القرآن، كان يتلو القرآن بتدبر وخشوع يجعل سامعه يعيش معاني القرآن الكريم ومواقفه بكل جوارحه لا بأذنه فقط، فكان يوصل رسالة القرآن ويؤثر بمستمعي تلاوته.

 

وتميز ببدايته التي تنطلق بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق، وبعدها يعلو صوته، فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا "عالياً" لكن رشيداً يمسُّ القلبَ ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآي الذكر الحكيم.

 

أصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943م زغطة أو فواق تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة، وكانت سبب الزغطة ورمٌ في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة، صرف عليه ما يملك حتى افتقر لكنه لم يمد يده إلى أحد، حتى أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب (بحدود خمسين ألف جنيه) لعلاجه على رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".

 

فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة حتى تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

نجم الأهلي يسجل هدفا بعد وعد جمال عبدالناصر.. فما قصته؟